عاجل
الخميس 1 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

د. حسام الإمام يكتب: حقك على عيني

د. حسام الإمام
د. حسام الإمام

حقك على عيني.. يا ابني يا نور عيني



لأجل الوفاء بديني.. لك عندي بعض كلام

(شكرًا الفاجومي على كلماتك المعجزة)

 

 

فلتعلم يا صديقي اللدود أنني لن أفعلها، مهما توسلت ورجوت ومهما بكيت وصرخت، أقسم لك أنني لن أفعلها.. أعلم تمامًا أن فيها راحتك، لكن بكل أسف، تلك الراحة ليست عندي.

 

 

 

هل تحيرك كلماتي؟ نعم بالتأكيد تحيرك وتربكك، ببساطة لأنك لم تجرب بعد يا صديقي، فلا تتعجب مما يحدث أمامك. أعلم أن عقلك يخبرك، بل يؤكد لكَ، أنني أحمق، فأنت لا تريد إلا الراحة، لي ولك، أرى ذلك وأقرأه في عينيك تكاد تصرخ به في وجهي.. لكن لا ترهق نفسك فكما قلت لك تلك الراحة ليست عندي!

 

 

 

هل تظنني لا أريد راحتي؟ بالطبع أريدها، لكن ألم تدرك أن راحتي في راحتك؟ ألم تخبرك الأيام أن راحتك هي بنت تعبي؟ ألم تفهم أن تعبي من أجل راحتك هو عشقي وغايتي، وأنني لن أمل هذا العشق حتى ترتاح أمامي.

 

 

أما أن أريحك بأن أسايرك وأوافق على كل ما تقول مهما كانت التبعات والأضرار، فهي راحتك التي لا أملكها، صدقني لو كنت أملكها لفعلت.

 

صدقني أن نصيبي الذي كتبه الله لي من أجل راحتك هو الكلمة الصادقة فقط، النصيحة الحق فقط، قد تصدمك كلماتي.. أعلم، لكن ما باليد حيلة، قلت لك هذا هو قدري الذي لا مفر منه، أن أتحدث إليك بالحق والصدق مهما كلفني الأمر من تذمرك وحنقك وربما كرهك لي أحيانًا.

 

 

 

ما الفرق بيني وبين الآخرين إذن إن أنا فعلتها؟ فلتحصل على راحتك منهم كيفما تشاء، لا تقلق سوف يمنحوك إياها عن طيب خاطر وبمنتهى الهدوء والسهولة، ببساطة لأنك لا تعني لهم شيئًا، وفي أفضل الأحوال- إن كنت تعني للبعض شيئًا- سوف ينصحونك بالحق فإن أبيت اتباعهم فليس لك عندهم حينئذ إلا ما يريح عقلك.. وعقولهم.. حتى ولو كان باطلًا. "انصح صاحبك من الصبح للضهر، ما اتنصحش انصحه من الضهر للعصر، ما اتنصحش بقية النهار ضلله" أليس هذا ما يقولون؟ هل ترى؟ سوف يملون حديثك قبل أن يحل عليكم الليل ويطبقون تلك الحكمة الرشيدة، فيغشونك ويضللونك آخر النهار!

 

 

 

هل فهمت يا صديقي الفارق بيني وبينهم؟ أنا لا ولن أمَلَّ أبدًا مهما تقول أو تفعل، سوف أنتظرك بمنتهى الهدوء يقينًا أنك يومًا سوف تفهم.

 

 

لا أنتظر منك شكرًا.. كل ما أنتظره هو راحتك.. حتى أرتاح.

 

 

فلتصبر قليلًا، فقط اتركني أقوم بمهمتي، ولو على سبيل المجاملة، لن يضرك هذا شيئًا، ربما كان في كلماتي شفاء لشكواك. وتذكر أنني ما فرضت عليك شيئًا يومًا، أقول لك ما أعلم فقط، أنقل إليك ما خبرته في حياتي بكل أمانة، ودومًا أترك لك الاختيار وتحمل المسؤولية. هذا دوري الذي لن أسمح لك أو لأحد غيرك أن يسلبني إياه، فكلما سولت لك نفسك وسألتني عن شيء أو حدث أمامي ما يستوجب إبداء الرأي فلا تنتظر مني مداهنة أو "طبطبة"، هي كلمة الحق سوف أقولها شئت ذلك أنت أم أبيت. ولتفعل بعدها ما تشاء شئت أنا ذلك أم أبيت.

 

 

 

تذكر كل ما مر بك في حياتك وكنت ناقمًا عليه، يائسًا من الفرج، كنت ابتسم وأقول لك اصبر ولا تقلق. هل تتذكر؟ ثم جاء الفرج من حيث لا تدري ولا تحتسب، جاء ممن أرسل عليك مواقف أكلت عقلك في وقتها، كدت تدمر كل شيء في لحظتها، والآن لا أراك ولا أسمعك إلا حامدًا شاكرًا لله على خطته المحكمة وألطافه الخفية وتدبيره الرائع الذي أوصلك إلى ما كنت تريد. هل فهمت ما يعنيه ذلك؟

 

 

 

ما بالك لو رفع الله يده عنك وتركك تدبرها كما تريد؟

 

 

وما بالك لو رفع الله يدى عنك وتركك تدبرها كما تهوى؟

 

 

أنظر حولك يا صديقي وتذكر من رأيتهم بلا مرشد ولا دليل يشاركهم أوجاعهم، ألم تتألم لذلك؟ نعم تألمت وأنا شاهد على ذلك فلا تنكر.

 

 

غدًا سوف تعلم وتفهم.. وربما استمتعت كثيرًا وأنت ترى من حولك ناقمين عليك، كارهين كلماتك، رافضين نصائحك، داعين الله أن يأخذك أخذ عزيز مقتدر، وأنت تبتسم وتستمر في أداء مهمتك مرددًا: غدًا سوف يعلمون. ومهما حدث منك لن أكتفي بنصحك حتى العصر فقط، بل طول العمر.

 

 

ولا تقلق فلن أضللك وأغشك آخر النهار كما قد يفعلون.. وهل يغش المرء نفسه ؟

 

 

مدير المركز الإقليمي لأخلاقيات المياه

[email protected]

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز