
الأكثر شيوعا بعد الزهايمر
"البـاركنسون" ..المرض الذي لاحق بطل الملاكمة "كـلاي" حتى وفاته

داليا عبد المعز
في 11 أبريل من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمرض الشلل الرعاش، أو " الباركنسون"، نسبةً إلى مكتشفه الطبيب البريطاني جيمس باركنسون، أول من شخص هذا المرض عالميًا .
ومع حلول هذه المناسبة، يستحضر كثيرون أسطورة الملاكمة العالمي محمد على كلاي، الذي عانى من الباركنسون لنحو 23 عامًا، حتى توفى دون أن يشفى منه.
أعاد الاحتفال باليوم العالمي بالباركنسون إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول حالة الملاكم العالمي محمد علي كلاي، ومدى ارتباط المرض بوفاته.وسلطت إصابته الضوء على العلاقة المحتملة بين الملاكمة وأمراض الدماغ، وفي مقدمتها "باركنسون"، الذي يُصنّف كثاني أكثر الأمراض العصبية فتكًا بعد الزهايمر، والذي أصيب به نحو 6.2 مليون شخص حول العالم، وتسبب في وفاة الآلاف من المصابين به. بحسب لإحصائيات منظمة الصحة العالمية .
ما الباركسون؟
الباركنسون هو اضطراب عصبي تدريجي، يؤثر على الحركة. يبدأ عادة بأعراض بسيطة مثل ارتجاف اليد وتصلب العضلات، ويتفاقم تدريجيًا ليشمل صعوبة في المشي والكلام وفقدان التوازن. وفي المراحل المتقدمة، قد يعاني المريض من صعوبة في النطق والحركة الطبيعية. وهو ما قد يفسر سبب غياب " كلاي" تدريجًيا عن الظهور في الاحتفالات واللقاءات المختلفة، بعد أثّر المرض بشكل واضح على قدرته على الحديث والحركة والتفاعل العلني.
هل كانت الملاكمة سببًا في إصابة "كلاي" بالباركنسون ؟
رجحت بعض المصادر، أن إصابة محمد علي كلاي بمرض "باركنسون" تعود إلى ممارسته الطويلة لرياضة الملاكمة، حيث أثرت اللكمات العنيفة التي كان يتلقاها " كلاي" خلال مبارياته وتدريباته ، على مناطق مختلفة من دماغه ، فأوقعته ضحيةً لهذا المرض.
إلا أن هذه الفرضية نفاها تقرير نشرته شبكة CNN نقلًا عن زوجة كلاي، التي أوضحت أن الأطباء أكدوا لها أن إصابة "كلاي" بالباركنسون لم تكن نتيجة تلقيه للكمات، بل تعود لأسباب وراثية. وأن وفاته لم تكن نتيجة مباشرة لإصابته بمرض "باركنسون"، بل بسبب تعرّضه لصدمة حادة أدت إلى انخفاض شديد في ضغط الدم. وأضافت أن هذه الصدمة كانت نتيجة عوامل طبيعية، بحسب ما أكده الفريق الطبي المشرف على حالته
أعراض باركنسون ..من الرعشة إلى الخرف
يسبب مرض الباركنسون مجموعة من الأعرض الحركية وغير الحركية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تشمل الأعراض الحركية ما يلي:
- بطء الحركة
- الرعشة
- الحركات اللاإرادية
- التصلب
- صعوبة الشم
- اختلال التوازن
أما الأعراض غير الحركية فتتضمن:
- الخلل الإدراكي
- الخرف
- اضطرابات النوم
- الألم
- الاضطرابات الحسية
وتؤدي الحركات اللاإرادية (عسر الحركة) والتقلصات العضلية المؤلمة (الارتخاء العضلي) إلى صعوبات في الكلام والحركة. كما تسبب هذه الأعراض معدلات إعاقة مرتفعة، ما يتطلب رعاية طبية مستمرة. وقد يُصاب العديد من مرضى باركنسون بالخرف خلال مراحل تطور المرض.
الرجال أكثر عرضة
على الرغم من أن مرض باركنسون يمكن أن يصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، إلا أن هناك فئات أكثر عرضة للإصابة، وهي كالتالي:
- الرجال الذين تجاوزوا سن الـ60 عامًا أكثر عرضة للإصابة بالمرض مقارنة بالنساء.
- تم تشخيص حوالي 10% من المرضى بالإصابة بمرض باركنسون قبل بلوغهم سن الـ40 عامًا.
وراثى أم بيئي
على الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى السبب الدقيق للإصابة بالباركنسون، إلا أن الدراسات تشير إلى أن المرض قد يكون ناتجًا عن مزيج من العوامل الوراثية والجينية والبيئية. كما أن للتعامل مع المواد الكيميائية والسموم البيئية مثل، المبيدات الحشرية وغيرها قد يسهم في الإصابة بمرض باركنسون.
الباركنسون يسبب الوفاة ؟
بحسب ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية، فإن الباركنسون في حد ذاته ليس سببًا رئيسيًا للوفاة. ومع ذلك فإن الأعراض المصاحبة له مثل السقوط والإصابات الناتجة عن فقدان التوازن، قد تسهم في تدهور صحة المريض وبالتالي وفاته.
فيما يرى الدكتور على صالح، استشاري جراحة الباركنسون والأعصاب العامة، في تصريحات له، أن الشلل الرعاش لا يعد سببًا رئيسيًا للوفاة، لكن الأعراض المصاحبة له قد تكون هي المسببة. وأوضح أن مرضى الشلل الرعاش، خاصة في مراحله المتقدمة، يتعرضون لسقوطات وخطيرة قد تؤدي إلى إصابات بالغة، بالإضافة إلى تأثير المرض على الجسم وظهور أمراض أخرى قد تسهم في الوفاة.
باركنسون أم شيخوخة ؟
قد يخطئ الكثيرون في اعتبار أعراض الباركنسون جزءًا طبيعيًا من التقدم في العمر، وبالتالي قد لا يحصل المرضي على الرعاية الصحية الأزمة لهم، على اعتبار أن الأعراض التي تظهر على مريض "الباركنسون" أعرض عادية تسببها الشيخوخة كصعوبة في المشي والكلام وبطء في الحركة، ولكن إذا كانت هذه الأعراض تصاحب ارتجافًا أوفقدانًا للتوازن، وعدم القدرة على أداء الحركات اللاشعورية، يجب أن يتم استشارة الطبيب فورًا لتشخيض المرض.
لا يوجد علاج .. والتمارين الرياضية عوامل مساعدة
أكدت العديد من الأبحاث أنه لا يوجد علاج نهائي للباركنسون، لكن العلاجات المتاحة قد تساعد في التخفيف من الأعراض. ومن جانبه أوضح د.على صالح استشاري جراحة الباركنسون، أن التمارين الرياضية المنتظمة قد تساهم في التخفيف من أعرض المرض لما لها من قدرة على إنتاج مادة الدوبامين اللازمة لحركة العضلات، مضيفًا أن العلاج الطبيعي والجراحي أيضًا يلعبان دورًًا في تحسين القدرة على المشي والبلع والنطق.