عاجل
السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

بالذهب والدراجات.. قرية "كفرمويس" تكرم حفظة كتاب الله

قام مجمع"الفرقان" بقرية كفر مويس التابعة لمركز بنها محافظة القليوبية، بتكريم عدد من أطفال القرية من حفظة القرآن الكريم بمنحهم جوائزىقيمة، حيث حصلت الطفلة "ماجده نصر" ذات الأحد عشرة عاما علي خاتم من الذهب وأيضا الطفلة "مريم محمد"، وأيضا الطفلان "يوسف عبدالعزيز " و"صابرعبد النبي" على دراجتين، وهذا أكبر دليل علي استمرار قرى مصر من تخريج نماذج ناجحه متمه لحفظ كتاب الله كاملا، وأيضا شارك العشرات من أبناء القرية بعدد من الأجزاء الأخرى في المسابقة.  



 

 

 

كانت الكتاتيب، نشأت منذ العصور الإسلامية الأولى، وكانت بمثابة المدرسة الأولى للأطفال، خاصة في القرى والأحياء الشعبية، وقد لعبت دورًا محوريًا في تعليم أبناء الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسهم أبناء مصر.

 

بدأ ظهور الكتاتيب في مصر منذ الفتح الإسلامي عام 641م، حينما أُدخل الإسلام إلى البلاد، وأصبح تعليم القرآن الكريم ضرورة دينية وثقافية. فكانت الكُتّاب المكان الذي يُرسَل إليه الطفل في سن مبكرة، غالبًا بين الخامسة والسابعة، ليبدأ أولى خطواته في طلب العلم. في الكُتّاب، يتعلّم الطفل أولاً القرآن الكريم حفظًا وتجويدًا، حيث يُعدّ ذلك الهدف الأساسي لهذه المؤسسات، وكان التعليم يتم باستخدام ألواح خشبية يُكتب عليها بالحبر، ويجلس الأطفال في صفوف على الأرض أمام المعلم، الذي يُطلق عليه غالبًا "الشيخ" أو "الفقيه." ومع مرور الزمن، تطوّر دور الكتاتيب، فأصبح يشمل تعليم القراءة والكتابة والحساب إلى جانب القرآن الكريم، كما أُدخلت بعض المبادئ الأخلاقية والدينية، لتكوين شخصية متكاملة للطفل تجمع بين العلم والسلوك القويم.

 

استمرت الكتاتيب حتى القرن العشرين، ولكن مع تطور التعليم وانتشاره، تراجع دورها شيئًا فشيئًا، وأصبحت تقتصر غالبًا على تحفيظ القرآن الكريم، وهي الوظيفة التي لا تزال تؤدى في بعض المساجد والمراكز الدينية حتى يومنا هذا.

 

واحد من رموز التنوير في مصر، ومفتي الديار المصرية، ومُصلح كبير في الأزهر بدأ حياته في الكُتّاب زي أي طفل ريفي، وده كان الأساس اللي بنا عليه علمه الضخم بعد كده، تخيّل إن أول خطوة في طريقه كانت على لوح خشب في كُتّاب بسيط في قرية بمحافظة البحيرة. أبرز نماذج العلماء المصريين عميد الأدب العربي "طه حسين"، وواحد من أعظم الأدباء في تاريخنا الحديث هو كمان بدأ في كُتّاب قريته في المنيا، وهناك حفظ القرآن الكريم كامل وهو طفل صغير، التجربة دي خلّت عنده قدرة لغوية عالية، وده ساعده بعدين في دراسته بالأزهر ثم في السوربون بفرنسا. أمير الشعراء "أحمد شوقي"، بدأ تعليمه في الكُتّاب برضو، وده اللي ساعده في تكوين قاعدة لغوية قوية خلت شعره دايمًا غني وفصيح وبعد الكُتّاب، دخل المدارس النظامية وسافر برّه مصر، لكن دايمًا كان فاكر فضل الكُتّاب عليه. الشيخ الجليل "محمد متولي الشعراوي"، وصاحب أشهر تفسيرات القرآن في العصر الحديث، حفظ القرآن كامل في الكُتّاب وهو طفل صغير في قريته بدقهلا، وفضل طول حياته يفتخر بدايته في الكُتّاب، وكان دايمًا يقول إن دي كانت بركة عمره كلها.

 

الأديب والمفكر العبقري "عباس العقاد" ، برضو مر بالكُتّاب في طفولته، وبدأ من هناك مشوار القراءة والاطلاع اللي مكّنه من إنه يكتب في الفلسفة والتاريخ والدين والسياسة وهو حتى مش خريج جامعة.

 

وعلي نفس النهج لا تزال قري مصر تحافظ علي تراث "الكتاب" علي الرغم من التطور التكنولوجي في أساليب التعليم إلا أن القري لازالت تحافظ علي تعليم القرأن بالطريقه التقليدية، وذلك من خلال بث روح المنافسة بين أبناء القرية في مسابقات حفظ القرأن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز