"بحوث الصحراء" يطلق مشروع "حقن التربة الرملية بالسلت والطين" في قلب صحراء المنيا
أطلق مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي مشروع "حقن التربة الرملية بالسلت والطين" في قلب صحراء المنيا، كأحد أبرز المشروعات القومية الواعدة في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية، باستخدام تقنية مصرية مبتكرة حاصلة على ثلاث براءات اختراع.
ويقود المشروع الدكتور علي عبدالعزيز الأستاذ المساعد بشعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية، والذي يعد تطبيقا عمليا لتحويل نتائج البحث العلمي إلى أدوات تنموية، حيث نُفذت أول تجربة ميدانية ناجحة على مساحة 100 فدان بأراضٍ إنتاجية تابعة لأحد المستثمرين في منطقة غرب المنيا، وهي أراضٍ بكر متأثرة بالملوحة لم تُزرع من قبل.
ويتم تنفيذ المشروع تحت رعاية وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق، ورئيس مركز بحوث الصحراء الدكتور حسام شوقي ونائب رئيس المركز للمشروعات والمحطات البحثية الدكتور محمد عزت.
من جانبه..قال الأستاذ المساعد بشعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية الدكتور علي عبدالعزيز إن الفريق البحثي استخدم تقنية حقن التربة الرملية بحبيبات السلت والطين فقط دون أية إضافات عضوية؛ بهدف تحسين الخصوبة الطبيعية وتقليل استهلاك المياه والأسمدة.
وأضاف أنه تمت زراعة محصول القمح الاستراتيجي باستخدام الري بالتنقيط بمعدل رية كل 15 يوما مقارنة بواقع رية كل 4 أيام في الزراعة التقليدية، ما يوفر كميات ضخمة من مياه الري والطاقة والأسمدة الكيميائية.
وأوضح أن المشروع يعتبر نموذجا للمشروعات الخضراء الذكية، التي تواجه آثار التغير المناخي عبر ترشيد الموارد وتقليل الانبعاثات الناتجة عن معدات الري والأسمدة، ما يسهم في تحقيق استدامة حقيقية في التنمية الزراعية.
من جهتها..أكدت رئيس قطاع البحث العلمي بمؤسسة "مصر الخير" الدكتورة نجوى السيد أن المشروع يُعد من أهم المشروعات التنموية التي تمولها المؤسسة، لأنه يمثل نقلة نوعية في نقل البحوث من المراكز العلمية إلى الواقع العملي، ويخدم صغار المزارعين والمستثمرين من خلال حلول تطبيقية قابلة للتعميم.
وقالت إن مؤسسة "مصر الخير" تؤمن بأن دعم مثل هذه المشروعات يسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في مصر، ويمثل أحد نماذج التكامل بين البحث العلمي والعمل المجتمعي والتنموي.
وبدوره..قال صاحب مزرعة وأحد المنتفعين من المشروع المهندس محمد الطويل "إن أرضه لم تُزرع من قبل وكانت تعاني من ملوحة شديدة وظروف بيئية قاسية، ولكن بعد تطبيق تقنية الحقن بالسلت والطين تحوّلت إلى أرض خصبة ومنتجة".
وأضاف "هذه لم تكن مجرد تجربة بل مشروع إنتاجي حقيقي لمسنا نتائجه على الأرض، حيث أن معدل الري تراجع من كل 4 أيام إلى كل 15 يوما، مما وفر كثيرا من التكاليف والطاقة، وزاد من كفاءة الإنتاج، كما رأيت الأرض القاحلة تتحول إلى جنة خضراء، وهذا إنجاز يجب أن يُطبّق على نطاق أوسع في مختلف المناطق الصحراوية".
ووثّق هذه التجربة عبر فيديو ميداني مرفق، قدم فيه شرحا واضحا بالصوت والصورة لما تحقق على أرض الواقع، مما يعكس النجاح الكبير للمشروع كقصة نجاح قابلة للتكرار والتوسع



