عاجل
الجمعة 21 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الشيخ أحمد نجيب: الصيام عبادة تتجاوز حدود الامتناع عن المفطرات إلى تربية النفس وإصلاح القلب

الشيخ أحمد نجيب
الشيخ أحمد نجيب

أكد الشيخ أحمدمحمد نجيب إمام وخطيب الأوقاف أن الصيام ركن من أركان الإسلام، وليس الصيام امتناع عن الطعام والشراب ولكن الصيام الحقيقي هو ما أراده الله منا بقوله في حكمة الصيام (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) أي أن الصيام يعلمنا الصبر وقوة الارادة وضبط النفس.



فإذا كان الإنسان قد امتنع عن الطعام والشراب لمدة مايقرب أربع عشرة ساعة فإنه قادر على أن يمتنع من كل مايغضب الله عز وجل ما يكون منافيا لسلوك المسلم القويم.. فكم من صائم ليس من صيامه إلا الجوع والعطش.

 

 

ويضيف الشيخ أحمد نجيب أن من فضائل الصوم أنه جنة أي: وقاية وستر من عذاب الآخرة، فقد أخرج البخاري في صحيحه: «عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا اجزي به.

وقال رسول الله ﷺ ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في ان يدع طعامه وشرابه).

ويشير الشيخ نجيب أن الصوم يعلمنا ضبط الشهوة فقد ثبت علميا ان الصيام في هذا الشهر يريح الجهاز الهضمي فيخلصه من السموم التي انتابته طوال العام يقول القرطبي (كلما قل الأكل ضعفت الشهوة وكلما ضعفت الشهوة قلت المعاصي مصداقا لوصية النبي ﷺ للشباب الغير قادر على الزواج (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فان له وجاء)، لذا نجد الغرب يلجأون للصيام لتقليل خطر الإصابة بالاورام وتجديد الخلايا وتأخير الشيخوخة المبكرة.

ويوضح الشيخ نجيب ان الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو وسيلة تهذيبية تعمل على ارتقاء الأحاسيس، وإيقاظ القلوب، وتصويب الفهم، وتوجيه العقول إلى مراد الله عز وجل. وأن هناك من يقف عند ظاهر التدين دون التعمق في جوهره، فيؤدي العبادات شكليًا دون أن يدرك مقاصدها العميقة، في حين أن الغاية الكبرى من الصيام أن يكون المسلم على بصيرة بعبادته، وأن يفطن إلى ما وراء الصيام من حكم وأهداف، تدفعه إلى السمو الروحي والتقرب إلى الله بصفاء وإخلاص.

 

 

.وشدد على أن الصيام عبادة تتجاوز حدود الامتناع عن المفطرات إلى تربية النفس على المراقبة الدائمة لله، وإصلاح القلب، وتصفية الروح، بحيث يصبح الإنسان أكثر استشعارًا لمعاني العبودية، وأكثر التزامًا بمقتضيات الإيمان. فمن فهم الصيام فهمًا صحيحًا، أدرك أن وراء كل حكم شرعي حكمة، ووراء كل عبادة مقصد، وأن المطلوب ليس الوقوف عند المظاهر، بل الجمع بين الشكل والمضمون، وبين الصورة والجوهر، فيتحقق بذلك التوازن في حياة المسلم، ويترقى في معارج الإيمان.

 

ودعالمسلمين إلى اغتنام هذا الشهر الكريم في تصفية النفوس، وإدراك الغايات العظمى التي أرادها الله من عباده، مشددًا على أن رمضان فرصة عظيمة لمراجعة الذات، وتصحيح المسار، وتعزيز الصلة بالله.

 

 

 

 

ويقول الشيخ نجيب إن الصيام يغرس في المسلم خلق الإخلاص، فيمتنع عن المفطرات في السر كما في العلن، لأنه يراقب الله وحده، فتتحول هذه المراقبة إلى سلوك دائم في حياته، مؤكدًا أن الصيام عبادة سرية، لا يطلع عليها أحد سوى الله، لذا أضافها الله إضافة تشريف لنفسه.

 

 

ولفت الشيخ أحمد نجيب أن من ثمار الصيام أيضًا خلق العفو والتسامح، موضحًا أن الصائم لا يقابل السيئة بمثلها، بل يعفو ويصفح ويترفع عن النزاع، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، مبينًا أن هذه الروح من العفو والتسامح هي ما ينادي بها الإسلام في كل زمان ومكان.

 

مضيفا أن شهر رمضان ليس مجرد وقت محدد للصيام والعبادة، بل هو دورة تدريبية عملية يكتسب فيها المسلم القيم الفاضلة ليستمر عليها طوال حياته، مشددًا على ضرورة استثمار أيام الشهر الفضيل في الطاعات والبعد عن المعاصي.

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز