عاجل
الخميس 10 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

«روزاليوسف» فى بيوتهن أسر شهيدات الرزق الحلال.. تروى قصص النجاح والكفاح واللحظات الأخيرة

لم تتوانَ الدولة المصرية، لحظة فى تقديم الدعم الكامل والمساندة الحقيقية لأسر ضحايا الحادث المروع الذي وقع على الطريق الإقليمى بمحافظة المنوفية، وراح ضحيته 18 فتاة، وسائق السيارة، وإصابة 3 آخرين، من قرية كفر السنابسة، وعلى الفور وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، بصرف تعويضات لأسر الضحايا والمصابين.



وفى تحرك سريع تنفيذًا لتكليفات الرئيس بدأت وزارتا العمل والتضامن الاجتماعى، بصرف مبلغ 500 ألف جنيه لأسرة كل ضحية، فضلًا عن 70 ألف جنيه لكل حالة إصابة، وقرر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إطلاق أسماء الشهداء الـ19 على المبانى الحكومية والشوارع بقرية كفر السنابسة تخليدًا لذكراهم، وإعفاء كامل لأسر الضحايا من المصروفات الدراسية، كما أعد الديوان العام لمحافظة المنوفية، سرادق عزاء كبيرا، وكان المحافظ وعدد من القيادات التنفيذية والهلال الأحمر فى استقبال المعزين.

وأعرب أهالى الضحايا، عن شكرهم للقيادة السياسية، والسيدة انتصار السيسي قرينة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، لتقديمها واجب العزاء، وتكليفها الهلال الأحمر، بحضور العزاء، وزيارة المصابين فى المستشفيات والاطمئنان عليهم وتقديم الدعم النفسى، والمادى، والمعنوى، لأسر الضحايا والمصابين.

وبأجساد أنهكها الحزن، وعيون لم تتوقف عن ظرف الدموع، تروى أسر الضحايا لـ»جريدة روزاليوسف» رحلات كفاح سطرها أبناؤهم الذين حصدهم الموت فى عمر الزهور، فى حادث مروع نتيجة رعونة سائق «مخدر»، لم تشهد مثله محافظة المنوفية من قبل، لكن ورغم كل هذا الحزن، إلا أن الصبر والسلوان يستحوذان عليهم جميعًا، مرددين على ألسنتهم دائمًا كلمة: «الحمد لله».

«ملك» استقبلتها أسرتها جثة هامدة بدلًا من زيارة العريس

البداية كانت من منزل ملك عربى فوزى، صاحبة الـ18 عامًا، التي كانت تساعد والدها المريض بالقدم السكرى فى علاجه، وتتحمل مسؤولية الأسرة نيابة عنه، لكن فاجأها الموت وهى عائدة من عملها، لتترك الأسرة تتجرع مرارة الألم والفقدان، خاصةً أنها كانت العائل لهم.

عربى مبروك، والد «ملك»، أكد أنها كانت تعمل من أجل مساعدته منذ أن كانت فى سن الثانية عشرة، بجوار دراستها، وقد حصلت على دبلوم تجارة، وكانت تعمل فى محطة العنب مشرفة على خط الإنتاج ومسؤولة عن التعبئة والتغليف، لتتمكن من مساعدته فى علاجه، مشيرًا إلى أنها كانت تكد وتتعب لتوفير جميع متطلبات البيت. 

«ملك»، رغم صغر سنها، إلا أنها كانت بمثابة رب الأسرة، فكانت سندًا له فى الحياة، وأمله فى تربية أشقائها، كانت مرنة، خفيفة الظل، وتتمتع بالقبول بين جميع زملائها.

«الأب المكلوم»، روى أنه بالرغم من أن ملك لم تكن أكبر أشقائها، إلا أنها احتلت منزلة الأب والأم فى البيت، وكانت تراعى الجميع وتسعى لإرضائهم، وتوفر لهم – بقدر المستطاع – ما يحتاجونه من مقومات الحياة، وذلك من أجرتها اليومية التي كانت تعمل بها، فلم تبخل علينا يومًا بما كانت تحصّله من أموال.

ويحكى «عربى»، عن آخر لقاء جمعه بابنته، قائلًا: «فى صباح يوم وفاتها، أيقظتنى من نومى وهى ذاهبة إلى العمل، وقبّلتنى من جبينى، وسألتنى: «محتاج حاجة يا بابا؟»، ورديت عليها: «خدى بالك من نفسك»، ثم ذهبت إلى عملها، وفى حوالى الساعة التاسعة صباحًا، سمعنا عن وقوع حادث على الطريق الإقليمى، وفجأة أخبرونا أن الحادث يخص السيارة التي كانت تُقل بناتنا، فهرعنا إلى المستشفيات، وهناك تعرفنا على جثثهن داخل الثلاجات».

وبصوت منخفض، وعيون مملوءة بالدموع تنظر إلى الأرض، قال والد ملك: «فى صباح اليوم نفسه الذي توفيت فيه، كنا ننتظر ونجهز البيت لاستقبال عريسها وأسرته، الذين كانوا قادمين مساءً لطلب يدها، لكننا استقبلناها جثة هامدة بدلًا من استقبال العريس».

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز