
والدة "إيمان حسن" المختفية بألمانيا: زوجها وأخوه موتوها والكلاب البوليسية كشفت الجريمة

الشرقية _ مي الإزمازي
سيطر الحزن على أهالي محافظة الشرقية، بعد أن تلقت أسرة السيدة المصرية إيمان محمد حسن خبر العثور على جثمانها مدفونًا في إحدى الغابات بألمانيا، وذلك عقب اختفائها في ظروف غامضة استمرت منذ نوفمبر الماضي، لتتكشف بعدها خيوط مأساوية كان بطلها بحسب أقوال الأسرة هو زوجها.
"إيمان" أستاذة جامعية حاصلة على دكتوراه في علم النفس، كانت قد انتقلت للعيش في ألمانيا منذ نحو ثماني سنوات رفقة زوجها "عبد الرحيم.م" الحاصل على بكالوريوس تجارة ويعمل طاهيا هناك تعارفا عن طريق صديقة مشتركة، وسرعان ما توطدت العلاقة بالزواج وإنجاب ثلاثة أطفال، يبلغ أكبرهم ثماني سنوات، وأصغرهم عشرة أشهر.
لكن حياة الاستقرار لم تدم طويلاً، فبحسب ما كشفته والدة الضحية، كانت ابنتها تتعرض للإهانة والضرب من زوجها، الأمر الذي ترك أثرًا نفسيًا ثقيلًا داخل الأسرة، وقلقًا مستمرًا على سلامتها.
في شهر نوفمبر الماضي، انقطع الاتصال تمامًا بين إيمان وعائلتها في مصر، حاولت الأم التواصل مرارًا دون جدوى، وحين لجأت إلى زوجها للسؤال عنها، جاء رده صادمًا: "هي مشيت وسابت العيال والموبايل، وأنا معرفش عنها حاجة".
شعرت الأسرة بالخطر، فسارعت إلى تقديم بلاغ رسمي إلى السفارة والقنصلية المصرية في ألمانيا، كما استعانوا بمحامٍ لمتابعة القضية هناك، دون أن يسفر البحث في المستشفيات ومراكز الشرطة عن نتيجة تُذكر.
بعد قرابة الشهر، تلقّت الأسرة اتصالًا من السفارة المصرية يفيد بعثور السلطات الألمانية على جثمان إيمان مدفونًا داخل غابة تبعد 5 كيلومترات فقط عن منزلها، جاءت الصدفة حين كانت الشرطة تبحث عن طفل مفقود في المنطقة ذاتها، وعثرت الكلاب البوليسية خلال ذلك على بقايا ملابس، تبين لاحقًا أنها تخص "إيمان" وبمواصلة البحث تم اكتشاف جثتها في حالة تحلل.
وأكدت الأسرة أنه تم التعرف على الجثمان من خلال الملابس التي كانت ترتديها، وشهدت بذلك شقيقتها وعدد من زملائها، وترجح والدة الضحية أن الوفاة حدثت عن طريق التسمم، مشيرة بأصابع الاتهام إلى الزوج، الذي كانت له سوابق في التعدي عليها بالضرب والسب.
الشرطة الألمانية ألقت القبض على الزوج، الذي اعترف وفق ما أكدته الأسرة بارتكاب الجريمة بمساعدة شقيقه خالد، الذي كان قد سافر إلى ألمانيا قبل شهر من وقوع الحادثة، وعلقت والدتها "آخر مرة شوفتها كانت من سنة.. وآخر مكالمة بينا قبل اختفائها بأيام.. قلبي كان حاسس إن في حاجة غلط، بس مكنتش متوقعة النهاية تكون بالشكل ده وحاسة إنهم دفنوها حية".
ناشدت أسرة الضحية وزارة الخارجية المصرية والسفارة في ألمانيا بسرعة التدخل لاستلام الأطفال الثلاثة ورعايتهم، خاصة بعد أن باتوا دون أم، ووالدهم رهن التحقيقات، كما طالبت بتوقيع أقصى العقوبات على الزوج وشقيقه، مشيرة إلى أن عزاء ابنتهم سيقام بعد استكمال الإجراءات القانونية واستلام الجثمان لدفنه بمقابر الأسرة في الشرقية.