"ثروة الرحيل" تشعل النيران داخل أسوار "الشياطين الحمر"

في صيف مشتعل داخل أروقة "أولد ترافورد"، يجد مانشستر يونايتد نفسه أمام واحدة من أعقد المواقف في تاريخه الحديث، بعدما تلقى طلبات رسمية بالرحيل من مجموعة من أبرز لاعبيه. القرار جاء بشكل متزامن، في وقت يمر فيه النادي بمرحلة إعادة بناء، عقب موسم مخيب للآمال على كل الأصعدة.

ووصل عدد اللاعبين الذين أبلغوا إدارة يونايتد برغبتهم في الرحيل إلى خمسة لاعبين وهم : ماركوس راشفورد، جادون سانشو، أليخاندرو غارناتشو، أنتوني، وتيريل مالاسيا، وكل اسم من هؤلاء يمثل قصة مختلفة في سجل النادي، ما بين أبناء أكاديمية، وصفقات كبرى، ومواهب شابة واعدة.

ماركوس راشفورد كان على قائمة المفاجئات خاصة وأن النجم الإنجليزي يعد أيقونة النادي وهدافه في عدة مواسم سابقة، إلا أن طلب المغادرة كان متبادلاً وسط اهتمام جاد من برشلونة، الذي لم يخفِ رغبته في ضمه منذ فترة، ورغم أن يونايتد حدد سعره بـ40 مليون جنيه استرليني، فإن الصفقة لا تزال بحاجة لمزيد من المحادثات.

أما عن الإنجليزي جادون سانشو فظلت العلاقة المتوترة مع المدرب، والإيقاف الذي طاله، حائلاً بينه وبين البقاء مع الأحمر مما جعل بقاءه شبه مستحيل ويأتي اهتمام نادي ريال بيتيس الإسباني بمثابة بصيص أمل للطرفين لكن راتبه المرتفع يظل العقبة الأكبر.

ومن جانب آخر كان اللاعب الأرجنتيني الشاب غارناتشو قد توصل لاتفاق منذ يونيو مع النادي على الخروج هذا الصيف ، اللاعب يرغب في الانتقال لنادٍ يمنحه دقائق لعب منتظمة، مع ترجيحات قد تصل باللاعب للعودة إلى الأرجنتين أو الانتقال داخل إنجلترا.

وظل أنتوني الذي لم يظهر بالمستوى المأمول مع المارد الأحمر منذ قدومه من أياكس علامة استفهام خاصة بعد أن تألق في فترة إعارته في بيتيس الإسباني مما دفعه   للتفكير جديًا في تغيير الأجواء.

كما حالت الإصابات المتكررة والأداء المتذبذب لمالاسيا دون بقائه مع “الشياطين الحمر”، ويبدو أنه يسعى للعودة إلى هولندا أو تجربة جديدة أقل ضغطًا.

كل هذه التحركات دفعت الإدارة إلى إعادة النظر في خططها الصيفية ، يونايتد الذي  لم يخطط لثورة كبرى، لكن رحيل خمسة لاعبين في مراكز حساسة يضع النادي في موقف حرج مما جعل  ضرورة وليس خيارًا، ما يعني أننا أمام صيف مزدحم في سوق الانتقالات داخل "مسرح الأحلام".