عاجل
الأحد 27 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
احتفالات مصرية بجذور فرعونية

احتفالات مصرية بجذور فرعونية

شهدت الحدائق والمتنزهات خلال الأيام الماضية إقبال العديد من المصريين، للاحتفال بعيد شم النسيم وقدوم موسم الربيع.



هناك من حرص على قضاء ذلك اليوم على شواطئ البحر، أو على ضفاف نهر النيل، بينما هناك من خرج للتنزه في الحدائق المختلفة، وبرغم اختلاف أماكن الاحتفال بشم النسيم، فإن الكل اتفق على أن يستقبل شهر الربيع في الهواء الطلق بين المناظر الطبيعية، الكل خرج ليحتفل بطريقته التي تشبع رغباته في الاستمتاع مع أسرته بهذه المناسبة.

 

تٌعرّف كلمة "نسيم" في المعجم بأنها "ريح لطيفة لينة لا تحرك شجرا"، إشارة إلى اعتدال الجو، كبداية لقدوم الربيع، لذا يحتفل المصريون بقدوم فصل الربيع وتجدد الحياة في هذا اليوم المبهج، الذي يحمل في طياته مزيجًا فريدًا من الطقوس والعادات التي توارثتها الأجيال، ولم يقتصر الاحتفال بقدوم الربيع على مصر وحدها، بل امتد ليشمل العديد من الثقافات الأخرى حول العالم، وإن اتخذ أشكالًا مختلفة.

يمثل شم النسيم أحد أقدم الاحتفالات في مصر القديمة، حيث يأتي على قائمة الأعياد الزراعية ويعود تاريخه إلى حوالي ٤٧٠٠ عام، وكان يُعرف آنذاك باسم "عيد شمو" أو "عيد تجديد الحياة"، ارتبط هذا العيد بتقديس الطبيعة والاحتفاء بدورة الحياة والخصوبة، فكان أجدادنا من المصريين القدماء يعتقدون أن هذا اليوم يمثل بداية الخلق أو تجديده، وكانوا يحتفلون به من خلال الخروج إلى الحدائق والحقول، وتناول الأطعمة التقليدية التي ترمز إلى الخير والبركة.

وتستمر مسيرة تواصل الأجيال التي تهدف إلى ترسيخ علاقة نقل الموروث الثقافي والشعبي بين الأجيال المتعاقبة عبر التاريخ، حيث استقبل المصريون ربيع عام ٢٠٢٥م  "شم النسيم" بنفس الشغف والبهجة والسعادة التي كان يستقبل بها أجدادنا القدماء عيد "شمو" قبل آلاف السنين ليظل هذا العيد وهذه المناسبة شاهدًا حيًا على عراقة الحضارة المصرية وقدرتها على الاحتفاء بالحياة والجمال في كل زمان ومكان.

 

لم يكن عامل الزمن يقف حائلًا أمام إحياء طقوس وعادات استقبال شم النسيم، والتي كانت هذا العام من خلال احتفالات متنوعة احتضنتها نسمات الربيع الدافئة المحملة بألوان الزهور وعبيرها، لتعلن عن قدوم موسم البهجة والتجدد، الذي يمزج بين عراقة التاريخ وفرحة الحاضر، ليقدم لنا لوحة نابضة بالحياة وهي أيضا مزيج من التقاليد والعادات الموروثة.

 

يتجلى استقبال الربيع في مظاهر احتفالية متنوعة تضفي عليه طابعًا مميزًا، منها: قضاء اليوم وسط أحضان الطبيعة، حيث تكتظ الحدائق والمتنزهات وضفاف النيل وشواطئ البحر بالعائلات والأصدقاء الذين يتشاركون الطعام والمرح والألعاب، بالإضافة إلى تناول الأسماك المملحة "الفسيخ" الذي يُعد الطبق الرسمي والرئيسي في الاحتفال بشم النسيم، والذي يتضمن البصل والليمون والخس، فضلا عن سلق البيض وتلوينه بالألوان الزاهية.

ختامًا.. على الرغم من اختلاف أشكال الاحتفال بقدوم الربيع حول العالم، فإن القاسم المشترك بينهم هو الفرحة والتفاؤل والأمل والسعادة، ويبقى الاحتفال بشم النسيم عيدًا مصريًا أصيلًا يعكس مدى ارتباط المصريين العميق بالطبيعة وتجدد الحياة، لذا يسعى المصريون إلى الحفاظ على تقاليدهم التاريخية والعريقة في هذا اليوم.

أخيرًا.. إحياء تلك الاحتفالات والطقوس والعادات التي تتوارثها الأجيال تجعل تلك الموروثات جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المصرية، ليكون شم النسيم عيدًا مصريًا ذا مذاق فرعوني.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز