عاجل
الإثنين 18 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

أعقاب ثورة 25 يناير 2011

تفاصيل معركة مصر الصامتة لاسترداد آثارها المنهوبة 

شهدت مصر في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 حالة من الانفلات الأمني وعدم الاستقرار السياسي، ما فتح الباب على مصراعيه لواحدة من أخطر موجات النهب المنظم للآثار في التاريخ الحديث. 



 

ففي ظل ضعف الرقابة الأمنية، وغياب سلطة الدولة في كثير من المناطق، استغل لصوص الآثار وتجار السوق السوداء الأوضاع المتدهورة للقيام بعمليات سرقة واسعة النطاق، طالت المتاحف والمخازن الأثرية، بل امتدت إلى آلاف المواقع الأثرية في مختلف أنحاء البلاد، من دلتا النيل إلى صعيد مصر.

 

وفي خضم هذه الفوضى، لم تكن خسارة مصر فقط في القطع الأثرية المسروقة، بل في فقدان جزء من هويتها التاريخية وعمقها الحضاري. ومع استعادة الدولة المصرية لعافيتها تدريجيًا، بدأت جهود حثيثة لاسترجاع ما تم نهبه، من خلال التنسيق مع الشرطة الدولية (الإنتربول)، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات حماية التراث العالمية، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على مهربي الآثار وتطوير وسائل تأمين المواقع الأثرية.

 

وما بين سرقة المتحف المصري عام 2011 وتدمير ونهب متحف ملوي عام 2013 عامان ونصف تعاقبت فيها الحكومات والأنظمة والرؤساء.. تم خلالها أكبر عملية نهب وتدمير للآثار المصرية وخاصة الفرعونية في العهد الحديث. 

 

 

 

المتحف المصري بالتحرير

 

كان المتحف المصري أول المتاحف التي أضيرت في 28 يناير 2011، عندما سُرقت 55 قطعة أثرية منه، وبرغم أن الآثار المصرية تسرق منذ عهد الفراعنة إلا أن ما تم من سرقات فاق كل العصور.

 

وبحسب عدد كبير من المسؤولين والأثريين، فالسرقات التي تمت في بعض المتاحف والمخازن الأثرية لا تشكل وضعاً أو حالة كارثية، فالقطع المتحفية مسجلة وهناك صعوبة كبيرة في بيعها أو عرضها بالخارج، أما الكارثة الكبرى فهي عمليات الحفر خلسة أو التنقب غير المشروع في آلاف المواقع الأثرية وداخل المنازل المقامة فوقها في كافة أنحاء مصر.

 

 

 

 

تاريخ إنشاء المتحف المصري

 

تم إنشاء المتحف المصري في بادئ الأمر بحديقة الأزبكية عام 1835، ثم نقل لقاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، إلى أن تم افتتاحه على شاطئ النيل ببولاق، ونتيجة لتعرض الآثار إلى الفيضانات تم نقله إلى ملحق خاص بقصر الخديو إسماعيل بالجيزة، إلى أن تم افتتاحه فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى، بميدان التحرير قلب العاصمة، ويضم أكثر من 150 ألف قطعة آثرية، تعرض للنهب من قبل مجموعة من البلطجية يوم 28 يناير 2011، وتم سرقة نحو 54 قطعة آثرية تمكنت الحكومة مؤخرًا من استعادتها مرة أخرى.

 

سرقة 18 قطعة من المتحف المصري

 

وسبق وأن كشف د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، أن 18 قطعة قد نهبت من المتحف بما فيها تمثال مصنوع من الخشب المذهب للملك توت عنخ امون تحمله احدى الآلهة على رأسها، واجزاء من تمثال آخر للملك توت وهو يصطاد السمك برمح، فضلا عن إصابة أكثر من 70 قطعة أثرية بأضرار عندما حطم المقتحمون صناديق العرض التي كانت موجودة فيها..  

 

 

 

سرقة 1050 قطعة أثرية من متحف ملوي 

 

وتعرض متحف ملوي بمحافظة المنيا - الذي افتتحه الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، عام 1963 - للاعتداء عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتم سرقة 1050 قطعة أثرية من أصل 1089 قطعة، لكن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار بالمنيا تمكنوا من استعادة تمثال ابنة إخناتون أهم قطعة أثرية مسروقة، و912 قطعة أخرى. 

 

 

 

إعادة افتتاح متحف ملوي في 2016 

 

 وقالت د.شيماء عبد المطلب محمود مدير غرفة العمليات المركزية بالإدارة العامة لإدارة الأزمات والكوارث بوزارة الاثار والسياحة لـ "روزاليوسف" - إن متحف ملوي كان يحوى ما يقرب من 1092 قطعة أثرية من مختلف العصور التاريخية المختلفة، دخلوا عليه الجماعة الإرهابية  فأحرقوه ونهبوا محتوياته في 17 أغسطس 2013،  وبعد 3 سنوات وبالتحديد فى 22 سبتمبر 2016، تم افتتاح المتحف مرة أخرى، عقب ترميم المبنى، واستعادة معظم القطع الأثرية المسروقة، وترميم الكثير من المقتنيات حيث يستعرض المتحف تاريخ المنيا عبر مختلف العصور من خلال حوالي 1000 قطعة أثرية عثر عليها بالأشمونين، وتونا الجبل، وتل العمارنة، ليعد انتصارًا للدولة المصرية على الفوضى والإرهاب والنيل من الحضارة المصرية، ويؤكد على حرص الدولة المصرية على استرداد آثارها والحفاظ على حضارتها.

 

متحف العريش القومي

 

وأضافت إنه في عام 2015 استهدفت جماعات الاخوان الإرهابية متحف العريش القومي في 30 يناير 2015 بقذيفتين أدت لإحداث فجوة يبلغ قطرها ثلاثة أمتار في الحائط الشرقي للمتحف وتدمير البوابات والأسقف وزجاج النوافذ. كان المتحف خال من أي قطع أثرية وقت الهجوم حيث تم نقلها عقب اشتعال الأحداث بسيناء

كما تمت سرقة لوحتين صغيرتين لحيوانات من العصر الفرعونى يتراوح حجميهما ما بين 10 و15 سنتيمترا مربعا بمعبد الأقصر، أبريل 2014.

 

 

متحف جزيرة «الفنتين» الأثري

 

وتعرض متحف جزيرة «الفنتين» الأثري، غرب النيل بأسوان، لسرقة 96 قطعة أثرية نادرة صغيرة الحجم، وترجع للعصور الفرعونية واليونانية والرومانية، والدولة الوسطى.

 

متحف القنطرة شرق

 

وتعرض متحف القنطرة شرق للسرقة، عقب حالة الانفلات الأمني التي شهدتها الدولة، ولحسن الحظ تمكنت وزارة الآثار من استعادة 307 قطع أثرية من أصل 845 قطعة مسروقة، بالإضافة إلى سرقة 231 قطعة أثرية من مخزن ميت رهينة بمحافظة الجيزة، تمكنت الدولة من استعادة 104 منها.

 

متحف الفن الإسلامي

 

ولم يسلم متحف الفن الإسلامي من الهجمات الإرهابية التي شهدتها الدولة عقب 30 يونيو، حيث أدى انفجار مديرية أمن القاهرة، إلى تحطيم واجهات المتحف، وتعرض المتحف وما يحتويه من آثار إلى تدمير شبه كامل.

وطال الانفجار آثار متحف الفن الإسلامي، أكبر متحف للآثار الإسلامية في العالم الذي يقع في مواجهته، معرضة واجهته المعمارية المميزة للتدمير ومهددة مقتنياته من التراث الإسلامي الممتدة على مدار 12 قرنًا.

ودمر الانفجار واجهة المبنى وأسقفه المعلقة، التي سقطت على صناديق العرض الزجاجية فحطمتها وما بداخلها من معروضات، خاصةً الزجاجية والخزفية.

 

كما أن ثلاثة مشكاوات من أصل 12 من مشكاوات مسجد السلطان حسن تعرضت للتدمير.

وتنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي بحماية الآثار المصرية ، تم الانتهاء من المشروع القومي لجرد وتسجيل القطع الأثرية فى المخازن الأثرية (المتحفية والفرعية والبعثات وغيرها) والمنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، وذلك عقب وضع ضوابط منظمة لعمل الجرد وفتح المخازن ونقل العهدة والتسجيل والتوثيق والترميم الى جانب اختيار القطع الأثرية المميزة والموجودة فى المخازن لتدخل ضمن سيناريوهات العرض المتحفي للمتاحف الجديدة ،كما تم تنفيذ مشروع بالتعاون مع وزارة الاتصالات للتوثيق الالكتروني وإنشاء قاعدة بيانات للقطع الأثرية الموجودة فى المخازن والقطع المفقودة منها والقطع التي اختيرت للعرض المتحفي والمنشورة علميا بمعرفة الباحثين والدارسين وتحديثها بصفة مستمرة .

 

استرداد الآثار المصرية

 

تمكنت الدولة المصرية بفضل العلاقات القوية مع دول العالم المختلفة من استرداد حوالي 1711 قطعة أثرية إلى جانب الالاف من العملات الأثرية خلال 6 سنوات ، ففي عام 2014 تم استرداد 70 قطعة أثرية، وارتفعت الأرقام في عام 2015 حيث تم استرداد 446 قطعة أثرية، وخلال عام 2016 تم استرداد 363 قطعة أثرية، وفي عام 2017 تم استرداد 586 قطعة أثرية، وخلال عام 2018 تم استرداد 223 قطعة أثرية، وفى 2019 تم استرداد 23 قطعة ، والتي كان من  أبرزها قطعة نادرة عبارة عن تابوت من الخشب المغطى بالذهب لكاهن يدعى "نجم عنخ"، كان بحوزة متحف المتروبوليتان بأمريكا، الذي قام بشرائه من أحد تجار الآثار، تم إثبات خروجه من مصر بشكل غير قانوني، حيث اتضح أن تصريح التصدير الخاص به مزيف.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز