الأهلي.. بداية الأسطورة الحمراء: من حلم وطني إلى قلعة البطولات

في صفحات التاريخ، وبين سطور الأمجاد، يسطع اسم "النادي الأهلي" كواحد من أبرز رموز الرياضة والانتماء في مصر والوطن العربي.

118 عامًا مضت منذ تأسيس هذا الكيان العظيم، لكنه لم يكن مجرد نادٍ رياضي، بل كان فكرةً وطنية، ورمزًا للعزيمة، ومدرسةً للقيم والمبادئ. الأهلي لم يولد على هامش الزمن، بل خُلق ليصنع الفرق، ويكون بيتًا لكل من يؤمن بأن الرياضة طريق للنهضة وبناء الإنسان.

ميلاد النادي الأهلي 

منذ الرابع والعشرين من أبريل عام 1907، انطلقت مسيرة النادي الأهلي، حين اجتمع أصحاب الفكر والطموح، وعلى رأسهم عمر لطفي باشا، ليؤسسوا أول نادٍ للمصريين في زمن كانت فيه الروح الوطنية تبحث عن متنفس. ومنذ ذلك الحين، أصبح الأهلي مؤسسة لا تُقارن، ومصدر فخر لكل من ينتمي إليه.

118 عاما من البطولات والإنجازات

خلال 118 عامًا، حفر الأهلي اسمه في سجلات البطولات، المحلية والقارية والعالمية، وارتقى ليصبح "نادي القرن" في أفريقيا، وصاحب الرقم القياسي في عدد البطولات. لم تكن إنجازاته وليدة الحظ، بل نتيجة لرؤية واضحة، وعمل متواصل، وروح تتسم بالعزيمة لا تعرف الاستسلام.

ومن أبرز إنجازاته:

الدوري المصري الممتاز:

فاز الأحمر بـ44 مرة، كأكثر الأندية فوزًا بأهم بالبطولات المحلية، وينافس في الموسم الحالي للفوز باللقب الـ45.

كأس مصر:

كتب النادي الأهلي اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ البطولة المصرية العريقة بالتتويج به 39 مرة.

دوري أبطال أفريقيا:

يحمل الرقم القياسي بالفوز بلقب الأميرة السمراء في 12 موسم. ومن المقرر أن يواجه غدًا نظيره صن داونز لحسم اسم الفريق المتأهل للدور النهائي خلال منافسات الموسم الحالي.

كأس السوبر الأفريقي:

حصدت  القلعة الحمراء 8 ألقاب خلال مشاركة الأحمر في منافسات البطولة القارية.

المركز الثالث في كأس العالم للأندية:

وكما تمكن الأحمر من رفع اسمه وحمل رايته في الأوساط الرياضية المحلية والأفريقية، حلق أيضًا نسر الأهلي في سماء البطولات العالمية بالمشاركة في كأس العالم للأندية والفوز بالمركز الثالث 4 مرات، آخرها في 2023.

الرياضات الأخرى:

لا يقتصر نجاح الأهلي على كرة القدم فقط، بل يمتد ليشمل العديد من الرياضات مثل كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة، حيث تُوّج بالبطولات المحلية والقارية في تلك الألعاب، ليؤكد تفوقه الرياضي الشامل.

رجال صنعوا إنجازات ومجد الأهلي

وقد مر على هذا الصرح رجال صنعوا تاريخه، من أمثال الكابتن صالح سليم، رمز القيادة والانضباط، إلى الكابتن محمود الخطيب، الرئيس الحالي للقلعة الحمراء، وأسطورة الملاعب ورمز العطاء، مرورًا بأجيالٍ من اللاعبين الذين حملوا القميص الأحمر بكل شرف ومسؤولية.

وعظمة الأهلي لا تقف عند حدود الملاعب، بل تمتد إلى دوره المجتمعي والإنساني، حيث قدم نموذجًا في خدمة المجتمع عبر مشروعات تنموية ومبادرات خيرية وخدمية تخدم المجتمع المصري، بالإضافة إلى دعم القضايا الوطنية للتأكيد على أن الرياضة ليست فقط للتنافس، بل لبناء الأوطان.

الجماهير الحمراء

ولم يكن النادي الأهلي يصل إلى عامه الـ118، وبدون جماهيره العريقة والتي تعد واحدة من أكبر وأوفى القواعد الجماهيرية في أفريقيا والعالم العربي، فكما قال صالح سليم في مقولته الشهيرة: "النادي الأهلي ملك لمن صنعوه هم مشجعوه".

وعلى الرغم من مرور 118 عامًا، لا يزال الأهلي في صدارة المشهد، جيل يسلم الراية لجيل، والمبادئ ثابتة لا تتغير،  ستبقى النادي الأهلي أكثر من مجرد نادٍ.. وستبقى القلعة الحمراء كيانًا يُلهم، ويُعلم، ويقود.