عاجل
الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ديون روزاليوسف وتهديد مكرم عبيد!

ديون روزاليوسف وتهديد مكرم عبيد!

لم تتوقع السيدة روزاليوسف هذا الرد الذي وصلها «مكرم عبيد» سكرتير الوفد وقوله لها إذا أرادت إحدى الصحف المنتمية إلى الوفد أن تنتهج خطة تغاير خطة الوفد، فعليها أن تتحمل نتائج ما تنتهج.



واستعادت السيدة روزاليوسف تاريخ علاقتها ومعرفتها بمكرم عبيد قائلة: كانت المرة الأولى التي رأيت فيها مكرم عبيد باشا فى عام 1928 عندما ذهبت إلى بيت الأمة لأشكو إلى النحاس باشا - زعيم الوفد - مصادرة روزاليوسف وقد استقبلنى يومها صائحًا.. لك الفخار يا سيدتى!

ولم أقابل معاليه مقابلة خاصة إلا فى عام 1934 عندما نشرت فى جريدتى خطابًا مفتوحًا موجها إلى المغفور له الملك فؤاد أناشده بحق الولاء له أن يقيل وزارة عبدالفتاح يحيى باشا ويترك الحياة السياسية أن تعود سيرتها الطبيعية.

وكان الوفد فى ذلك الوقت على خلاف مع «الملك فؤاد» وكانت سياسته - أى الوفد - هى التقرب إلى مستر «بترسون» نائب المندوب السامى ليعمل على إعادته إلى الحكم، فاتصل بى «مكرم باشا» وهو فى حالة من الهياج الشديد واتهمنى بأنى أحاول إفساد سياسة الوفد!

ولم أوافق مكرم باشا على رأيه ولم أخضع لثورته وطلبت منه أن يحدد لى موعدًا مع النحاس باشا لأحادثه عن رأيى فى سياسة الوفد.. وكانت العادة تجرى ألا يتصل أحد بالنحاس إلا عن طريق «مكرم» ولكن مكرم رفض أن يسمح لى بالمقابلة، وكلما ألححت كلما أصر على الرفض.

وتضيف السيدة روزاليوسف: كان مكرم عبيد أقرب الناس إلى مصطفى النحاس والمسيطر عليه إلى حد بعيد .. لا يتصل به أحد إلا من خلاله، ولا تتم مقابلة مهمة مع «النحاس» إلا فى حضوره.. وكانت خطة مكرم تنطوى على احترام وتقديس الوفديين لمصطفى النحاس حتى وصفه فى إحدى خطبه بالزعيم المقدس!

ولا شك أن مكرم مسؤول إلى حد بعيد عن تطور الأمور على نحو زاد من استبداد رئيس الوفد وانفراده باتخاذ القرارات دون سائر الأعضاء مما كان مبعث شكوى الكثيرين من أقطاب الوفد البارزين وأنصاره العديدين.

وليس سرًا أن روزاليوسف عاشت متاعب مادية رهيبة بسبب مضايقات الحكومة لها خاصة منع الإعلانات الحكومية عنها، مما زاد من تراكم وتزايد ديونها عند تجار الورق ومستلزمات الطباعة!

وتحكى روزاليوسف هذه الواقعة بقولها:  اتفق الرأى على أن أذهب إلى «مكرم عبيد» لأطلعه على المأزق الذي نحن فيه، فذهبت لمقابلة الأستاذ «مكرم» فى منزله ومعى رزمة من الإنذارات بالدفع الذي دونه الغلق والموت الزؤام للمجلة وصاحبتها.

استقبلنى مكرم عبيد وعلى وجهه تلك الابتسامة العريضة التي يخيل إلى رائيها أنها تقول كل شيء وترحب بكل شيء وتجيب كل شىء وهى فى الواقع لا تقول ولا ترحب ولا تفعل شيئًا ! وبعد أن أنهيت إليه حقيقة موقفى من الدائنين وسردت له أنواع الخسائر التي تكبدتها أثناء قيام وزارة محمد محمود باشا أجابنى: متأسف يا سيدة «روز» لأن دولة الباشا مش عاوز يعمل زى محمد محمود ويدفع فلوس للجرائد!

وتأسفت بدوري لأنى أنزلت نفسى تحت تأثير حاجة مشروعة إلى طلب المساعدة!!

وأخيرًا تعلق «روزاليوسف» على خطاب مكرم عبيد قائلة: التهديد فى هذه العبارة واضح وقد كان الوفد فى ذلك الوقت على درجة من القوة يستطيع بها أن يقتل أية جريدة بمجرد إعلانه أنها خرجت عليه، على أن الوفد قد أخطأ بغير شك فى لجوئه إلى تهديدى بهذه السرعة.

وللذكريات بقية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز