عاجل
الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

"براكين خارج المألوف".. طين مشتعل وحمم باردة وزلازل تبرد الأرض

بركان
بركان

في وقت تزداد فيه الدراسات الجيولوجية تطورًا، ما تزال بعض البراكين حول العالم تثير حيرة العلماء بسبب خصائصها الغريبة وسلوكها غير المألوف، من طين مشتعل في تايوان إلى حمم باردة في تنزانيا، وانفجارات تسببت بتبريد الأرض منذ قرون.



 

 

بركان تايوان.. طين مشتعل يخرج من قلب الأرض

 

 

في جنوب تايوان، وبالتحديد في قرية "واندان" الهادئة، يقف العلماء مذهولين أمام ظاهرة غريبة تتكرر مرة أو مرتين سنويًا: بركان طيني يثور دون حمم نارية، بل بطين مشتعل وألسنة لهب مرئية من بعيد، يخرج من باطن الأرض وسط فقاعات وضغط غازي كثيف.

خلافًا للبراكين التقليدية التي تُطلق الصهارة والرماد نتيجة ضغط باطني من الصهارة المنصهرة، فإن براكين الطين مثل هذا البركان تتكون نتيجة تفاعل المياه الجوفية مع طبقات الرواسب والغازات المحصورة مثل الميثان، لتثور فجأة مطلقة مزيجًا من الطين الساخن والمعادن.

حمم "باردة" في تنزانيا

أما في تنزانيا، فيحتفظ بركان "أول دوينيو لينجاي" بلقب "الأغرب على الكوكب"، إذ يقذف نوعًا نادرًا من الحمم الكربوناتية، وهي تختلف كليًا عن نظيرتها السيليكاتية الشائعة في البراكين الأخرى. هذه الحمم تتدفق عند درجات حرارة لا تتجاوز 600 درجة مئوية، وتبدو سوداء نهارًا، حمراء ليلًا، وتتحول إلى اللون الأبيض فور ملامستها للماء.

 

يُعد هذا البركان هو الوحيد النشط من نوعه على سطح الأرض، كما أن حممه فائقة السيولة لدرجة أنها تتحرك أسرع من الإنسان، ما يمنحها خطورة إضافية رغم انخفاض حرارتها.

 

 

زافاريتسكي.. بركان غير مناخ الأرض

 

 

ومن تنزانيا إلى جزر الكوريل الروسية، يعود اسم "زافاريتسكي" إلى الواجهة بوصفه "البركان الغامض" الذي تسبب بثورانه في عام 1831 بانخفاض درجات حرارة الأرض لسنوات. ثورانه كان عنيفًا إلى درجة أنه أطلق كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكبريت في طبقة الستراتوسفير، ما تسبب في تبريد النصف الشمالي من الكرة الأرضية بدرجة كاملة، ولعقود طويلة، ظل موقع هذا الثوران مجهولًا إلى أن نجح العلماء مؤخرًا في تحديده بدقة.

 

 

كيلاويا وأناك كراكاتوا.. التدمير المتجدد

 

 

في هاواي، يُواصل بركان "كيلاويا" نشاطه المذهل الذي ساهم في تشكيل مساحات جديدة من اليابسة، بينما يواصل "أناك كراكاتوا" في إندونيسيا - الذي نشأ من رماد كراكاتوا الأسطوري - ثوراته منذ ظهوره عام 1927، بما في ذلك انفجار عام 2018 الذي أدى إلى تسونامي مدمر.

 

 

يلوستون.. قنبلة زمنية تنتظر الانفجار

 

 

ربما لا يوجد بركان يُراقَب عن كثب مثل "يلوستون" في الولايات المتحدة. يمتد على مساحة تتجاوز 70 كيلومترًا، وتُشير الدراسات إلى أن انفجاره - في حال حدوثه - قد يُسبب كارثة كبرى على مستوى القارة، تصل إلى مقتل عشرات الملايين خلال أيام معدودة.

 

وقد دفعت هذه المخاطر وكالة "ناسا" إلى وضع خطة طارئة للتعامل مع أي ثوران محتمل، تشمل الاستفادة من الحرارة الجوفية الهائلة كطاقة بديلة.

 

 

اليابان وأمريكا الوسطى.. براكين لا تنام

 

 

في اليابان، يُواصل "جبل فوجي" هدوءه المقلق، بينما يثور "ساكوراجيما" في جزيرة كيوشو منذ عام 1955 بآلاف الانفجارات سنويًا. وفي جواتيمالا، يُرعب بركان "فويجو" السكان بسبب ثوراته المتكررة التي تُجبر الأهالي على الإخلاء بشكل دوري.

 

رغم التقدم العلمي، تظل بعض البراكين تحمل في طياتها أسرارًا لم تُكشف بعد. من طين يشتعل إلى حمم باردة، ومن انفجارات تُبرد الكوكب إلى قوى قادرة على محو مدن، يبقى كوكب الأرض مليئًا بالمفاجآت الجيولوجية التي تُذكرنا دائمًا بعظمته وغموضه.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز