عاجل
الإثنين 28 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب أمريكا:

عاجل.. هل ينجح الملياردير في قلب موازين السياسة الأمريكية؟

في خطوة مفاجئة قد تعيد رسم خريطة السياسة في الولايات المتحدة، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مؤسس شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، عن تأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه اسم "حزب أمريكا". 



 

وجاء الإعلان تزامنًا مع الاحتفال بيوم الاستقلال الأمريكي، في منشور مثير على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال فيه:

 

"عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بالإسراف والرشوة، فنحن نعيش في نظام الحزب الواحد، وليس في ديمقراطية".

 

وأضاف ماسك أن الحزب الجديد جاء استجابة لرغبة الشعب الأمريكي، بعد أن أجرى استطلاعًا للرأي على حسابه الشخصي، صوّت فيه أكثر من 65% لصالح فكرة تأسيس حزب جديد. وأكد في منشوره:

"بعد أن جاء الفارق 2 إلى 1، لقد أردتم حزبًا سياسيًا جديدًا وسوف تحصلون عليه".

 

 

الحزب الجديد.. هل يمثل الأغلبية "الصامتة"؟

 

يراهن ماسك على استقطاب ما يصفه بـ"الناخبين الوسطيين"، وهم قطاع كبير من الشعب الأمريكي الذي لا يجد نفسه ممثلًا في الحزبين التقليديين: الجمهوري والديمقراطي. وأكد أن "حزب أمريكا" سيكون منبرًا لهؤلاء الذين يبحثون عن بديل يعبر عن تطلعاتهم بعيدًا عن الاستقطاب الحاد والانقسامات السياسية.

لكن رغم الحماسة الكبيرة التي أثارها إعلان ماسك، يرى مراقبون أن طريق الحزب الوليد لن يكون سهلًا، في ظل التحديات البنيوية والسياسية التي تواجه أي محاولة لكسر ثنائية الحكم في الولايات المتحدة.

ست عقبات كبرى في وجه المشروع

في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، تم رصد ست عقبات رئيسية قد تعرقل مسار "حزب أمريكا":

1. هيمنة الحزبين التقليديين

   النظام الانتخابي الأمريكي قائم على قاعدة "الفائز يحصد كل شيء"، ما يصعّب مهمة دخول طرف ثالث في المنافسة. كما أن القوانين الانتخابية تختلف من ولاية لأخرى وتتطلب شروطًا صارمة لتسجيل الأحزاب الجديدة.

 

2. تاريخ طويل من الإخفاقات

   لم يتمكن أي مرشح من خارج الحزبين الكبيرين من الفوز بأصوات المجمع الانتخابي منذ عام 1968. حتى الملياردير روس بيرو، الذي حصد نسبة تصويتية لافتة في عام 1992، لم يتمكن من حصد مقاعد فعلية.

 

3. استراتيجية غير واضحة

   حتى الآن، لم يعلن ماسك عن خطة واضحة لخوض الانتخابات أو دعم مرشحين معينين. هذا الغموض قد يؤدي إلى تشتت الأصوات دون أن يحقق الحزب مكاسب حقيقية.

 

4. قاعدة جماهيرية غير متجانسة

رغم حديثه عن "الأغلبية الوسطية"، إلا أن هذه الفئة تفتقر إلى الانسجام الأيديولوجي، وقد يكون من الصعب توحيدها حول برنامج سياسي موحّد.

 

5. نقص في الحلفاء السياسيين

   بعد خلافاته العلنية مع الرئيس السابق دونالد ترامب وبعض قيادات الحزب الجمهوري، يبدو أن ماسك قد فقد دعم شريحة كبيرة من المحافظين، ما قد يضعف موقفه على الساحة السياسية.

 

6. نفاد الصبر المحتمل

   تأسيس حزب سياسي قوي يحتاج إلى سنوات من العمل والتنظيم والبناء الميداني، وهو ما قد لا يتناسب مع شخصية ماسك المعروفة بحركته السريعة وتوقعاته العالية.

 

 

هل ينجح ماسك في قلب المعادلة؟

 

 

إعلان ماسك لا يمكن اعتباره حدثًا عابرًا، بالنظر إلى نفوذه الاقتصادي والإعلامي، ومتابعيه بالملايين على وسائل التواصل. لكن تحويل هذا الزخم إلى واقع سياسي فعلي يتطلب أكثر من مجرد منشورات واستطلاعات. فالتحديات الهيكلية والمؤسسية التي تواجه الحزب الجديد قد تكون كفيلة بإجهاض المشروع قبل أن يرى النور فعليًا.

في النهاية، يبدو أن "حزب أمريكا" هو اختبار جديد لطموحات إيلون ماسك في التأثير على المشهد العام، ليس فقط في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد، بل في قلب السياسة الأمريكية نفسها.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز