قيادات سياسية: التصعيد الإسرائيلي في غزة يهدد استقرار المنطقة ومصر تتحرك لحماية الفلسطينيين
محمود محرم
أكدت قيادات سياسية وحزبية أن القرار الصادر عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" بالموافقة على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، تمثل تصعيدا خطيرا يهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأشارت القيادات السياسية إلى أن الاتصال الهاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس يعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين، ويؤكد ثبات الموقف المصري في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما تجلى في بيان وزارة الخارجية المصرية الذي حمل إدانة واضحة وقاطعة للمخططات الإسرائيلية.
أكد الدكتور أيمن محسب وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب أن الاتصال بين الرئيسين السيسي وعباس يعكس متانة العلاقات الثنائية، ويمثل رسالة واضحة بأن مصر تقف بثبات إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي مشيرا إلى أن إشادة الرئيس محمود عباس بالمساعدات الإنسانية ورفضه القاطع لسياسة التهجير، شهادة على الدور الريادي للقاهرة في نصرة القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن قرار إسرائيل إعادة احتلال غزة وتهجير سكانها يعد تصعيدًا خطيرًا ومحاولة لفرض أمر واقع يناقض قرارات الشرعية الدولية لافتا إلى أن الموقف المصري الحازم جاء ليؤكد أن أي محاولات لتقويض استقرار المنطقة أو المساس بالحقوق الفلسطينية لن تمر، وأن الحل يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد محسب على أن التحرك المصري يتكامل مع خطوات القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية، بما يعزز الموقف العربي الموحد والتطورات الراهنة تمثل معركة وجود للشعب الفلسطيني، وأن مصر ستظل سندًا دائمًا ومدافعًا أول عن الحقوق العربية، عبر تحركات سياسية وإنسانية وأمنية شاملة.
استنكر النائب عفت السادات، رئيس حزب السادات الديمقراطي ووكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ما أعلنه المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر بشأن إعداد خطة لفرض احتلال كامل على قطاع غزة، واصفًا هذا التحرك بأنه تصعيد خطير وانتهاك فج للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودليل على إفلاس دولة الاحتلال سياسيًا وأخلاقيًا.
وأوضح السادات، أن هذه الخطوة تمثل حلقة جديدة في مشروع استيطاني إحلالي يهدف إلى القضاء على أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة، وتحويل غزة إلى منطقة مدمرة خالية من الحياة، مؤكداً أن ما يجري يكشف الوجه العدواني الحقيقي لإسرائيل التي تضرب عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية.
وأشار إلى أن الإصرار على تنفيذ هذا المخطط، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته الأخلاقية والسياسية، لافتًا إلى أن الصمت أو التراخي في مواجهة هذه الجريمة يجعل القوى الكبرى شريكة فيها، ويمهد لانفجار الوضع الإقليمي بشكل غير مسبوق.
أدان عياد رزق، عضو الأمانة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، القرار الصادر عن المجلس الوزاري الإسرائيلي بوضع خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، واصفًا إياه بأنه جريمة ويعد تطور بالغ الخطورة يكشف عن إصرار الاحتلال على المضي في سياساته العدوانية، وانتهاك صريح لكافة المواثيق والأعراف الدولية، ومحاولة لفرض واقع جديد بالقوة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وأشار رزق في بيان له اليوم، إلى أن الموقف المصري، كما ورد في بيان وزارة الخارجية، جاء واضحًا وحاسمًا في رفض هذه السياسات الإسرائيلية، مؤكدًا أن مصر لم تتوقف عن التحذير من مخاطر التصعيد المستمر، وما يحمله من تهديد مباشر للأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، مشدداً على أن ما يحدث في غزة ليس مجرد عمليات عسكرية، بل هو استهداف شامل للبنية التحتية ولحياة المدنيين، من خلال سياسة ممنهجة للتجويع والحصار والتدمير، الأمر الذي يمثل جريمة حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية.
وأوضح عضو الأمانة المركزية لحزب الشعب الجمهوري ، أن استمرار هذه الانتهاكات يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يشهدها القطاع، حيث يعيش السكان في ظروف مأساوية مع انعدام أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء ومياه وكهرباء، مضيفاً أن مصر تتحمل مسؤوليتها القومية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وتواصل تحركاتها على كافة المستويات لوقف العدوان وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
أعرب المهندس كريم صفوت رئيس لجنة النقل والمواصلات بحزب مستقبل وطن – أمانة الجيزة عن رفضه القاطع لخطة الاحتلال الإسرائيلي لاجتياح غزة، واصفًا إياها بأنها جريمة إنسانية وانتهاك صارخ للقانون الدولي و أن التصعيد ومحاولات الاجتياح البري تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف العدوان وحماية المدنيين.
وأضاف أن حزب مستقبل وطن يضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياته، ويؤمن بأن القدس ستظل عاصمة أبدية لفلسطين، وأن محاولات التهويد أو التفريغ السكاني ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني.
ودعا صفوت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها وفتح ممرات إنسانية لإغاثة سكان القطاع، مؤكدًا أن مصر ستظل سندًا للقضية الفلسطينية ومدافعًا عن حقوق الشعوب العربية، ولن تتخلى عن دعم أي مبادرة سلمية تحفظ الدم الفلسطيني.
أكد الدكتور محمد مجدي أمين عام حزب الحركة الوطنية في الجيزة أن إعلان إسرائيل احتلال غزة عسكريًا يمثل محاولة لترسيخ احتلال غير شرعي، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي و أن القرار امتداد لسياسات القمع والإبادة، ويستهدف القضاء على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، مما ينذر بتوسيع دائرة العنف والتطرف.
وشدد على أن السلام لن يتحقق دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مشيرا إلى أن الصمت الدولي تجاه هذه الجريمة يجعل القوى الكبرى شريكة فيها ويمهد لانفجار الأوضاع.
وأوضح مجدي أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المركزية، وأن بيان الخارجية المصرية كان قويًا في إدانة الاحتلال وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته، مؤكدًا أن مصر تتحرك دبلوماسيًا في كل المحافل لوقف العدوان، وأن قرار الاحتلال سيعمق الأزمة الإنسانية في غزة.
















