عاجل
الخميس 2 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

بالصور.. الناجون من هيروشيما وناجازاكي يروون مآسي عمرها 80 عامًا

ايدا
ايدا

بعد ثمانين عامًا من هيروشيما وناجازاكي، يحث الناجون المسنون العالم على تذكر ما فقدوه - وتصور مستقبل خالٍ من الأسلحة النووية، حيث كانت هناك حرائق وخراب، يتجول الناجي من الكارثة كونيهيكو إيدا الآن بين المروج الخضراء والنصب التذكارية.



 

 

إيدا في منتزه هيروشيما التذكاري للسلام
إيدا في منتزه هيروشيما التذكاري للسلام

منتزه هيروشيما التذكاري للسلام - الذي شُيّد في موقع إلقاء القنبلة الذرية في 6 أغسطس 1945 - هو اليوم مكانٌ للتأمل الهادئ، وهو أيضًا المكان الذي يقضي فيه "إيدا"، البالغ من العمر 83 عامًا، وقته كمرشدٍ سياحيّ متطوع، يروي قصةً استغرق 60 عامًا ليرويها بصوتٍ عالٍ.

ايدا
ايدا

 

كان إيدا في الثالثة من عمره فقط عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلة اليورانيوم على هيروشيما في السادس من أغسطس 1945، وكان على بعد 900 متر من مركز الهجوم، في منزل طفولة والدته.

يتذكر كونيهيكو إيدا أنه كان محاصرًا تحت الأنقاض، ينزف من شظايا الزجاج المكسور، وحاول الصراخ قائلًا: "أمي، النجدة!"، لكن لم يُسمع صوته لكن أنقذه جده في النهاية.

  في غضون شهر، توفيت والدته البالغة من العمر 25 عامًا وشقيقته البالغة من العمر أربع سنوات. 

وعانى "إيدا" من أعراض الإشعاع خلال سنوات دراسته، إلا أنه استعاد عافيته تدريجيًا.

تجنب موقع القصف لعقود، ثم، في أواخر الخمسينيات من عمره، عاد - على مضض - بناءً على طلب عمته المسنة.

 شكّلت تلك الزيارة إلى حديقة السلام بداية عملية انفتاح عاطفية بطيئة، والآن، يُرشد "إيدا" الزوار الأجانب عبر النصب التذكاري، قلقًا من تلاشي الفهم العالمي للقصف. 

في يونيو الماضي، سافر إلى باريس ولندن ووارسو في إطار برنامج سلام مدعوم حكوميًا، وكان يخشى من كيفية استقبال رسالته في الدول النووية، لكنه قال إنه قوبل "بالتصفيق والمصافحة". 

ويكمن جوهر نهجه في تشجيع الطلاب على تصوّر العواقب بعيدة المدى للحرب النووية: ليس فقط الدمار الفوري، بل التلوث الإشعاعي الذي سيستمر.

قال إيدا: "السبيل الوحيد للسلام هو القضاء على الأسلحة النووية، ولا سبيل آخر".

ميكو دوي، البالغة من العمر 86 عامًا نجت من الموت صدفة
ميكو دوي، البالغة من العمر 86 عامًا نجت من الموت صدفة
ميكو دوي أمام تمثال يذكرها بالمأساة
ميكو دوي أمام تمثال يذكرها بالمأساة

في ناجازاكي، نجت فوميكو دوي، البالغة من العمر 86 عامًا، من الموت صدفة، ففي 9 أغسطس 1945، حال تأخير قطارها دون وصوله إلى محطة أوراكامي في اللحظة التي انفجرت فيها القنبلة الذرية الثانية فوق كاتدرائية قريبة.

 

من خلال النافذة، رأت "دوي"، التي كانت في السادسة من عمرها آنذاك، الوميض، حيث انحنت وغطت عينيها بينما كان الزجاج يتطاير حولها، وحماها ركاب آخرون، وفي الخارج، رأت أشخاصًا وجوههم سوداء كالفحم وملابسهم ممزقة.

أخفت دوي وضعها كـ "هيباكوشا"  مصطلح ياباني يُشير إلى الناجين من القنبلتين الذريتين على "هيروشيما وناجازاكي" لسنوات. 

كانت دوي تخشى التمييز، حيث أُمر والدها، وهو مسؤول محلي، بجمع الجثث بعد القصف، وسرعان ما ظهرت عليه أعراض الإشعاع، وأصبح لاحقًا مُعلّمًا، وكتب قصائد عما شاهده - قصائد أبكت ابنته.

 

تزوجت دوي من ناجٍ آخر، وكانت قلقة من أن يعاني أطفالها من آثار طويلة الأمد، إذ توفيت والدتها وشقيقاها بالسرطان، ولا تزال شقيقتاها تعانيان من مشاكل صحية.

 لم تبدأ بالحديث علنًا إلا بعد كارثة فوكوشيما النووية عام ٢٠١١، التي أحيت مخاوفها بشأن الإشعاع.

وقالت: "لقد نسي بعض الناس القنابل الذرية، وهذا أمر محزن"، مؤكدة أن بعض الدول تمتلك أسلحة نووية أقوى من تلك التي استخدمت في هيروشيما.

وأضافت: إذا ضربت قنبلة اليابان، فسنُدمَّر، وإذا استُخدمت المزيد منها حول العالم، فستكون نهاية العالم،" ولهذا السبب أغتنم كل فرصة للتحدث بصراحة."

لا يزال ما يقرب من 100 ألف من الناجين من القنبلتين الذريتين على قيد الحياة، بعضهم، مثل إيدا ودوي، بدأوا  يجدون القوة للتحدث.

 

ولا يزال كثيرون صامتون، تحت تأثير الصدمة أو الخوف من وصمة العار التي لا تزال قائمة حتى بعد ثمانية عقود.

بعد قمة مجموعة السبع في هيروشيما عام ٢٠٢٣ ومنح جائزة نوبل للسلام لمجموعة نيهون هيدانكيو التي يقودها الناجون، شهدت متاحف المدينة ارتفاعًا كبيرًا في عدد الزوار، وكثير منهم من الخارج.

 وفي متحف هيروشيما التذكاري للسلام، أصبح حوالي ثلث زواره من الأجانب. قالت إحداهن، وهي زائرة أمريكية تُدعى سامانثا آن، إنها اصطحبت أطفالها ليفهموا عواقب ذلك اليوم. 

وأضافت: "إنه تذكيرٌ بمدى الدمار الذي قد يُسببه قرارٌ واحد".

 المرشد التطوعي كاتسومي تاكاهاشي
المرشد التطوعي كاتسومي تاكاهاشي

 

يرحب المرشد التطوعي كاتسومي تاكاهاشي، البالغ من العمر 74 عاماً، بالاهتمام المتزايد من الخارج، لكنه يشعر بالقلق من أن أجيال الشباب في اليابان تنسى ماضيها.

بعد إحدى جولاته، توقف إيدا عند النصب التذكاري للأطفال الذين سقطوا في القصف. 

وعلى مقربة منه، عُلّقت ملايين طيور الكركي الورقية - رمز السلام - بخيوط، أُرسلت من جميع أنحاء العالم.

من بين من استمعوا لقصته ذلك اليوم، كانت الزائرة الفرنسية ميلاني جرينجوار. وقالت: "كان الأمر أشبه بمشاركة جزء صغير من التاريخ".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز