عاجل
السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أزمات تهدد مصير مركز إبداع قبة الغوري

هل تتحوّل مراكز إبداع «صندوق التنمية الثقافية» إلى بؤر للفراغ الإداري؟

مركز إبداع قبه الغورى
مركز إبداع قبه الغورى

في قلب القاهرة الفاطمية، بين عبق التاريخ وصدى الإبداع، يقف مركز إبداع قبة الغوري كواحد من أهم المراكز الثقافية التي تمثل جسرًا بين الماضي والحاضر، إلا أن هذا الصرح، الذي أنشئ ليكون منبرًا للفن والموسيقى والتفاعل الثقافي، يمر اليوم بواحدة من أخطر أزماته التنظيمية والإدارية، تهدد بطمس هويته وضياع رسالته التي ناضل لأجلها رموز الثقافة المصرية، وعلى رأسهم الوزير الأسبق فاروق حسني.



 

غياب القيادة.. بداية الانهيار

 

منذ رحيل الفنان د. عامر التوني، المدير الفني السابق لمركز إبداع قبه الغورى، لم يتم تعيين بديل له، ما فتح الباب واسعًا أمام حالة من الفوضى والتناحر بين العاملين.

 

 وأكدت شهود عيان من داخل المركز أن ما يحدث نتيجة غياب القيادة التي أفرز بيئة خصبة للخلافات والتربص، وخلق "تكتلات" بين طاقم العمل، من إداريين وأمن وعمال في ظل محاولات من البعض للسيطرة وفرض النفوذ الوظيفي، وشكاوى بين العاملين بالمركز وإدارة الأثار.

 

رسائل إنذار.. وتدخل رسمي

 

الأزمة لم تظل حبيسة جدران مركز إبداع قبه الغورى، إذ تم توجيه خطاب شديد اللهجة إلى صندوق التنمية الثقافية من إدارة تفتيش آثار القاهرة التابعة لوزارة السياحة والآثار بتاريخ 29 مايو 2025، يشير إلى وجود تجاوزات واضحة وسلبيات في الأداء داخل مركز إبداع قبه الغورى، تؤثر على صورته أمام الجمهور، وتعيق تقديم خدمة ثقافية حقيقية تليق بمكانته.

 

كما طالب الخطاب المرفق بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الانضباط وضبط الأداء الوظيفي، مما يدل على أن الأزمة لم تعد في طور "الملاحظات"، بل تحوّلت إلى "كارثة إدارية" تحتاج تدخلًا مباشرًا.

 

دوام مزدوج.. وصدام مستمر

 

مما زاد من تعقيد الأمور هو وجود فترتي عمل صباحية ومسائية، يفترض أن تكمل كل منهما الأخرى، لكنها للأسف أصبحت مصدرًا جديدًا للصراع بين الموظفين، حيث تتبادل الفرق الاتهامات، وتنتقل الخلافات الشخصية إلى أداء المهام اليومية، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تشويه صورة المركز أمام الزوار، سواء المحليين أو الأجانب.

 

منابر الإبداع.. إلى ساحات الصراع

 

الأمر لا يقتصر فقط على مشاكل إدارية، بل أصبحت بعض العلاقات بين العاملين مشحونة بالتعنت والاستعراض والتسلط، في محاولة من البعض لإظهار أنفسهم أمام مسؤولي قطاع صندوق التنمية الثقافية بصورة غير حقيقية، مما انعكس على سير العمل وعلى القيمة الإبداعية والفنية التي يُفترض أن يقدمها المركز.

 

من ينقذ مركز إبداع قبة الغوري؟

 

منذ انطلاقه، لعب مركز إبداع قبة الغوري دورًا محوريًا في تقديم الفنون التراثية واحتضان فرق الإنشاد الصوفي والموسيقى العربية، وكان بوابة لمحبي الثقافة لاكتشاف جماليات القاهرة الفاطمية. واليوم، ومع تفاقم الأزمات، تلوح في الأفق مخاوف حقيقية من ضياع هذا الدور، وذوبان هذا الكيان الثقافي في دوامة التجاذبات الإدارية.

لذلك، نطالب السيد الفنان الدكتور احمد هنو وزير الثقافة، بالتوجيه نحو ضرورة:

 

• إجراء تحقيق إداري شامل في أسباب هذه الخلافات والرد على شكوى وزارة الآثار.

• العمل على تكليف مدير فني للمركز بشكل عاجل، يمتلك الخبرة الفنية والقدرة على الإدارة واحتواء النزاعات.

• إعادة النظر في آليات التشغيل والتنسيق بين فترات العمل، بما يضمن سلاسة الأداء وتكامل الفرق.

 

"مستقبل على المحك"

 

كما نؤكد على أن قبة الغوري ليست مجرد مبنى أثري أو مركز ثقافي، بل هي رمز حي لجهود الدولة في توظيف التراث لخدمة المجتمع.. وإذا استمرت مثل هذه الأمور أوتجاهل صرخات الإصلاح، فسنخسر أحد أنبل النماذج في تحويل الأماكن التاريخية إلى منصات للفكر والإبداع، وتهديد انتقال تلك الملاحظات إلى باقي مراكز الإبداع المتاحف الأثرية التي تعمل بتبعيه مشاركة بين وزارة الثقافة ووزارة الأثار، والتي نتمنى أن تعمل يتجانس وتعاون مثلما كانت فى السابق.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز