
د. حسام الضمراني يكتب: أحمد هنو.. وزير ثقافة يليق بجمهورية جديدة

في الخامس من سبتمبر 2005 شب حريق بمسرح بني سويف راح ضحيته 50 من فناني المسرح المصري، وإصابة 23 آخرين في واقعة هي الأقسى في تاريخ المسرح .. كان الفاعل فيها غياب الحماية المدنية في مسرح بني سويف؛ ومنذ ذلك التاريخ وقصور وبيوت الثقافة تشهد تراجعاً بعض الوقت وإحياءاً في اوقات أخرى بقدر جهود الدولة حتى يتثنى لها استمرار الأنشطة والقيام بدورها فى توصيل الخدمة الثقافية للمواطنين عبر القطاع الثقافي الأكبر في ربوع مصر المحروسة.. ولكن ولأسباب كثيرة تراجعت تلك الخدمة وأصبحت لا تصل لمستحقيها ..تارة بسبب تمويلها..وتارة بسبب غياب الكوادر فى إداراتها؛ وهو ما دفع وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو أن يعلن بعد دراسة أجراها اللواء خالد اللبان رئيس قصور الثقافة عن إغلاق 120 بيتا ومكتبة ثقافية غير فاعلة تتبع أقاليم الهيئة العامة لقصور الثقافة الستة خلال الأيام الماضية؛ وهو قرار تسبب في إثارة ردود فعل واسعة ولكن دون أن يقدم أحد حلولا واقعية قادرة على إنقاذ القطاع الثقافي التاريخي حتي تستمر خدماته بجودة وفعالية وتكون الأكثر تأثيراً مكتفين بتعليقات الشجب على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي الافتراضية؛ إلا أنه سرعان ما أعلن وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو في أعقاب إعلانه عن افتتاح ثلاثة بيوت وقصور ثقافة جديدة وبعد التطوير؛ الأول بأبو سمبل في ٢٦ مايو الجاري، يليه بيت ثقافة أخميم بمحافظة سوهاج، وقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي في قلب القاهرة خلال الأيام المقبلة .. ولكن هذه المرة سيفتتح وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو قصور وبيوت ثقافة متكاملة تتضمن علي غرف للخدمات والدعم الفني مع منظومة حماية مدنية بهدف العمل في إطار بيئة محفزة وآمنة تُمكّن الجمهور من ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية بجودة عالية؛ وذلك في إطار ما تخطوه الدولة المصرية من خطوات متواصلة لتفعيل استراتيجية مستدامة لتطوير البنية الثقافية.
وزير الثقافة د. أحمد فؤاد هنو لم يكتف بإعلان افتتاح القصور والبيوت الثلاثة السابق الإشارة إليها بل أعلن أيضاً أنه جارٍ وضع اللمسات النهائية لافتتاح قصر ثقافة أبو قرقاص بالمنيا، وبيت ثقافة قاطية، وقصر ثقافة نخل بمحافظة شمال سيناء، وقصر ثقافة المحلة بمحافظة الغربية، وقصر ثقافة حلوان بمحافظة القاهرة، وذلك في إطار خطة الوزارة الرامية إلى التوسع في تقديم الخدمة الثقافية، وما توليه الدولة من اهتمام كبير بتطوير البنية التحتية للمنشآت الثقافية.
من إعلان وزير الثقافة د.أحمد فؤاد هنو عن قصور وبيوت الثقافة الجديدة؛ أستطاع أن يقدم حلاً لأزمة أخرى تتساوى على نفس قدر بيوت وقصور الثقافة المزمع غلقها إلا هي أزمة نادي القصة بعد إعلان تهديد المالك بالطرد من مقره بسبب عدم مقدرة مجلس إدارته على سداد الإيجار الشهري؛ وسرعان ما أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة عن استضافة النادي في قصر ثقافة الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر في الحي السابع. الأمر لم يقتصر على موقف الهيئة العامة لقصور الثقافة بل أمتد إلي الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين العساسي، عندما قررت خلال الأيام الماضية، تجديد بروتوكول التعاون مع مجلس إدارة نادي القصة، بهدف استئناف إصدار مجلة "نادي القصة" بشكل ربع سنوي، تأكيدًا على دعم الهيئة لاستمرارية هذا الكيان الثقافي العريق، ويأتي هذا القرار استجابة من الهيئة المصرية العامة للكتاب للحفاظ على دور المجلة كمنبر أدبي مهم، يُعنى بالسرد والنقد الأدبي، ويشكل نافذة لتسليط الضوء على الإبداع المصري المعاصر.
من بيوت الثقافة ونادي القصة إلى أكاديمية الفنون؛ حيث إعلان وللمرة الأولى واتباعاً للنهج المتبع في اختيار رؤساء الجامعات بالمجلس الأعلى للجامعات؛ وهو ما تجلى في اجتماع الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة مع أعضاء اللجنة المشكلة لاختيار رئيس جديد لأكاديمية الفنون، خلال الأيام الماضية؛ حيث أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو أن تشكيل اللجنة جاء إعمالًا لقواعد الشفافية والمساواة، واتباعًا للنهج المتبع في اختيار رؤساء الجامعات بالمجلس الأعلى للجامعات.
وأوضح “هنو”، أن هذه اللجنة الاستشارية المتخصصة تضم قامات أكاديمية مرموقة، بهدف اقتراح مرشحين لشغل منصب رئيس أكاديمية الفنون، وذلك استنادًا إلى أسس موضوعية وأكاديمية، ووفقًا لأحكام قانون أكاديمية الفنون.
وأشار وزير الثقافة إلى أن الأكاديمية تُعد منارة للفنون والإبداع في مصر والعالم العربي، وأن اختيار قيادتها الجديدة مسؤولية كبيرة تتطلب التدقيق والموضوعية، وشدد على حرص الوزارة على دعم استقلالية اللجنة وتوفير كل ما يلزم لضمان عملية اختيار شفافة، تفرز قيادة قادرة على تطوير الأكاديمية والنهوض بدورها التنويري والثقافي، واستكمال مسيرة النجاح التي أرسى دعائمها رؤساء الأكاديمية السابقون.
من جانبه، أكد الدكتور مفيد شهاب، رئيس اللجنة، أن اللجنة تضطلع بوضع شروط الترشح لرئاسة الأكاديمية، بالإضافة إلى الجدول الزمني لاختيار الرئيس الجديد، وأوضح أنه تم نشر جميع الشروط الخاصة بالترشح على الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الثقافة المصرية وأكاديمية الفنون، حتى يتسنى لمن تنطبق عليه الشروط التقديم للمنصب؛ وبرصد كل هذه التحركات والحلول التي استطاع تقديمها وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو نستطيع أن نؤكد أنه وزير ثقافة لجمهورية جديدة شعارها بناء الإنسان في المقام الأول وهو ما يؤكد عليه دائماً الرئيس عبد الفتاح السيسي ويضعه في أولويات سياساته وإدارته لكل شؤون الدولة المصرية.