الأحد 23 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الإمام الطيب: الإحسان منزلة رفيعة يرتقى لها الصفوة

الإمام الطيب
الإمام الطيب

افتتح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب -شيخ وإمام الأزهر الشريف - حلقاته في برنامجه (الإمام الطيب )عن الإحسان بسرد قصة تمثل سيدنا جِبْرِيل في هيئة رجل مسافر عابر سبيل، ودخوله على النبي محمد ﷺ وصحابته ليعلمهم معنى الإحسان ، فجلس بجوار النبي وسأله عن الإسلام، فأجاب: بأن الإسلام هو شهادة أن لا إله إِلَّا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، ثم سأله عن الإيمان، فقال: أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ثم سأله عن الإحسان، فقال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، فهنا وضح نبينا الكريم أن الإحسان هو الإتقان، حيث تقوم بعملك على أكمل وجه حتى لو لم يكن الرقيب عليك حاضراً أو لا، مشددا على أن الإحسان منزلة رفيعة يرتقى لها الصفوة من العباد



وأضاف فضيلته بقوله إن هذا الحديث السابق ذكره يتعلق باسم الله (الرقيب) فكون العبد يقوم بعباداته وأعماله وهو فيها مراقباً لله عز وجل ،فيتقن عمله مستشعراً رقابة الله له وإطلاعه عليه وهو ما يجعل للإنسان عصمة من الانحراف أياً كان نوعه.

 

وأشار فضيلته لقصة وردت بكتاب الإمام الفقيه فخر الدين الرازي عندما حكى عن شيخ له تلاميذ وروّاد كثيرين ،لكنه كان يختص أحد هؤلاء التلاميذ ويهتم به ،فلما سألوه لما تخص هذا التلميذ بالاهتمام والرعاية ،فقال إنه طلب من تلاميذه أن يأخذ كلاً منهم طيران ويذبحهم في مكان لا يراه فيه أحد ،فجاؤا جميعاً في اليوم التالي بطيورهم وقد ذبحوها ،أما هذا فلم يفعل ،وقال لشيخه إنه لم يجد مكاناً على البسيطة لا يراه الله فيه فلم يفعل، وهنا يتضح معنى الإحسان والاتقاء الذي يأتي من استشعار المراقبة .

 

وقال فضيلة الإمام الأكبر إن زماننا هذا أحوج ما نكون فيه لاستحضار هيبة الله الرقيب، فمشاهدة الله تعالى مشاهدة قلبية يُقوِِّم أمور حياتنا كلها ومراقبة الله في أفعالنا هو عين ولب التقوى ،مما ينعكس على العبد بالبركة والخير في حياته ،قال تعالى : (وَمَنْ يَتَقِ الله يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِب).

 

وأشار الإمام الطيب إلى تقاعس بعض الآباء والأمهات في تولي استحقاقهم التربوي بتفعيل الرقابة اللازمة على أبنائهم فالآباء مشغولون عن تربية وتوجيه الأبناء ومراقبتهم ،خاصةً مراقبة ما يتعرضون له من خلال هواتفهم ، والأبناء أصبحوا محاطين بجيوش من المغريات والمفاسد وهنا يكون الأب والأم مسؤولون أمام الله تعالى إن ما قصروا في رقابتهم هذه.

 

برنامج (الإمام الطيب) يعرض يوميًاعلى شاشة الفضائية في تمام الخامسة مساءً.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز