المنيا من ملحمة الدم والعسل إلى شهد العسل

تحتفل محافظة المنيا في 18 مارس من كل عام بعيدها القومي، وهو التاريخ الذي سطر فيه أبناء المنيا أروع البطولات في ثورة 1919، في ملحمة وطنية عرفت تاريخيا باسم ملحمة الدم والعسل وهي الملحمة التي خرج فيها 4 آلاف منياوي بقيادة ابن ديرمواس البطل خليل أبوزيد إلى محطة  القطار بعد أن علموا باشتعال الثورة في جميع محافظات الوجة البحرى وقيام الاحتلال الإنجليزي بنقل عدد من الجنود الإنجليز من الصعيد إلى الوجه القبلي عبر القطار لدعمهم لمواجهة الثوار، فكانت المنيا على الموعد والتاريخ انتظر الثوار القطار وقطعوا طريق السكة الحديد وحاولوا أن تصل رسالتهم برفض الاحتلال الإنجليزي بعد أن أوقفوا القطار المتجه بالجنود للقاهرة، ولكن دارت مناوشات بينهم وبين الجنود الإنجليز قام على إثرها أحد الجنود بإطلاق الرصاص في الهواء، مما أغضب الثوار وجعلهم يقفزون على القطار من كل جانب، ونشبت الاشتباكات التي انتهت بمقتل مفتش السجون الإنجليزية "بوب" و7 جنود آخرين، فيما سالت دماء الثوار على قضبان السكك الحديدية واختلطت بشحنات العسل الأسود المشهورة بصناعته محافظة المنيا وكانت معبأة في "البلاليص" من قبل بعض التجار، لتُسمى ملحمة المنيا في الثورة تاريخيًا باسم "ملحمة الدم والعسل". 106 أعوام مرت على تلك الملحمة التاريخية ولا تزال المنيا تكتب التاريخ في الجمهورية الجديدة ليتذوق أهلها شهد العسل بإنجازات كبيرة وحياة كريمة لكل أبنائها وبداية حياة جديدة بسجل حافل من الإنجازات. 

ففي العيد الـ106 لمحافظة المنيا، استطاعت المنيا أن تودع العشوائية والمناطق غير الآمنة بعد تشغيل السوق الحضاري بماقوسة لتجار الجملة ووضع حجر الأساس لتطوير سوق الحبشي الحضري ذلك المشروع الذي استطاع اللواء عماد كدواني محافظ المنيا أن يجعله يرى النور بعد تأجيل نقل سوق الجملة لأكثر من 14 عاما وسط معاناة حقيقية لسكان المنطقة، لم يكن شهد التنمية والقضاء على العشوائيات هو شهد العسل الوحيد لمحافظة المنيا، بل ملفات أخرى اقتحمها اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، وحقق فيها نجاحات كبيرة كانت مثل شهد العسل مثل القضاء على استخدام سيارات البيك أب لنقل الركاب واستبدالها بسيارات ميكروباص، ودفع عجلة الاستثمار في المحافظة الكبيرة وتشغيل عدد كبير من المشروعات المتوقفة والاستغلال الأمثل لإمكانيات المنيا، فضلا عن دفع العمل بالقطاع السياحي وخاصة بعد قرب الانتهاء من المتحف الآتوني، وأيضا تجربة المنيا في السيطرة على الأسعار من خلال الحملات الرقابية التي يقودها المحافظ بنفسه وافتتاح أكثر من 250 منفذ لبيع السلع، ومن أهم المشروعات التي غيرت وجه الحياة في القرية المنياوية هو المشروع القومي لتطوير القرية المصرية، المبادرة الرئاسية حياة كريمة والتي أعلن المحافظ عن الانتهاء من تنفيذ أكثر من 3209 مشروعا في 18 قطاع لخدمة أكثر من 3 ملايين مواطن في 5 مراكز والعمل على تنفيذ المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة في 102 قرية أخرى بمركزين لخدمة أكثر من 1.5 مليون نسمة.  سجل الإنجازات والمشروعات كبير وحافل لخدمة أهالي المنيا لتواصل المنيا كتابة التاريخ في الجمهورية الجديدة.