
"الغباشي" يكشف أسباب الرفض الأمني الإسرائيلي خطة نتنياهو لاحتلال غزة

نجلاء خيرى
قال اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الأستراتيجية، إن قرار الاستيلاء الكامل على قطاع غزة، والسيطرة الكاملة على القطاع، جزء كبير منه إعلامي وجزء آخر معنوي، لأرهاب عناصر حماس والضغط بشدة في المفاوضات الجارية الآن، وخاصة أن هناك عقبات كثيرة بين الطرفين، وهذا الجزء الأول والرئيسي من الجزء الإعلامي للقرار.
وأكد الغباشي، في تصريح خاص لـ"بوابة روز اليوسف"، أن عملية الاجتياح إذا تمت حسب الخطة المعلنة، سوف تكون على مراحل طويلة، حيث أن الخطة الزمنية لها لم تحدد حتى الآن، وهو ما يعنى أن الجزء الأول منها للضغط الإعلامي والمعنوي والنفسي على حماس، لأرغامها التنازل عن الكثير من النقاط الخلافية التي لم يتم الاتفاق عليها.
وأوضح أمين مركز آفاق للدراسات الأستراتيجية، أن رفض القيادات العسكرية الأسرائيلية للقرار له عدة أسباب، أولاً: عدد الأفراد الإسرائيليين الذين يُعالجون نفسياً نتيجة الأعمال العسكرية يرتفع بشدة، ثانيًا، القوات الجوية الإسرائيلية أو قائد القطاع الجنوبي للقوات الجوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي المكلف بقصف الأهداف في غزة، حسب بنك الأهداف المحدد، أعلن أن ذلك القرار سوف يؤدى إلى دمار كبير، وأعلن تحفظه على ذلك القرار ووصل الأمر اللي شبه الرفض لهذه المقترحات.
وأضاف، أن الجزء الثاني من القرار، يتناول العمليات العسكرية في المناطق المفتوحة أو البرية، ورئيس الأركان، ايال زامير، أعلن رفضه تمامًا، وخاصة أن القوات الإسرائيلية، أولًا، ستتكبد خسائر كبيرة، خاصًة أن تنفيذ الأمر يلزم ما لا يقل عن خمس فرق عسكرية لتكون قادرة على تدمير القطاع بالكامل، ثانيًا، إن احتمال الخسائر البشرية سيكون مرتفعًا جدًا، لأن الأنتشار الكبير سيتحقق نتيجة المجازر العديدة، وأعمال العدوان الكثيرة التي ستنفذها العناصر الحماسية ضد القوات العسكرية الإسرائيلية، أثناء احتلالها للشوارع، وبالتالي ستكون الخسارة الإنسانية كبيرة جدًا.
ثالثًا، وهذا هو الأهم، سيكون ذلك سببًا رئيسيًا لفقدان وقتل الأسرى، أو الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، لأن هذه العملية العسكرية لن تسمح بتمييز وجود أسير أو عدم وجوده في المكان الذي يتعرض للهجوم، وبالتالي سيتسبب ذلك في مقتل العديد من الأسرى، خاصة في مدينة غزة، وهي المدينة الوحيدة المتبقية في القطاع بأكمله التي لم يُدمَّر جزء منها بعد.
وأكد اللواء محمد الغباشي، أن رفض قرار أجتياح قطاع غزة، ومناقشته خلال الكابينت، وهو المجلس الوزاري المصغر المختص بأتخاذ قرار الحرب، واعتراض ايال زامير بصفته رئيس الأركان، وهو القائد الفعلي للعمليات العسكرية، كان محل جدل ومحل أثارة في مجلس الوزراء المصغر أو مجلس الوزراء الكامل في إسرائيل، لافتًا إلى أن وزير دفاع جيش الاحتلال الأسرائيلي أعلن أنه يجب الألتزام بقرارات مجلس الوزراء وتنفيذاها، وبالتالي أجبر زامير رئيس الأركان على تنفيذه، وأعلن خطة لكامل السيطرة على أنحاء غزة، من عدة مراحل، ولكن حتى الآن الخطة الزمنية لم تحدد وتوقيت البدء لم يحدد بعد.
كما أكد الغباشي، أن هذه الخطة سيتم تنفيذها في حالة رفض عناصر حماس أستمرار المفاوضات، وإصرارهم على مواقفهم الخاصة، التي تم الخلاف عليها في المفاوضات بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وبالتالي ستبدأ هذه الإجراءات، التي سوف تكون بداية النهاية للقضية الفلسطينية.
وقال الغباشي:" أن الغرض الرئيسي من هذه العملية العسكرية هو القضاء على ما تبقى من بعض المنشآت في مدينة غزة بالتحديد، ثم الدفع للتهجير إلى الجنوب تمهيدًا، لحصارهم في معسكر صغير مغلق في منطقة رفح جنوب القطاع، ثم الضغط عليهم بالتجويع وفي النهاية لفتح ممر آمن لهم للخروج إلى الجنوب باتجاه الحدود المصرية للتهجير إلى سيناء، وهو ما ترفضه الدولة المصرية.
وأختتم اللواء محمد الغباشي تصريحه قائلًا: "هناك أيضاً رفض في الداخل الإسرائيلي من أهالي أسر الأسري، وهناك أيضاً رفض من عناصر كثيرة في الداخل الإسرائيلي لتوسيع العملية الإسرائيلية العسكرية، حفاظاً على جنود جيش الاحتلال، وبالإضافة إلى الرفض المصري والعربي الشديد لهذه العملية العسكرية، وأيضاً رفض عدد من الدول الأوروبية التي أصدرت بالأمس بيان عن رفضهم لهذه العملية، ومطالبة إسرائيل بإلغاء هذه العملية العسكرية للسيطرة على قطاع غزة".