
عاجل.. إيران تستعد لحرب تستمر 10 سنوات إذا لزم الأمر

عادل عبدالمحسن
في أعقاب الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل، تعهدت إيران بتوسيع وتعزيز قواتها المسلحة بشكل كبير، حيث أعلن أحد الجنرالات أن البلاد لديها ما يكفي من الأسلحة "لخوض حرب تستمر عشر سنوات".
بينما يُصرّ المسؤولون الإيرانيون على أنهم لن يوقفوا البرنامج النووي للبلاد، تُخطّط طهران الآن لتوسيع قدراتها العسكرية بشكل كبير، وفقًا لتقارير إعلامية.
صرّح العميد محمد رضا أشتياني، نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، بأنّ إيران مستعدّة للدفاع عن نفسها في حرب قد تستمرّ لعقد من الزمن، إذا لزم الأمر.
وقال أشتياني: "لدينا ما يكفي من الإمدادات لخوض حرب قد تستمر عشر سنوات إذا لزم الأمر".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي قدم فيه البرلمان الإيراني مشروع قانون يهدف إلى تعزيز القوات المسلحة الإيرانية استعدادا لمواجهة عسكرية محتملة مع إسرائيل.
في يوم الأحد الماضي، وافقت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان على الخطوط العريضة لمشروع قانون يدعو إلى زيادة الإنفاق العسكري.
يحظى مشروع القانون، الذي تقدم به النائب عن طهران علي خدريان، بدعم 120 نائبًا، ومن المتوقع إقراره قريبًا.
وذكرت قناة "برس تي في" التلفزيونية الإيرانية أن المشروع تمت الموافقة عليه خلال اجتماع حضره مسؤولون من وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة والجيش والحرس الثوري الإيراني.
من أين ستحصل إيران على الأسلحة؟
ولكن تعزيز القدرات العسكرية لإيران لا يقتصر على تأمين التمويل؛ بل يتطلب أيضاً إيجاد الدول الراغبة في تزويدها بالأسلحة.
وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية بفرض عزلة طهران في أعقاب الهجمات الأمريكية الأخيرة على منشآتها النووية، أفادت وكالة رويترز في يناير 2025 أن روسيا باعت لإيران عددا غير معتمد من طائرات سوخوي سو-35 المقاتلة.
نقلت الوكالة عن قائد في الحرس الثوري قوله إن "إيران اشترت مقاتلات سو-35 روسية الصنع"، في أول تأكيد رسمي من مسؤول إيراني على هذه الصفقة، إلا أن علي شدماني، نقلاً عن شبكة أخبار الطلاب الإيرانيين "SNN"، لم يحدد عدد الطائرات المشتراة، ولا ما إذا كانت قد سُلّمت بالفعل إلى إيران.
تكنولوجيا الصواريخ من أوروبا؟
وتشير تقارير الاستخبارات الألمانية أيضًا إلى أن محاولات إيران للحصول على تكنولوجيا الصواريخ من أوروبا زادت بشكل كبير خلال عام 2024، ومن المرجح أن تستمر.
وفي يونيو الماضي، أفاد المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور "BfV"، وهي وكالة مماثلة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "FBI"، أن إيران تواصل تطوير "أحد أكثر برامج الصواريخ شمولاً في الشرق الأوسط".
وأشار التقرير إلى أن "أنشطة البحث عن مصادر التوريد داخل ألمانيا في مجال تكنولوجيا الصواريخ والبرامج الإيرانية لا تزال مكثفة وحتى متزايدة".
يبدو أن محاولات إيران للحصول على التكنولوجيا العسكرية من أوروبا وغيرها قد حققت بعض النجاح. ففي سبتمبر 2023، كشفت تقارير أن الطائرات الإيرانية الانتحارية المُسيّرة التي استخدمتها روسيا في أوكرانيا احتوت على أكثر من 50 مكونًا إلكترونيًا غربيًا الصنع، مُستوردًا عبر دول وسيطة.
وإذا نجحت إيران في تحسين قدراتها العسكرية إلى الحد الذي يسمح لها بالصمود في وجه هجمات مستقبلية محتملة من إسرائيل أو الولايات المتحدة، وكل ذلك بهدف إعادة بناء برنامجها النووي، فمن المرجح أن تفعل ذلك من خلال هذه الوسائل.
لكن يبقى السؤال: ما مدى سرعة قدرة إيران على اقتناء طائرات حديثة بكميات كافية، وبناء أو استيراد أنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض الصواريخ الحديثة؟ هذا ما سيتضح لاحقًا.