عاجل
الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
بأيدينا نصنع أعيادنا

بأيدينا نصنع أعيادنا

كالعادة كنت أجلس على المقعد المجاور لشرفة غرفة المعيشة أتأمل وأبحث عن فكرة المقال الجديد، وأثناء جلوسي واندماجي داخل أعماق السكوت شعرت بحركة بجواري يصاحبها حوار صاخب يظن أصحابه أنه مجرد همس، الجميل في الحكاية أن المصدر المزعج الذي اقتحم الخلوة هو قططي الصغيرة "بناتي"، اللاتي استطاعن التسلل والوصول لي بطريقتهن الطريفة التي تعودت عليها في كافة تصرفاتهن.



وبعد هذه المناورة ونجاحهن في جذب انتباهي لهن، بدأ بيننا حوار لطيف وطريف في شكل أسئلة استفسارية سريعة، بابا حضرتك عارف إحنا في شهر إيه؟، أجبت طبعا شهر مايو، طيب يا بابا حضرتك فاكر..؟، أجبت بابتسامة فاكر إيه..؟، تسببت إجابتي فى ظهور علامات التعجب على وجوههن وأعقبها حالة صمت ونظرات متبادله بينهن كما لو كان حديثا ينقصه الكلام، لذلك حاولت أن أخفف عنهن صدمة الإجابة، واحتضنتهن وقلت لهن كيف لي أن أنسى عيد زواجي أنا ووالدتكن، فسرعان ما تحولت علامات الصدمة إلى فرحة عارمة تكسو وجوههن، وانتهى اللقاء السريع بوضع خطة استراتيجية للاحتفال بهذه المناسبة.

 

عيد الزواج هو ذكرى سنوية ليوم إتمام الزواج بين شخصين، كما أنه بمثابة تذكير بالعهد الذي قطعه الشريكان على  نفسيهما أمام بعضهما البعض، وأمام الأهل والمجتمع، لبناء حياة مشتركة قائمة على المودة والرحمة والاحترام المتبادل. هذا اليوم يمثل علامة فارقة في العلاقة الزوجية، حيث يحتفل الزوجان بالوقت الذي قضياه معًا، وبالحب الذي يربط بينهما والذي يزداد عمقًا بمرور السنين.

 

نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها، بالإضافة إلي دوامة الحياة التي تشبه الطحونة، نسعى جميعا إلى البحث عن متنفس نطل منه أملاً في تغيير الروتين اليومي، خاصة في المناسبات السعيدة والأعياد بكل أشكالها، والتي ينتظرها الجميع بلهفة واشتياق، بهدف إنعاش القلوب بقسط من السعادة والفرحة، بالإضافة إلى محاولة السعي لتخفيف الهموم الثابتة والمتغيرة من حولنا، حيث يقوم المحتفلون بتنشيط الحياة الزوجية وانعاشها لاسترجاع الذكريات، بالإضافة إلى بث رسالة اطمئنان بأن الحب لا يزال داخل القلوب ويتجدد بالعشرة الطيبة.

 

تتعدد الأسباب التي تدفع الأزواج للاحتفال بعيد زواجهم، منها: تجديد العهد والالتزام، وفرصة لاسترجاع اللحظات السعيدة، وسيلة للتعبير عن الامتنان والتقدير للشريك على جهوده وتضحياته في سبيل استمرار العلاقة ونجاحها، بالإضافة إلى إضفاء جو من الرومانسية على العلاقة الزوجية، وكسر الروتين اليومي، فرصة للاحتفاء بالإنجازات التي حققها الزوجان معًا، فضلًا عن تعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية والمساهمة في بناء ذكريات مشتركة للأجيال القادمة.

 

ختامًا.. الاحتفال بعيد الزواج ليس مجرد يوم للاحتفال من خلال منظور العيد، بل هو رمز أعمق للرحلة الفريدة التي يخوضها الزوجان معًا، والتي بدأت بوعدهما على أن يراعيا الله في علاقتهما، كما يُعد فرصة للتأمل في الماضي ومراجعة شريط الذكريات، والاحتفاء بالحاضر وسط صخب الحياة، والتطلع إلى مستقبل مشرق يجمع أفراد الأسرة، حقًا بناء علاقة زوجية قوية ومستدامة في ظل كثرة التحديات، يستحق كل تقدير واهتمام.

 

أخيرًا.. ربما الاحتفالية تستغرق دقائق قليلة وتنتهي، لكنها تحمل معاني كثيرة مهمة، بالإضافة إلى أنها تعزز الشعور بالترابط والألفة، وتعمل على إعادة إشعال شرارة الحب والمودة، لذا أتمنى من كل قلبي أن ينعم الجميع بحياة سعيدة وهادئة، مملوءة بالأمن والأمان والاستقرار المجتمعي والأسري، وأن يعم بلادنا الغالية والحبيبة مصر الكثير من الأعياد والمناسبات السعيدة، وأن ينعم شعبها بالسعادة الغامرة والصحة والستر والعافية، كل عام وكل الأزواج بخير وسعادة، متجاوزين جميع تحديات الحياة معًا، ومحققين كل الآمال والأحلام التي لا تزال قيد التحقيق.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز