
عاجل| الطفل الأمريكي النجم الذي يتطوع في غزة.. راشيل إنسانية تكفي العالم

عادل عبدالمحسن
تحظى مقاطع الفيديو الموسيقية الخاصة بها للأطفال بمليارات المشاهدات على يوتيوب، لكن راشيل أكورسو لا تكتفي بتعليم الأطفال الصغار كيفية فطام أنفسهم عن الحفاضات - بل إنها تجمع الأموال من أجل الأطفال في غزة، وتنتقد إسرائيل بسبب "انتهاك حقوقهم".

وتهاجم زعماء العالم قائلة: "لن ننسى صمتكم". أنشطتها مثيرة للجدل بين ملايين متابعيها، حيث اتهمتها منظمة مؤيدة لإسرائيل بنشر "دعاية حماس" - ولم تتراجع: "هذا تنمر".
للوهلة الأولى، يتطابق ملف "Miss Rachel" على Instagram مع شخصية مؤثرة اكتسبت ملايين المتابعين المخلصين لمحتواها التعليمي للأطفال الصغار.
مع عُصبة رأس وردية اللون وبنطلون جينز، تساعد الأم البالغة من العمر 42 عامًا الأطفال الصغار على الفطام من الحفاضات، وفي بعض الأحيان تقدم الدعم للآباء الذين يواجهون صعوبات - دائمًا بابتسامة مطمئنة.
وتحظى مقاطع الفيديو الخاصة بها على يوتيوب، والتي تركز فيها بأسلوبها الموسيقي على تطوير مهارات اللغة، بمئات الملايين من المشاهدات، بل إن أحدها تجاوز المليار مشاهدة.
لكنها منذ العام الماضي، بدأت التحدث علنًا إلى متابعيها عن معاناة الأطفال في قطاع غزة، منتقدة بشدة الانتهاكات إسرائيل لحقوقهم، خلال حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة.
وقالت مؤخرا في مقابلة مع المذيع الأمريكي مهدي حسن، في أعقاب الانتقادات التي وجهت لها بسبب مشاركتها في حملة لجمع التبرعات للأطفال الفلسطينيين: "أعتقد أن ما يجب أن يكون مثيرا للجدل هو عدم قول أي شيء"، من المحزن أن يحاول الناس استفزازنا عندما ندافع عن أطفال يواجهون معاناة لا تُصدق، الصمت ليس خيارًا بالنسبة لي.
وقد وضع نفس الشعور بالالتزام راشيل أكورسو - التي أصبحت مشهورة على الإنترنت بسبب مقاطع الفيديو التعليمية التي تقدمها للأطفال الصغار، والمعروفة لدى جماهير الأطفال والآباء والأمهات في الولايات المتحدة باسم "السيدة راشيل" - في قلب عاصفة تعكس الانقسام المتزايد في المجتمع الأمريكي بشأن الحرب في غزة والدعم لإسرائيل، وهو الانقسام الذي تم التعبير عنه بوضوح في الاحتجاجات في الحرم الجامعي.
وتحرص راشيل على إبقاء رسائلها السياسية بعيدة عن مقاطع الفيديو المخصصة للأطفال، ولا تنشرها إلا على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، المخصصة للآباء أنفسهم. وتنضم رسائلها إلى موجة الغضب التي أثارها الرأي العام الدولي ضد الكيان الصهيوني إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، عقب الصور القاسية للأطفال الجائعين في غزة بعد شهرين من منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية.
وقد أدى الضغط السياسي القوي، الذي ساهمت به شخصيات مؤثرة مثل راشيل، إلى دفع الكيان الصهيوني بالفعل إلى العودة لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وفي إطار أنشطتها لصالح أطفال غزة، قادت راشيل في مايو من العام الماضي حملة لجمع التبرعات، حيث تم التبرع بمبلغ 50 ألف دولار لمنظمة "أنقذوا الأطفال".
وفي الأيام الأخيرة، وعلى الرغم من العاصفة التي أحاطت بها، واصلت توجيه انتقادات لاذعة لإسرائيل: ففي الأسبوع الماضي، نشرت صورا لها أثناء لقاء رهف، وهي فتاة من غزة تبلغ من العمر ثلاث سنوات فقدت ساقيها في قصف وتم نقلها إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.

وكتبت في منشور على موقع انستجرام حصد 439 ألف إعجاب: "عندما رأيت صور رهف في غزة على أرض المستشفى، رأيت العواقب المدمرة للانتهاك المستمر لحقوق الإنسان للأطفال".
وفي نفس المنشور، كتبت أن والدة رهف، إسراء، التي ذهبت إلى الولايات المتحدة معها، تتجنب تناول الطعام أثناء مكالمات الفيديو التي تجريها مع طفليها الآخرين اللذين بقيا في غزة، "لأن الطعام هناك قليل جدًا"، أنا وإسراء نحب طفلينا من كل قلوبنا، وكلانا معلمتان، ونعرف ما يحتاجه الأطفال ليزدهروا، نريد نفس الأشياء لطفلينا الحبيبين، لكن ابني سيتناول العشاء الليلة، ويقرأ قصة، ويحتضنه قبل النوم، وفي الصباح سيذهب إلى المدرسة - أما أطفالها فلن يذهبوا.
وانتقدت قادة العالم الذين بدأوا مؤخرًا بالتحدث بقوة أكبر ضد إسرائيل، وأضافت: "نعلم أن معاملة الأطفال كما يحدث في غزة خاطئة أخلاقيًا، نعرف ذلك في قلوبنا وأرواحنا.
على القادة الذين يصمتون ولا يساعدون هؤلاء الأطفال أن يجفّوا من عقولهم، لن يُنسى صمتكم".
وفي مقابلة أجريت مؤخرا مع صحيفة نيويورك تايمز، نفت أكورسو أيضا مزاعم تلقيها تمويلا من حماس، قائلة إن الاتهامات "كاذبة تماما" و"سخيفة".
وقالت: "الحقيقة المؤلمة هي أن الأطفال الفلسطينيين في غزة قُتلوا بالآلاف، وما زالوا يموتون ويُصابون ويعانون من الجوع حتى الآن إن الاعتقاد بأن رعاية مجموعة من الأطفال تمنعنا من رعاية مجموعة أخرى من الأطفال هو اعتقاد خاطئ".