عاجل
الأحد 27 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
القدس عربية لا لتهجير الفلسطينيين من غزة
البنك الاهلي

عاجل.. شبكة اتصالات أنفاق غزة تجنن إسرائيل وتفاصيل خطة تحت الأرض

أنفاق غزة تجنن إسرائيل
أنفاق غزة تجنن إسرائيل

كشف القتال في غزة عن أحد أكثر التحديات تعقيدًا في الحروب الحديثة، ألا وهو شبكة الأنفاق الواسعة والمتطورة التي بنتها حماس. 



وبحسب موقع ناتسيف العبري المتخصص في الشؤون العسكرية، تمتد هذه الشبكة مئات الكيلومترات على أعماق قد تصل إلى 70 مترًا أو أكثر، وتضم آلاف الفوهات، وقد خُطط لها استراتيجيًا تحت تجمعات سكانية مدنية لتكون بمثابة دروع بشرية.

يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من كونه من أكثر الجيوش استعدادًا للحرب تحت الأرض حتى قبل الحرب، بوحداته المتخصصة مثل "يحيى العام"، واقعًا غير مسبوق. وقال الموقع العبري إن النهج الحالي المتمثل في هدم البنية التحتية السطحية على نطاق واسع للوصول إلى الأنفاق أمر محبط وغير مستدام. أشار المهندس الإسرئيلي يهودا كفير، الخبير في الحرب تحت الأرض، إلى أن تركيز جيش الاحتلال على إحصاء كيلومترات الأنفاق المدمرة أو عدد القذائف التي أُطلقت، دليل على أن جيش الكيان الصهيوني ليس في وضع جيد، مؤكدًا أن عمليات الهدم واسعة النطاق الجارية حاليًا في غزة تُلحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية والمنشآت، وهي نهج لا طائل منه يُعرّض القوات للخطر دون داعٍ، ولن يُكلّف أي جيش آخر في العالم بالقيام به.

الحقيقة المرة بالنسبة للكيان الصهيوني إسرائيل، هي أنه من المرجح عدم وجود ما يكفي من المتفجرات أو الوقت الكافي لدي جيش الاحتلال لتدمير جميع الأنفاق في قطاع غزة، وقد تستغرق هذه العملية سنوات. 

ويضطر جيش الاحتلال الإسرائيلي حاليًا إلى التركيز فقط على تدمير الأنفاق ذات القيمة العسكرية الأكبر لحماس.

علاوة على ذلك، فإن قدرة جيش الاحتلال على تقييم وضع المقاومة الفلسطينية تحت الأرض محدودة للغاية، وحماس، كما ثبت تاريخيًا، قادرة على الصمود في الأنفاق لفترات طويلة.

 كما طورت حماس قدراتها التكنولوجية؛ فشبكة اتصالاتها السلكية تحت الأرض منيعة على المعلومات الاستخبارية، مما يحد من فهم جيش الاحتلال لمواقع قواتها ووضعها وتحركاتها القادمة.

ويفكر قادة جيش الاحتلال على اتباع نموذج قتالي جديد يعتمد على "السيطرة بدون احتكاك مع السكان المدنيين وعناصر المقاومة المختبئة داخلها لكنها لا تخلو من المخاطر الجمة على جنود الاحتلال باصطيادهم بواسطة رجال القماومة الأقوياء.

 ونموذج "السيطرة متعددة المستويات"، كما اقترحه يهودا كفير، سيسمح لجيش الاحتلال الإسرائيلي بما يلي:

• بناء نظام أنفاق وممرات محمية: ينبغي على الجيش الدفاع بناء نظامه الخاص من الأنفاق والممرات المحمية، والذي سيربط نقاط المراقبة المحصنة. 

 

ويقترح نقل القوات والإمدادات بأمان عبر ممرات محمية تحت الأرض أو سطحية، معتقدًا أن هذا النموذج سيمنع تعرض جنود الاحتلال للخطر في الشوارع.

 يمكن تكييف التقنيات المدنية الحالية، مثل آلات حفر الأنفاق "TBMs" والأدوات الروبوتية التي يتم التحكم فيها عن بُعد باستخدام أساليب حفر الأنفاق الدقيقة والحفر الأفقي، لبناء هذه المصفوفات العسكرية بسرعة.

كما يقترح المهندس الإسرائيلي استغلال شبكة أنفاق حماس:

كما أثبتت فرقة المظليين 98 بقيادة العميد دان غولدفوس، يجب أن نتعلم كيفية استغلال شبكة أنفاق العدو لصالحنا. هذا النهج، الذي حوّل الأنفاق من عوائق إلى ممرات مناورة للمهاجم، يسمح بمناورة متزامنة على السطح وتحته، وهو نهج فريد من نوعه في الجيوش الحديثة. 

بدلاً من التدمير دون هدف، ينبغي على جيش الاحتلال الإسرائيلي الاستفادة من منظومة حماس تحت الأرض والعمل من خلالها ضد المقاومة.

• تطوير استخبارات عميقة تحت الأرض: كما يؤكد كفير، من الضروري تطوير قدرات الاستشعار العميق والاستخبارات في الفضاء تحت الأرض. 

يمكن تحقيق ذلك من خلال حفر أنفاق حماس وإدخال أدوات ذكية، مثل أجهزة الاستشعار والميكروفونات والروبوتات، والتي ستوفر لنا معلومات آنية عن موقع العدو ووضعه.

• استخدام "طوربيد تحت الأرض": يمكن استخدام تطورات مثل "طوربيد تحت الأرض" - صواريخ تتحرك تحت الأرض باستخدام رأس حفار وشحنة متفجرة - لمهاجمة أنفاق العدو من الداخل، وهو نهج مختلف تمامًا عن عمليات الهدم الشاملة التي تُنفذ حاليًا.   فقط من خلال تبني هذا النهج الثوري، الذي يجمع بين بناء منظومة إسرائيلية محمية واستغلال منظومات المقاومة الحالية والاستخبارات المتقدمة تحت الأرض، يزعم المهندس الاسرائيلي ان مليشياته يمكنها تحقيق سيطرة فعّالة على الفضاء تحت الأرض وتحقيق نصر حقيقي في الحرب مع تقليل الأضرار التي تلحق بميليشياته بشكل كبير. 

ويصل إلى نتيجة مفادها أن هذا التغيير سينقذ الأرواح، ويهزم حماس لسنوات طويلة، ويمنع إسرائيل من الوقوع في براثن الدعاية والانتقادات الدولية.

بدلاً من تكبد المزيد من الخسائر الفادحة في الأرواح والأجساد، وشراء المزيد من الطائرات والدبابات، وبدلاً من تدمير مدن بأكملها بمئات أدوات الهندسة المدنية التي تُعرّض قواتنا للخطر، وبدلاً من تكرار نفس الشيء، ولكن بشكل أفضل قليلاً، مرارًا وتكرارًا، وتوقع نتائج مختلفة، علينا إعادة حساب مسارنا، ومراجعة افتراضاتنا الأساسية على جميع الجبهات.

 

الاستثمار في القدرات الهجومية، بالإضافة إلى قدرات جمع المعلومات الاستخبارية على الأرض، وتطويرها، لنصبح جيشًا ذا بنية برية حديثة وحقيقية، قادرًا على مواجهة تحديات المستقبل.

ويختتم اقتراحاته التي تبدو أنه وضعها في غرفة مكيفة الهواء وخلف جهاز كمبيوتر حديث، قائلًا: لقد حان الوقت للانتقال من حرب استنزاف سطحية إلى حرب مناورة ذكية وفعالة تحت الأرض.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز