السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"المصطلح في الفنون البدوية".. في ندوة علمية بملتقى سيناء لفنون البادية بالعريش

جانب من الندوة
جانب من الندوة

احتفالًا بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، وضمن خطة نشاط وزارة الثقافة، شهدت قاعة الأنشطة بقصر ثقافة العريش ضمن فعاليات ملتقى سيناء الأول لفن البادية انطلاق أولى الندوات العلمية، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتستمر فعالياته حتى27 من أبريل الحالي 2025.

 

عقدت الندوة الأولى تحت عنوان "المصطلح في الفنون البدوية" والتي ناقشها كل من الأديب مسعد بدر، الباحث في الأدب الشعبي البدوي، والشاعر والباحث حسونة فتحي، والدكتور الباحث حمد شعيب، من بادية مطروح، بحضور مجموعة من الأدباء والباحثين من أندية أدب البادية وجمهور من أهالي مدينة العريش.

 

 

في البداية أكد الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، حرص الهيئة على إقامة ملتقى سيناء الأول لفنون البادية بالعريش، وتنفيذ ندوات علمية مصاحبه لفعاليات الملتقى، لأهمية المسلك العلمي ضمن استراتيجية الهيئة العامة لقصور الثقافة، ودون التأصيل العلمي، لأنه لا يمكن أن تقام هذه التظاهرات الثقافية المهمة دون الجانب البحثي والعلمي، لأن الهيئة ترعى كل الكنوز والتراث الثقافي الحافل بالكثير من الجماليات.

 

وأشار "شومان" إلى أن فنون البادية فنون عظيمة ولا بد من مناقشة قضاياها بشكل علمي، مع نخبه من الباحثين والشعراء، والوصول إلى نقاش يحدث حراك علمي ثقافي يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية.

 

وأكد الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، عن سعادته بوجودنا في مدينة العريش في ذكرى لها معنى ودلالة راهنة، وهي احتفالات عيد تحرير سيناء، وهي الأرض التي شهدت مقاومات متعددة، وسيناء هي القادرة على مواجهة الإرهاب، ووجود الندوة العلمية مهمة جدًا، للتعرف على ما يضمه من أهمية كبرى، ونبارك لأهالي سيناء إقامة فعاليات ملتقى سيناء الأول لفن البادية.

 

ناقش الأديب مسعد بدر، الباحث في الأدب الشعبي البدوي، حيث تناول الفرق بين الفنون الحكائية في بدو سيناء وتحدث عن السيرة الشعبية باعتبارها هي أم الفنون في البادية، والبدن الكبير التي تكون منها جسد سوي، فهي تشتمل على الحكايات والأشعار والأمثال، والالغاز وتفسير الأحلام.

 

 

وأشار مسعد بدر، إلى أن الفن الحكائي الثاني هو الحكاية الخرافية وأبطالها كائنات ماورائية كالغيلان والجن، وقد تكون أطفالها من الحيوانات، ويغلب عليها الإغراق في الخيال، أما الفن الثابت، فهو الحكاية الشعبية وأبطالها ناس من البشر، وأحداثها واقعية اجتماعية، موضحا أن الفن الرابع هو الحكاية الأسطورية وما يميزها أنها مصدقة، حيث إن المجتمع المنتج لها يعدها حكايات صادقة.

 

وقال الباحث حسونة فتحي، إن عدة مصطلحات منها لفظ البداوة، وهي كمفهوم هي مجموعة من القيم الإنسانية النبيلة مثل الكرم والشجاعة والفروسية، وليس لها علاقة بالجنس أو بإثنية عرقية، لكن جاء تسمية البادية على سكان الصحراء في البدو بناء على هذه الصفات.

 

أشار حسونة فتحي، إلى مفهوم البداوة وقدم نماذج للألوان البدوية السعرية مثل تسمية الشعر النبطي، ومسميات والأشكال السائدة في سيناء وضبط تسميتها وأساس المصطلح في وجود المسمى، مع نماذج من السعر الدلع على كل شكل من هذه الاشكال، وطريقة الأداء الصوتي.

 

وتحدث الدكتور حمد شعيب، عن "جمع وتدوين وحفظ المأثورات الشعبية البدوية"، قائلا: قبل الخوض في عمليات الجمع وآلياتها دعونا نتفق أن مصطلح المأثورات الشعبية وصلنا إليه بشق الأنفس ونتيجة جهد الغيورين على ثقافتنا نبدأ من حيث وصلنا علم الفلكلور وهذا اسمه الذي عرفناه به وظلت المؤسسات العلمية والثقافية تتعامل معه باسمه الوارد ثم سبب هذا المصطلح لغطا كبيرا واختلافا، وأجمع المهتمون على استبدال هذا الاسم باسم عربي، وتبارى البعض في تقديم أسماء بديلة منها التراث والثقافة الشعبية والأدب الشعبي.

 

وأشار إلى أن ذلك تم بعد جهد جهيد وأحالوا المصطلح لمجمع اللغة العربية الذي أكد أن التسمية الجامعة لفنون الشعب هي المأثورات الشعبية، ومن الأقسام التي اعتمدت لعلم المأثورات الشعبية، والقيم والعادات والتقاليد الشعبية، والمعتقدات الشعبية، والفنون الشعبية، والأدب الشعبي، والثقافة المادية حتى عدلت منظمة اليونسكو اسمي الأدب الشعبي والثقافة المادية ليصبحا التراث المادي والتراث اللامادي، ثم نشط المعهد العالي للفنون الشعبية ليخرج لنا دفعات وتبنت الهيئة العامة لقصور الثقافة، فكرة أن ترشح مجموعة من موظفيها في المحافظات المختلفة لدراسة المأثورات الشعبية.

 

وقال إنه بعد تخرجهم يعودون لمحافظاتهم ويتخصصون في جمع وتوثيق وصون المأثورات الشعبية وكنت أنا ممثلا لمحافظة مطروح وثقافتها الشعبية البدوية وتدربت على التعامل مع الميدان، وبالفعل جمعت طقوسًا مختلفة واختبرت كل الأدلة الميدانية وواجهتني صعوبات في الميدان منها استغراب الجماعة الشعبية من نوعية الأسئلة ويحتارون في تصنيفنا هل نحن صحفيون أم متعاونون مع جهات أمنية وكذلك جنس المبحوث إذا. 

 

وأضاف د. حمد شعيب، إن اللهجة البدوية كان من الصعب جمعها وتدوينها ولم يكن أمامنا سوى كتابة ما ينطق، كما هو دون أي تدخل من الباحث، وكما اصطدمنا بصعوبة الجمع كانت إشكالية التوثيق أصعب حيث إن كلمات مثل بدوية لا يمكنك سوى رسمها رسم وللحق نشهد أن الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية بذلت جهدًا كبيرًا وانتشر باحثوها في الرجوع والقرى وقاموا بالتدوين والتسجيل الصوتي، وتوجد مادة أفرزت حتى الآن أطلسين، الأول عن الخبز في عموم مصر والثاني عن الآلات الشعبية وما زالت حتى الآن.

 

واختتمت الندوة العلمية بأمسية شعرية بعدد من شعراء البادية وهم الشاعر منصور القديري، والشاعر سلمى الجميعاني، والشاعر عطا الله الجداوي، وقد جرت نقاشات موسعة شارك فيها الشعراء والباحثون منهم الشاعر حاتم عبد الهادي، والأديب إبراهيم سالم، وأحد شيوخ قبيلة اللفيتات.

تم نسخ الرابط