
الكاتب الصحفى رفعت فياض يكشف الحقيقة الكاملة لواقعة وزير التربية والتعليم والمرحوم مدير إدارة الباجور

مدير الإدارة مريض بالقلب والوفاة ليس لها علاقة بزيارة الوزير للمدارس
لم يحدث أي حوار بين الوزير وبين مدير الإدارة ولم يطلب حضوره للقاهرة
مدير المدرسة يؤكد ذلك ـ والصور تؤكد نجاح الزيارة وسعادة الجميع بها
لم أتعود طوال حياتي الصحفية على مدى 50 عامًا أن أتعجل في نشر أي معلومة إلا إذا كنت متأكدًا من صحتها، ولم أتعود أن أكشف إن أي انحرافات إلا إذا كانت مستنداتي الدامغة التي تؤكد صحة ما أنشره تحت يدي.
وقد فوجئت، أمس، بالسوشيال ميديا وهي تتناول بطريقة صاخبة واقعة مؤسفة مرتبطة بوفاة المغفور له أسامة بسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية، عقب انتهاء الزيارة المفاجئة لوزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف لعدد من مدارس الباجور، للتأكد من انتظام العملية التعليمية بالمدارس، وهو ما بدأه منذ اليوم الأول لتوليه الوزارة، حيث زار معظم المحافظات، ودون أي تريب مسبق مثلما يفعل غيره دائمًا بقية المسؤولين فى مثل هذه الزيارات إذا تمت أصلاً. وقد تناول البعض هذه الواقعة على السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك بشكل أقرب إلى الهوس الإعلامي العشوائي وغير المدروس ولا يبت للمهنية بصلة، وتحولت إلى مايشبه "الترند" على السوشيال ميديا، وغطى تناولها بهذه الصورة على كل الأحداث الهامة جدًا في مصر بما فيها الزيارة التاريخية وغير المسبوقة لجمهورية مصر العربية من جانب الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، والتي تحمل رسائل كثيرة ذات مغزى لكل دول العالم.
وكأن الوزير السبب
وقد فوجئت للأسف من محترفي السوشيال ميديا يصورون واقعة وفاة مدير الإدارة التعليمية بالباجور ـ وهو المريض بالقلب أساسًا ـ بعد مغادرة وزير التربية والتعليم المحافظة، بأن وفاة مدير الإدارة التعليمية، رحمة الله عليه، كانت بسبب تعنيف الوزير له أثناء تواجده بمدرسة الشهيد طيار محمد عادل شبل الثانوية بالباجور، وأن الوزير كان قد طلب منه بعنف أن يلحقه فى اليوم التالي بالوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، وصوروا الواقعة للأسف بأن ماحدث من وزير التربية والتعليم كان هو السبب في وفاة مدير الإدارة التعليمية.
والغريب أن بعض القنوات الفضائية الخاصة قد انجرفت وراء ما تم نشره في السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وقد طلبت مني بعض هذه القنوات بعدها بساعات الدخول معهم على الهواء للتعليق على هذه الواقعة، إلا أنني اعتذرت لهم فورًا لأنني لم أتأكد بعد من حقيقة ملابسات هذه الواقعة وما حدث فيها، ووعدتهم بأنه عندما أتأكد من حقيقة ما حدث سأقول كلمة الحق بما يرضي الله دون دفاع عن هذا أو ذلك بلا داعٍ، ودون هجموم على هذا أو ذلك دون أدلة وبراهين تؤكد حقيقة ما حدث.
شهادة حق
وبداية ـ وقبل أن أكشف حقيقة ما تأكدت منه فى هذه الواقعة، أقدم خالص عزائي لأسرة المرحوم أسامة بسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية، وأدعو الله أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
إلا أنني أشهد الله على أن ما تأكدت منه فى تفاصيل هذه الواقعة تؤكد أنه لمن يكن هناك أي علاقة بين زيارة وزير التربية والتعليم وبين حالة الوفاة التي تمت، أقول هذا بعد أن جمعت كل الأدلة والبراهين التي تؤكد عدم حدوث هذه الواقعة من الأساس، وأنه لم يحدث هناك أي حوار بين وزير التربية والتعليم وبين المرحوم أسامة بسيوني، الذي كان قد حضر متأخرًا لمدرسة الشهيد طيار محمد عادل شبل الثانوية بالباجور، بعدما علم بزيارة الوزير الناجحة والمفاجئة للمدرسة، ولم يوجه الوزير له أي كلمة بعدما قدم مدير الإدارة نفسه للوزير ورحب به، واستمر الوزير في زيارته للمدرسة.
ثانيًا: إن هذه الزيارة كانت مفاجئة بالفعل من جانب الوزير لهذه المدرسة وكلك لبقية المدارس الأخرى بالمحافظة التي زارها قبل زيارته لمدرسة الشهيد طيار محمد عادل شبل الثانوية، حيث بدأ الوزير جولته بمحافظة المنوفية بزيارة مدرسة "بي العرب الابتدائية بنات" التابعة لإدارة الباجور التعليمية، والتي يبلغ عدد طلابها 263 طالبًا وطالبة. ولم يكن بها مدير الإدارة التعليمية ولا مدير المديرية، ولم تتم دعوة أي منهما لهذه الزيارة، ولم يكن مطلوبًا فى الأصل تواجدها، وإلا ما كانت هذه الزيارات مفاجئة، ولاستعدت كل المدارس المحدد زيارتها قبلها بعدة أيام، وقد تفقد الوزير، خلال الزيارة بهذه المدرسة انتظام الدراسة داخل الفصول الدراسية، ومستوى الانضباط العام، وكثافة الحضور الطلابي، كما تم الاطلاع على كراسات الواجبات والحصة. وأجرى الوزير حوارات مباشرة مع مدير المدرسة والمعلمين للتعرف على واقع العملية التعليمية داخل المدرسة، وآليات تقييم الطلاب، مشيدًا بنسبة الحضور، وتفعيل القواعد المنظمة للغياب، بما يضمن الجدية والانضباط.
مدرسة بي العرب
ثم توجه الوزير بعد ذلك إلى مدرسة "بى العرب الابتدائية" التابعة لإدارة الباجور التعليمية والتي يبلغ عدد الطلاب بها ٦٣٩ طالبا وطالبة ,ولم يكن بها لامدير الإدارة ولامدير التربية والتعليم بالمحافظة ، وليس مطلوبا منهما الحضور المسبق لهذه الزيارة المفاجئة ، وإلا ماكانت مفاجئة ـ .وقد تفقد الوزير عددًا من فصول المدرسة، حيث اطلع على كراسات الواجبات والحصص ودفاتر المعلمين وكشوفات الحضور والدرجات، كما اطمأن على مستوى الطلاب في القراءة والفهم، مثمنا ما شهده من تحصيل دراسي للطلاب والاهتمام بتقديم الدعم لتحقيق أقصى استفادة لهم. كما شملت الجولة تفقد معمل العلوم أثناء حصة العلوم للصف الرابع الابتدائى واطلع الوزير على كراسات الحصة والواجب للطلاب للتحقق من مدى الاستفادة من شرح المعلمة.كما التقى الوزير بعد ذلك بعدد من أولياء الأمور أمام المدرسة، حيث دار حوار بينهما حول العملية التعليمية داخل المدرسة، مؤكدا على أهمية المشاركة الفعّالة لأولياء الأمور في متابعة مستوى أبنائهم الدراسي والعمل المشترك مع المدرسة، مُشيرًا إلى دور الأسرة في تعزيز القيم التعليمية وتشجيع الأبناء على التحصيل الدراسي.
وقد أشاد أولياء الأمور من جانبهم بالقرارات المنظمة للعام الدراسي الحالي وأكدوا حرصهم على انتظام أبنائهم في المدرسة، وتلقى العلم والتفاعل مع المعلمين داخل المدرسة.
مدرسة الشهيد محمد رضا
وعقب ذلك، توجه الوزير إلى زيارة مدرسة ثالثة وهى مدرسة "الشهيد محمد رضا وجيد فراج الإعدادية بنون" التابعة لإدارة الباجور التعليمية والتي يبلغ عدد الطلاب بها ٥٩٥ طالب. وقد حجرة المعلمين، ولم يكن فى استقباله مسبقا لامدير الإدارة التعليمية أو مدير المديرية ، وليس مطلوبا من أى منهما التواجد فى هذه الزيارة المفاجئة ـ وإلا ماكانت مفاجئة، ولفقدت مثل هذه الزيارات الغرض الحقيقة منها ـ وقد حرص الوزير على فتح حوار مباشر مع المعلمين حول القرارات والآليات المنظمة للعملية التعليمية وهو ما أشاد به المعلمون مما يعزز من جودة العملية التعليمية ويرتقي بمستوى التحصيل العلمي، كما اطمأن الوزير على توزيع الاستبيان الخاص بآراء أولياء أمور الطلاب حول نظام البكالوريا المصرية أو الثانوية العامة. كما قام ا بتفقد عدد من الفصول الدراسية، تابع خلالها أداء الطلاب والطالبات، واطلع على كراسات الواجبات والحصة، ودفاتر المعلمين، وسجلات الدرجات.
زيارة المدرسة المعنية
واختتم الوزير جولته التفقدية بمحافظة المنوفية بزيارة مدرسة الشهيد رائد طيار محمد عادل شبل عباس الثانوية المشتركة التابعة لإدارة الباجور التعليمية والتي يبلغ عدد طلابها ٢٧٨١ طالبًا وطالبة.وقد تفقد الوزير عددًا من فصول الصفين الأول والثانى الثانوى بالمدرسة، واطمأن على المستوى الدراسي للطلاب ومدى تحصيلهم للدروس من خلال الاطلاع على كراسات الواجبات والحصص، كما أجرى مراجعة شاملة لكشوف درجات الطلاب. وأشاد بانتظام الطلاب فى المدرسة، كما أعرب عن تقديره لجهود المعلمين في تقديم الدعم والإشراف على سير العملية التعليمية، مؤكدًا أن ذلك يعد من أبرز عوامل نجاح المنظومة التعليمية وتحقيق الأهداف المرجوة.
وفى سياق زيارة الوزير للمدرسة، دار حوار مفتوح بين الوزير وعدد من الطلاب، ناقش خلاله تقييماتهم للمناهج ونظام الامتحانات، إضافة إلى تطلعاتهم المستقبلية، حيث أبدى الطلاب تفاعلاً إيجابيًا وطرحوا رؤى طموحة لمستقبلهم التعليمي والمهني.
وتحدث الوزير مع الطلاب حول أهمية دور التكنولوجيا في المستقبل، مشددًا على أن التعلم والتأقلم مع التطورات التكنولوجية أصبحا أمر حتميًا في عصرنا الحالي، موضحا أن التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من كل جانب من جوانب الحياة، مما يتيح فرصًا جديدة في مجالات متعددة.
وفي لفتة إنسانية، طلب الطالب المتفوق أحمد مصطفى محمود، الحاصل على المركز الأول على مستوى المدرسة، التقاط صورة تذكارية مع معالي الوزير، وهو الطلب الذي قوبل بترحاب كبير، حيث أثنى الوزير على تفوق الطالب وحفّزه على مواصلة التميز.
وفي ختام جولته التفقدية، أشاد الوزير محمد عبد اللطيف بما شهده من انضباط لسير العملية التعليمية بمدارس إدارة الباجور التعليمية، مثمنا التزام المدارس والمعلمين بتطبيق القرارات والآليات المنظمة، كما ثمن ما شهده من انضباط لنسب حضور الطلاب ومستوى تحصيلهم الدراسي.
ولم يكن متواجدا في أى هذه المدارس كما قلت لامدير إدارة تعليمية ولامدير مديرية تعليمية ، وليس مطلوبا من أى منهما أن يكون موجودا فى هذه الزيارات المفاجئة ـ وإلا فقدت المفاجأة معناها وكنا قد وجدنا استعدادات بروتوكولية ضخمة فى كل مدرسة وتم فرش السجاد الأحمر وإصطف جميع المسؤولين بأى من هذه المدارس قبل الوزير.
لا وجود للسلبيات
ثالثا : أن الوزير لم يجد أى ملاحظات سلبية بالمدرسة التي تواجد فيها فى الدقائق الأخيرة مدير الإدارة التعليمية بل وجدها فى قمة الانضباط وتجول بين جميع صفوفها ، وأعلن عن سعادته بما وجده والدليل على ذلك أن جميع المدرسين بالمدرسة قد طلبوا من الوزير أن يلتقطوا معه صورة تذكارية وهم فى سعادة غامرة النتائج الممتازة لزيارته لهذه المدرسة.
ثالثا : لو فرضنا أو الوزير كان قد وجد أى تقصير فى المدرسة لكان الجزاء على مدير المدرسة وليس مدير الإدارة ، ولكان الوزير قد سجل فى تقرير زيارته للمدرسة المخالفات التي رصدها وطلب رفعها للشؤون القانونية للتحقيق فيها وتوقيع الجزاء على المتسبب فيها ـ وهو مايتم فى أى مدرسة فى مثل هذه الأمور ـ وهذا لم يحدث على الإطلاق أثناء زيارته لهذه المدرسة بل كانت زيارة ناجحة جدا أسعدت الوزير وأسعدت كل الموجود بالمدرسة.
أما وقد تصادف إصابة المرحوم اسامة بسيونى مدير الإدارة التعليمية بالباجور بأزمة قلبية بعد هذه الزيارة فهذا قدره وهذا عمره وهذا قضاء الله وقدره ايضا ، وليس له أى علاقة بهذه الزيارة ولابأى شيئ حديث بينه وبين وزير التربية والتعليم ـ لأنه بالفعل لم يحدث هناك أى حوارات بين الجانبين ، ولم يكن مطلوبا أن يكون مدير الإدارة التعليمية موجودا بهذه المدرسة أو غيرها من المدارس الأخرى عند زيارة الوزير المفاجئة لهذه المدارس ـ ولو إفترضنا وجود أى تقصير فى أى مدرسة من المدارس الأخرى التي زارها الوزير فإن المحاسبة بالتأكيد لن تكون لمدير المديرية التعليمية فى أى محافظة ، ولامدير الإدارة التعليمية فى كل إدارة تعليمية بالمحافظة بل ستكون المحاسبة لمدير المدرسة فى المقام الأول.
اتقوا الله
لذا أقول للجميع .. خاصة بعد شيطنة هذه الواقعةـ ومن لم يراعو حرمة الموتى ، ولم يراعو تأثير السموم التي بثوها فى هذه الواقعة على أهل المتوفى ـ إتقوا الله ـ فيما ظلمتم به وزير التربية والتعليم كمسؤول يراعى الله فى أبنائنا ويقوم بهذه الزيارات المفاجئة لمختلف المدارس للتأكد من حصول أبنائنا بها على حقهم فى التعليم ، وماظلمتم به أيضا أهل المتوفى الذين أشعرتوهم بأن وفاة المغفور له مدير الإدارة لم تكن قضاءا وقدرا بل بسبب وزير التربية والتعليم ـ حرام عليكم ـ إتقوا الله فيما تفعلون.
شهادة مدير المدرسة
وسوف أترك للجميع شهادة حق من جانب محمد بكر مدير مدرسة الشهيد طيار محمد عادل شبل الثانوية ذاتها والذي سارع بنشرها على كل وسائل التواصل الاجتماعى ليؤكد صحة كل ماسبق أن ذكرته ـيقول فى رسالته :
بالنسبة لوفاة الأستاذ أسامة البسيونى مدير عام إدارة الباجور التعليمية وإرتباطه بوجود سيادة وزير التربية والتعليم وحاسس إن جمهورية مصر العربية منتظرة أنى أقول أن سيادة الوزير عنف أو أهان السيد مدير الإدارة مما أدى ذلك إلى وفاته ـ وهذا الأمر لم يحدث أمامى ولم أسمع أى حوار أصلا بين الوزير وبين السيد مدير الإدارة وأن كل مارأيته هو أن مدير الإدارة التعليمية كان واقف خلف السيد الوزير ولم اسمع أى كلام أساسا وأثناء دخولى المدرسة مصطحبا السيد الوزير لم أرى السيد مدير الإدارة داخل المدرسة نهائيا وأشهد الله أن الوزير تعامل معنا بكل أدب وإحترام ومع جميع طلاب المدرسة وفى نهاية الزيارة طلب منى كمدير للمدرسة أن جميع العاملين بالمدرسة لأخذ صورة تذكارية لما وجده من التزام فى المدرسة من طلبة ومن مدرسين وأثنى علينا جميعا.
• وأنا من جانبى سأترك كل الصور الدامغة التي تؤكد صحة ماحدث وأن وفاة مدير الإدارة التعليمية لم تكن بسبب هذه الزيارة الناجحة لهذه المدارس ، ولم يكن هناك مجال لأى حوار بين الوزير وبين مدرير الإدارة ـ كما حاول البعض أن يصوره بأنه هو السبب فى وفاته.