
سفير فرنسا لدى مصر: علاقات البلدين وثيقة وتوافق كبير حيال الأزمات الإقليمية

أ.ش.أ
وصف السفير إيريك شوفالييه سفير فرنسا لدى مصر العلاقات بين البلدين بأنها "وثيقة وقوية".. مؤكدا على التوافق الكبير في الرؤى بين القاهرة وباريس حيال الأزمات الإقليمية.
وسلط شوفالييه- خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الثلاثاء بمناسبة العيد الوطني لفرنسا والذي يوافق الرابع عشر من يوليو- الضوء على الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة مؤخراً بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما عكسته من عمق للروابط بين البلدين في ضوء اللقاءات والمباحثات الهامة بين الرئيسين وزيارتهما إلى منطقة خان الخليلي وسط القاهرة.
كما أشار الى أن الزيارة شهدت توقيع الرئيسين على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي يتم بمقتضاها ترفيع العلاقات بين البلدين.. لافتاً إلى أن التوقيع على الاتفاقية يؤكد على العلاقات القوية كما يرسم الطريق لمستقبل هذه العلاقات.
ولفت شوفالييه إلى التوقيع أيضا على عدد من الاتفاقيات الهامة بين مصر وفرنسا خلال الزيارة ومن بينها اتفاقية في قطاع الصحة ويتم بموجبها إنشاء فرع بالقاهرة لمعهد جوستاف روسيه وهو معهد ذو شهرة عالمية في علاج الأورام وهو الأول من نوعه خارج فرنسا، وهو ما يعود بالمصلحة على المصريين، وكذلك التوقيع على عدد من الاتفاقيات الأخرى التي تصب في صالح المواطن المصري في قطاعات من بينها النقل والكهرباء والطاقة.
وأشار إلى أن الشركات الفرنسية ستواصل تطوير وجودها في مصر وهو ما سيسهم في زيادة فرص العمل وزيادة الصادرات مما سيعود بالنفع على الاقتصاد المصري.
وأبرز التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال التعليم والبحث العلمي، وهو ما يعني وجود مشروعات مشتركة سيتم إطلاقها فيما يتعلق بالتعاون الجامعي في مجالات الطب والعلوم والذكاء الاصطناعي والإدارة والهندسة.. لافتاً إلى أنه تم ايضا توقيع اتفاقيات يتم بمقتضاها زيادة عدد المدارس الفرنسية إلى مائة مدرسة مقابل ستين حالياً.
كما استعرض الاتفاقات التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة في قطاع الرياضة.
ومن جانب آخر.. قال إن زيارة ماكرون ركزت كذلك على الأوضاع الإقليمية حيث عقدت قمة ثلاثية بين الرئيسين السيسي وماكرون والعاهل الأردني الملك عبد الله، كما قام الرئيسان السيسي وماكرون بزيارة إلى العريش وكانت الزيارة فرصة لزيارة مستشفى العريش حيث يتلقى عدد من الفلسطينيين العلاج.
وأكد على أهمية التوافق الكبير في وجهات النظر بين مصر وفرنسا فيما يتعلق بالأزمات الإقليمية، مضيفا أن هذه نقطة هامة للغاية لأن الحوار القائم بين الدول العربية والأوروبية يعد مفتاحا رئيسياً للاستقرار في المنطقة.
وفيما يتعلق بغزة.. شدد السفير على أن باريس تؤكد على الحاجة العاجلة لوقف إطلاق النار في القطاع، وتساند جهود مصر والشركاء الآخرين من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق.
وأضاف أن بلاده تؤكد أيضاً على ضرورة وحتمية توصيل المساعدات الإنسانية بشكل شامل إلى القطاع.. لافتا إلى أنه تم إنشاء منذ أسابيع آلية جديدة لتوزيع المساعدات، وفرنسا لا تدعم هذه الآلية ولكنها تساند توزيع مساعدات إنسانية تحترم الإنسان وهناك منظمات ذات خبرة طويلة في كافة مسارح الصراعات وهي وكالات الأمم المتّحدة والمنظمات الدولية المتعلقة بالشأن الإنساني في ظل احترام القوانين الإنسانية.
وأضاف أن ما نلاحظه في الآلية التي تم إنشاؤها مؤخراً تضع الفلسطينيين بين خيار صعب، إما المخاطرة بحياتهم للحصول على حفنة من الغذاء مقابل حياتهم حيث قتل المئات منهم أثناء انتظار المساعدات، إما أن يظلوا في أماكنهم ويرون ذويهم يموتون جوعاً.. مؤكدا أن بلاده تطالب بتوصيل المساعدات بكميات كافية عن طريق المنظمات ذات الخبرة.
وفي ذات السياق.. أكد شوفالييه أن فرنسا تُؤكد على مساندة موقف مصر الرافض لتهجير المواطنين الفلسطينيين الذين يجب أن يعيشوا على أرضهم.. مضيفا أنه وفي بعض الأحيان نسمع عن تهجير أو انتقال طوعي للفلسطينيين، ولا يمكن أن نرى أي أمر طوعي يتم لمدنيين تدفعهم الظروف إلى ترك أماكنهم.
وفي السياق ذاته، أكد على ضرورة التركيز على الجانب السياسي لكي تعيش المنطقة في أمن وسلام، ونعتقد أن الحل السياسي ينبغى أن يمر عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا هو فحوى مؤتمر الأمم المتحدة لتنفيذ حل الدولتين الذي تشارك في رئاسته فرنسا والسعودية، ونرى أنه يجب أن نكف عن الحديث عن حل الدولتين بل التركيز على تنفيذ حل الدولتين الذي كان من المقرر أن يعقد في يونيو المنصرم ولكنه تم تأجيله على خلفية الحرب بين إسرائيل وإيران.