
عاجل| على عكس الاعتقاد السائد.. تناول الدجاج بانتظام يرتبط بمخاطر صحية

شيماء حلمي
أكدت دراسة أجريت في جنوب إيطاليا أن تناول أكثر من 300 جرام من الدجاج أسبوعيًا قد يكون مرتبطا بزيادة خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 27%.

تشير دراسة جديدة أجريت على أشخاص في جنوب إيطاليا إلى أن الإفراط في تناول الدجاج، والذي يعتبر على نطاق واسع مصدرًا صحيًا للبروتين الحيواني، قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الوفاة من جميع الأسباب وسرطان الجهاز الهضمي، وفقًا لموقع Healthline، نقلاً عن مجلة Nutrients.
وتتناقض نتائج الدراسة إلى حد كبير مع الدراسات السابقة والمعتقدات الشائعة، والتي تعتبر الدواجن عمومًا مصدرًا صحيًا للبروتين ومكونًا رئيسيًا لنظام غذائي صحي، بما في ذلك النظام الغذائي المتوسطي المعروف.

توصي الإرشادات الغذائية للأمريكيين للفترة 2020-2025 بتناول ما يصل إلى 700 جرام من الأطعمة البروتينية، بما في ذلك اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والبيض، أسبوعيًا، دون قيود محددة لكل منها.
ومع ذلك، تشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أن تناول أكثر من 300 جرام من الدجاج أسبوعيا قد يكون مرتبطا بزيادة خطر الوفاة من جميع الأسباب بنسبة 27% مقارنة بتناول 100 جرام أسبوعيا أو أقل.
وتشير النتائج أيضا إلى أن تناول أكثر من 300 غرام من الدجاج أسبوعياً يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي لدى عينة الدراسة بنسبة 2.3%، ويرتفع الخطر المرصود إلى 2.6% لدى الرجال تحديداً.
منذ فترة من الزمن، كان استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة يعتبر عامل خطر للإصابة بالسرطان، كما وصفه صندوق أبحاث السرطان العالمي. لم يكن هناك أي دليل يشير إلى وجود ارتباط مماثل مع الطيور حتى الأبحاث الأخيرة.
وقال الدكتور نيلش فورا، المدير الطبي لمعهد تود للسرطان التابع لمركز لونج بيتش الطبي في كاليفورنيا: "هذه دراسة مثيرة للتفكير".

وأضاف الدكتور فورا، الذي لم يشارك في الدراسة: "ربما للمرة الأولى، يجب اعتبار استهلاك اللحوم البيضاء عامل خطر محتمل للإصابة بسرطان الجهاز الهضمي".
الشك في دقة النتائج
أعرب بعض الخبراء عن قلقهم بشأن النتائج. وقال أنطون بيلشيك، أخصائي جراحة الأورام ورئيس قسم الطب ومدير برنامج الجهاز الهضمي والكبد الصفراوي في معهد سانت جون للسرطان في بروفيدنس في كاليفورنيا: "النتائج مذهلة للغاية، نظراً للأدلة القوية على أن النظام الغذائي المتوسطي على وجه الخصوص صحي ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان". وأضاف أن نتائج الدراسة "مثيرة للقلق، على أقل تقدير"، وأعرب عن اعتقاده بأن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث التفصيلية في المستقبل.
أفضل من اللحوم الحمراء
وأشارت ميشيل روثنشتاين، الحاصلة على ماجستير العلوم، وهي طبيبة قلب لم تشارك في الدراسة، إلى أن "الدجاج يعتبر بشكل عام خيارًا بروتينيًا أكثر صحة من اللحوم الحمراء".
وأضاف روثنشتاين أن الدجاج يحتوي على كمية أقل من الدهون المشبعة وينتج كمية أقل من مادة TMAO "" مادة كيميائية تنتجها الأمعاء"، وهي مركب مرتبط بتصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج واستكشاف الآليات التي تقف وراءها قبل تحديث الإرشادات الغذائية.
عدم وجود "علاقة سببية"
ويشير باحثو الدراسة إلى أنه يجب أخذ العديد من العوامل المحتملة التي لم تؤخذ في الاعتبار قبل فهم التأثيرات الكاملة لنتائجهم، في حين حذر روثنشتاين من أن الدراسة "لا تثبت وجود علاقة سببية".
وأشار بيلشيك إلى أن "حجم العينة كبير، وهو أمر مهم دائمًا، ولكن ينبغي البحث عن تفاصيل محددة حول عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بالدواجن".
أنواع الدواجن غير الصحية
على سبيل المثال، لم تحدد الدراسة مصدر الدجاج المستهلك. يتم استخدام المبيدات الحشرية في مناطق جغرافية معينة، مما قد يؤثر على صحة المحاصيل النباتية والحيوانات.
وتمتلك تربية الدواجن الصناعية أيضًا مخاطرها الخاصة، حيث أشار روثنشتاين إلى أن: "استخدام المضادات الحيوية والهرمونات في بعض طرق تربية الدواجن يثير مخاوف صحية محتملة على المدى الطويل".
أنماط الأكل غير السليمة
وأضاف روثنشتاين: "ينبغي للدراسات أيضًا أن تبحث في الآليات البيولوجية لاستهلاك الدجاج، مثل دور طرق الطهي المحددة، وإعداد اللحوم، والأنماط الغذائية "مثل تناول الألياف"، يمكن أن يؤثر وقت طهي الدجاج ودرجة حرارته أيضًا على صحته.
وجبات دجاج جاهزة
وأشار الدكتور بيلشيك إلى أنه "تم طرح فرضية مفادها أن طهي الدجاج قد يطلق مواد كيميائية مسببة للسرطان"، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن هذه مجرد فرضية، فمن المؤكد أن هناك العديد من الطرق التي يتم بها إعداد وجبات الدجاج، وكل منها قد يؤثر على تركيبها الكيميائي النهائي.