عاجل
الثلاثاء 29 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل.. الولايات المتحدة وقت حفر قناة السويس كانت في حرب أهلية

في الأعلى أجدادنا يحفرون قناة السويس بالمعاول والمجارف والصورة في الأسفل: الحرب الأهلية الأمريكية
في الأعلى أجدادنا يحفرون قناة السويس بالمعاول والمجارف والصورة في الأسفل: الحرب الأهلية الأمريكية

فيما بدأ حفر قناة السويس يدويًا باستخدام المعاول والمجارف في أبريل 1859، حتى وصلت الكراكات والمجارف البخارية لاحقًا، واكتمل حفرها عام 1869.. كيف كان حال الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة؟ حتى نرد على مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لولا بلاده ما حفرت قناة السويس، كانت الولايات المتحدة قد دخلت في حرب أهلية الأمريكية في الفترة من عام 1861 إلى 1865، واجه فيها الاتحاد الولايات المتحدة الانفصاليين في إحدى عشر ولاية جنوبية مجتمعة معا لتكون الولايات الكونفدرالية الأمريكية، وقد فاز الاتحاد بهذه الحرب التي ما زالت تعدّ الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة.



 

انفاصل 7 ولايات جنوبية عن الولايات المتحدة 

 

وفي يناير عام 1861، من بين 34 ولاية أمريكية أعلنت سبع ولايات للرقيق جنوبية انفصالها عن الولايات المتحدة وتشكيل الولايات الكونفدرالية.

 

اندلعت الحرب في 12 أبريل 1861 عندما هاجم الانفصاليون حصون الولايات المتحدة، ومنها حصن سمتر في تشارلستون، بولاية كارولينا الجنوبية. وتوسعت الكونفدرالية لتشمل إحدى عشرة ولاية إضافية. وطالبت بولايتين حدوديتين، كنتاكي وميزوري، وأنضمت الأراضي الهندية والأجزاء الجنوبية من الأراضي الغربية لأريزونا ونيو مكسيكو واندرجت تحت الكونفدرالية لتصبح أريزونا الكونفدرالية.

 

لم تعترف حكومة الولايات المتحدة دبلوماسيا بالكونفدرالية، كما أنه لم يعترف بها من قبل أي دولة أجنبية "على الرغم من اعتراف بعض الدول مثل بريطانيا وفرنسا بأنها قوة محاربة"، الولايات التي بقيت موالية، تشمل الولايات الحدودية التي يكون فيها الرق قانونيا، وتعرف باسم الاتحاد أو الشمال. في ربيع 1865 انتهت الحرب باستسلام جميع الجيوش الكونفدرالية وحل الحكومة الكونفدرالية.

 

كان للحرب أصول في قضية حزبية للعبودية، وخصوصا تمدد العبودية إلى الأراضي الغربية. 

 

وخلفت أربع سنوات من القتال العنيف إلى ما بين 620ألفًا إلى 750 ألفًا من الجنود القتلى، والتي تعدّ أعلى من قتلى صفوف الجيش الأمريكي خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية أجمع، ودمرت أجزاء كبيرة من البنى التحتية في الجنوب. وانهارت الكونفدرالية وتحرر 4 ملايين من العبيد "معظمهم من إعلان لينكولن لتحرير العبيد". تلى الحرب عصر إعادة الإعمار "1863-1877"، مع عملية استعادة الوحدة الوطنية، وتعزيز الحكومة الوطنية، ومنح الحقوق المدنية للعبيد المحررين في جميع أنحاء البلاد.

أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية 1860، شن الحزب الجمهوري بقيادة الرئيس الأمريكي "أبراهام لينكولن حملة ضد العبودية في جميع أراضي الولايات المتحدة المعروفة في ذلك الوقت، وهو ما تعدّه الولايات الجنوبية انتهاكا لحقوقها الدستورية، وجزء من خطة إلغاء الرق بشكل نهائي. 

وحصل المرشحون الثلاثة المؤيدون للاتحاد على أغلبية ساحقة بلغت 82% ومن الأصوات المدلى بها على الصعيد الوطني: تركزت أصوات الحزب الجمهوري للينكولن في الشمال، وأصوات الحزب الديمقراطي لستيفين دوجلاس توزعت على الصعيد الوطني، وأصوات حزب الاتحاد الدستوري لجون بيل تركزت في تينيسي، كنتاكي، وفرجينيا، وحصل الحزب الجمهوري المهيمنة على الشمال بأغلبية الأصوات الانتخابية، واُنْتُخِب "لينكولن" دستوريا كأول رئيس جمهوري. ولكن قبل تنصيبه، أعلنت سبع ولايات للرقيق التي يعتمد اقتصادها على القطن الانفصال عن الاتحاد وتشكيل الكونفدرالية. وكانت لدى أول ستة ولايات منفصلة أعلى نسبة من العبيد في سكانها وتقدر 49 % لحل الانفصال قررت أول سبعة ولايات ذات مجلس تشريعي إلى ضم الأغلبية المنقسمة إلى الاتحاديان "دوجلاس" و"بيل"، وكان التصويت كالتالي: جورجيا 51%، لويزيانا 55%، ألاباما 46%، ميسيسيبي 40%، فلوريدا 38%، تكساس 25% وقدمت كارولينا الجنوبية تصويت المجمع الانتخابي بدون تصويت شعبي للرئيس، وتكساس هي الوحيدة التي عقدت استفتاء على الانفصال. واصلت ولايات الرقيق الثمانية المتبقية رفضها لدعوات الانفصال. ورفض الرئيس الديموقراطي " جيمس بوكانان" المنتهية ولايته هذا الانفصال واعتبره غير قانوني. وفي 4 مارس 1861 أعلن "لينكولن" في خطابه الافتتاحي أن إدارته لن تبدأ حربا أهلية، وتحدث مباشرة إلى "الولايات الجنوبية،" ويؤكد من جديد قائلا: ليس لدي أي هدف سواء مباشر كان أو غير مباشر للتدخل في مؤسسة الرق أينما كان في الولايات المتحدة، وأعتقد أنه ليس لدي الحق للقيام بذلك، وليس لدي أي رغبة في القيام بذلك.

 

بعد أن استولت القوات الكونفدرالية على عدة حصون فدرالية داخل أراضي انضمت إلى الكونفدرالية، فشلت الجهود الرامية إلى التسوية وأستعد كلا الجانبين للحرب. توقع الكونفدراليين أن الدول الأوروبية التي كانت تعتمد على "ملك القطن" أنها ستتدخل، ولكنها لم تفعل، ولم تعترف بالولايات الكونفدرالية الأمريكية الجديدة.

بدأ القتال في 12 أبريل 1861، عندما هاجمت القوات الكونفدرالية حصن سمتر. بينما كان الاتحاد يحقق انتصارات كبيرة ودائمة في المسرح الغربي، كانت المعركة في المسرح الشرقي غير محسومة وذلك بين عامي 1861-1862. في خريف 1862 فشلت الحملات الكونفدرالية في ماريلاند وكنتاكي، مما أثنى بريطانيا عن التدخل في شؤون البلاد الداخلية.

 

وأصدر لنكولن إعلان تحرير العبيد، الذي جعل إنهاء العبودية هدفا للحرب.[18] وفي الغرب بحلول صيف 1862، دمر جيش الاتحادي بحرية الكونفدرالية المتواجدة في النهر، وقد دمروا الكثير من جيوشهم الغربية، واستولوا على نيو اورليانز. في عام 1863 تم حصار فيكسبورج من قبل الاتحاديين مما أدى إلى تقسيم الكونفدرالية إلى قسمين على نهر المسيسيبي. وفي عام 1863، اجتاح الكونفدرالي «روبرت إدوارد لي» الشمال وانتهت في معركة جيتيسبيرغ.

 

وأدى النجاح المتتالي في الغرب إلى تولي يوليسيس جرانت قيادة جميع جيوش الاتحاد في عام 1864وأدى الحصار البحري على الموانئ الكونفدرالية بتنظيم الاتحاد للموارد والقوى البشرية لمهاجمة الكونفدراليين من كل اتجاه، مما أدى إلى سقوط أتلانتا بيد «ويليام شيرمان» ومسيرته إلى البحر. 

 

واحتدمت المعارك الأخيرة الكبيرة حول حصار بطرسبرج، في 9 أبريل 1865 انتهت محاولة هروب "روبرت لي" بتسليم نفسه في مبنى محكمة أبوماتوكس.

 

وبما أن الحرب العسكرية اقتربت من نهايتها، ألا أن إعادة الإدماج السياسي للأمة استغرقت 12 سنة أخرى لعصر إعادة الإعمار.

 

وتعدّ الحرب الأهلية الأمريكية من أوائل الحروب الصناعية الحقيقية، حيث استخدمت فيها بشكل مكثف السكك الحديدية، التلجراف، البواخر، وإنتاج الأسلحة الضخم. 

وظهر أثر أستنفار المصانع المدنية، الألغام، أحواض بناء السفن، البنوك، وسائل النقل والإمدادات الغذائية في التحول الصناعي في الحرب العالمية الأولى.

 

ولا تزال هذه الحرب الأعنف في التاريخ الأمريكي. حيث تشير التقديرات أن خلال الفترة من 1861 إلى 1865، لقي حوالي 620٬000 شخص حتفه، ولكن الدراسات الحديثة تقول أن 750 ألفًا من الجنود لقوا حتفهم بجانب عدد غير معروف من المدنيين.

 

وتقول أحد التقديرات، أن هذه الحرب قد أزهقت بحياة 10% من الذكور الشماليين التي تتراوح أعمارهم ما بين 20-45 سنة، و30% من الذكور الجنوبيين البيض الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-40 سنة.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز