عاجل.. كارثة مطار هثيرو تشكل حركة الطيران في العالم

تقطعت السبل بما لا يقل عن 220 ألف مسافر في بريطانيا وحول العالم بعد أن تسبب حريق في إغلاق مطار هيثرو لمدة 24 ساعة على الأقل - مع إلقاء اللوم على صافي الصفر من الطاقة ومقارنة مستوى الفوضى العالمية في السفر الناجم عن الانقطاع بأحداث 11 سبتمبر.

أُجبر أكثر مطارات المملكة المتحدة ازدحاما على الإغلاق يوم الجمعة بعد انفجار محطة الكهرباء الرئيسية واشتعال النيران فيها على بعد أقل من ميلين في ضاحية هايز غرب لندن.

يُعدّ الإغلاق الكامل لمطار هيثرو بسبب فقدان محطة كهرباء فرعية واحدة فقط حدثًا غير مسبوق، ويثير تساؤلاتٍ جوهريةً لدى هيثرو والحكومة البريطانية، كما ترك هذا الإغلاق العديد من المسافرين العالقين في حالةٍ من الغضب الشديد والبكاء.

قال مستشار الطيران جون ستريكلاند: "إنها نسخة مُحصورة من  أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أو إلى حد ما، ثوران بركان أيسلندا. أتذكر أنني رأيت في تلك الأحداث - وخاصةً في الحادي عشر من سبتمبر - أن الأحداث حدثت بسرعة كبيرة، ثم أُغلق المجال الجوي الأمريكي، وكانوا يُعيدون الطائرات ويُحتجزونها".

وزعم أحد مصادر الصناعة أن السبب وراء ذلك هو تحول مطار هيثرو من مولدات الديزل الاحتياطية إلى الكتلة الحيوية.

وقال النائب الإصلاحي ريتشارد تايس: "يبدو أن مطار هيثرو قد غير أنظمة النسخ الاحتياطي الخاصة به من أجل أن يكون، انتظر... متوافقًا مع هدف صافي الصفر".

وتخلّصت سلطات المطار من مولدات الديزل وانتقلت إلى مولدات الكتلة الحيوية المصممة ليس لاستبدال الشبكة الكهربائية بالكامل، بل للعمل جنبًا إلى جنب معها. لقد فشل نظامهم الاحتياطي المتوافق مع هدف صافي الانبعاثات الصفري تمامًا في أداء وظيفته الأساسية عند أول طلب.

وطلبت صحيفة "ميل أون لاين" من مطار هيثرو التعليق على ادعاءاته.

كان من المقرر أن يسافر نحو 220 ألف شخص عبر مطار هيثرو اليوم، ومن المتوقع أن تستمر الفوضى الناجمة عن الإغلاق الكامل  خلال عطلة نهاية الأسبوع وحتى الأسبوع المقبل لأن الطائرات والركاب أصبحوا الآن في المكان الخطأ في جميع أنحاء العالم.

وتم إلغاء أو تحويل أو تأجيل ما لا يقل عن 1357 رحلة جوية اليوم. تمكنت بعض الطائرات المتجهة إلى لندن من الهبوط في مطارات بريطانية أخرى، لكن العديد منها، بما في ذلك  مطار جاتويك، أصبح ممتلئًا.

وتم تحويل عشرات الرحلات الجوية إلى أمستردام وفرانكفورت وليون ومدن أوروبية أخرى، مما أدى إلى تقطع السبل بعشرات الآلاف من المسافرين في الخارج. حتى أن بعض الطائرات اضطرت للعودة والهبوط في نيويورك ولوس أنجلوس ومومباي ودلهي  ، حيث  ألغت الخطوط الجوية الهندية جميع رحلاتها إلى  لندن.

وعانت شركات الطيران البريطانية، والأميركية، وفيرجن أتلانتيك، ويونايتد، وإير كندا، ودلتا من أكبر عدد من عمليات الإلغاء والتحويل، مع إغلاق مطار هيثرو، مما أدى إلى كارثة سفر في جميع أنحاء العالم.

أصرت مصادر رفيعة المستوى في المطار على أن مطار هيثرو يمتلك أنظمة طاقة احتياطية، لكن " تفعيل أنظمة الطوارئ للمطار بأكمله يتطلب بعض الوقت" و"ليس فوريًا"، وفقًا لمصدر مطلع. ومن المتوقع مثول المسؤولين أمام البرلمان لشرح الأمر.

قال جوليان براي، أحد أبرز خبراء الطيران في المملكة المتحدة: "نُدهش جميعًا من افتقار مطار هيثرو إلى مصدر طاقة احتياطي فعال مستقل عن شبكة الكهرباء الوطنية، بل يعتمد على الشبكة الوطنية، ليس الأمر أن مطار هيثرو يعاني من نقص في التمويل، بل لديه احتياطي ضخم لبناء المدرج الثالث".

ويعاني أكثر من 16,300 منزل في غرب لندن من انقطاع التيار الكهربائي اليوم الجمعة. كما أُلغيت جميع رحلات القطارات المتجهة إلى مطار هيثرو.  

وهذا هو أكبر اضطراب للطيران في المملكة المتحدة منذ سحابة الرماد البركاني الأيسلندية التي أوقفت الرحلات الجوية وحولتها في أبريل ومايو 2010، مما كلف شركات الطيران وعملائها ما يقدر بنحو 130 مليون جنيه استرليني يوميا.

وأعلن المطار، الذي يشهد هبوط وإقلاع طائرة كل 45 ثانية، إغلاقه في الساعة الثانية من صباح اليوم الجمعة وأمر الركاب بعدم الحضور إلى محطاته.

واندلع الحريق حوالي الساعة 11.30 مساء الخميس، ورغم عمل رجال الإطفاء طوال الليل للسيطرة عليه، إلا أن جزءًا من المحول لا يزال مشتعلًا.

أطلقت الشرطة تحقيقا كبيرا في الوقت الذي يبحث فيه المحققون عن سبب الحريق، الذي لم يتضح بعد ويتم إخماده بواسطة رجال الإطفاء المتخصصين بأجهزة التنفس هذا الصباح.

وقال أحد السكان المحليين إن "وميضًا أبيض ساطعًا" أضاء السماء عندما وقع الانفجار. كان ماثيو مويرهيد يعمل في نوبة ليلية يوم الخميس عندما لاحظ تصاعد الدخان من محطة الكهرباء الفرعية.

وقال الرجل البالغ من العمر 42 عامًا لوكالة الأنباء الفلسطينية: "كنا واقفين خارج فرعنا في هايز ولاحظ زميلي دخانًا يتصاعد فوق الأشجار".

"كانت الساعة 23.30 عندما رأيناها، كنا متجهين إلى ويست درايتون، لذلك ذهبنا للتحقق منها، سمعنا صفارات الإنذار بينما كنا متجهين إلى دوار جسر بولز، حيث "رأينا وميضًا أبيضًا ساطعًا وانطفأت جميع الأضواء في المدينة.

واتصلت بي زوجتي وأخبرتني أن الكهرباء انقطعت عنا - واكتشفت بعد ساعات قليلة أن مطار هيثرو كان مغلقًا تمامًا.

وقال متحدث باسم مطار "هيثرو "بسبب حريق في محطة كهرباء فرعية تزود المطار، يعاني هيثرو من انقطاع كبير للتيار الكهربائي. حفاظًا على سلامة مسافرينا وزملائنا، سيُغلق مطار هيثرو حتى الساعة 23:59 يوم 21 مارس. يُنصح المسافرون بعدم التوجه إلى المطار.

كما علق زوجان بريطانيان في الصين وليس لديهما أي فكرة عن كيفية العودة إلى وطنهما بعد إلغاء رحلتهما.

وقالت شارون تاورز وزوجها لصحيفة "ميل أون لاين" إنهما عالقان في المطار لأن سياسة الهجرة الصارمة تعني أنهما لا يستطيعان الحجز في فندق.

قالت: أنا وزوجي عالقان في الصين. "كان ينبغي لنا أن ننطلق في الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي هنا، ولكن بدلاً من ذلك، نحن عالقون في المطار بلا فكرة عن كيفية ومتى سنعود إلى المنزل!" "لا يمكننا تسجيل الوصول إلى الفندق بسبب سياسة تأشيرة الهجرة الصارمة، وللدخول مرة أخرى إلى المطار، نحتاج إلى بطاقة صعود إلى الطائرة حتى تتمكن الجمارك من تأكيد موعد مغادرتنا للبلاد. "نحن لا نعلم ذلك، لذلك لا يمكننا الحصول على بطاقة صعود إلى الطائرة للدخول مرة أخرى إلى المطار".

أعرب الركاب المتضررون من الإغلاق عن حزنهم على وسائل التواصل الاجتماعي. كتب أحد الأشخاص: "هناك حريق كبير في مطار هيثرو، لذلك تم تحويل رحلتي الآن إلى واشنطن". لا أعرف ماذا سيحدث لاحقًا. أريد فقط العودة إلى المنزل ورؤية عائلتي. وأضاف آخر: "اليوم، أُلغيت رحلتي من مطار هيثرو، فماذا أفعل الآن؟ أمي مريضة، ويجب أن أذهب لرؤيتها في أقرب وقت ممكن".  

بدأت بالفعل تحويل الرحلات الجوية المقرر هبوطها في مطار هيثرو، حيث أفاد موقع Flightradar24 أن ذلك سيؤثر على ما لا يقل عن 1351 رحلة جوية من وإلى مطار هيثرو. وقال موقع تعقب الرحلات الجوية في بيان: "هذا لا يشمل أي رحلات قد يتم إلغاؤها أو تأخيرها بسبب خروج الطائرات عن موقعها".

ويعني هذا أن ما يصل إلى 145 ألف مسافر قد يتأثرون بالإغلاق، وفقًا لشركة بيانات الطيران Cirium. وقال المتحدث باسم شركة FlightRadar24، إيان بيتشينيك، إن الإغلاق غير المخطط له لمطار هيثرو سيؤدي إلى تعطيل الرحلات الجوية في جميع أنحاء العالم.

قال لصحيفة التلجراف: "مطار هيثرو أحد أهم محاور العالم. وهذا سيُعطّل عمليات شركات الطيران حول العالم".