عاجل
الأربعاء 21 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

وائل المنجي يكتب: "وثيقة بناء الجسور".. رؤية إسلامية للتقارب ووحدة الصف.. ورفض التهجير.. ودعم الحقوق المشروعة

وائل المنجي
وائل المنجي

في مشهد يجسّد وحدة الأمة الإسلامية بمذاهبها ومدارسها الفكرية، اختُتمت النسخة الثانية من مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، الذي انعقد في مكة المكرمة يومي 6-7 رمضان 1446هـ، الموافق 6-7 مارس 2025م، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. شهد المؤتمر مشاركة واسعة من كبار المفتين والعلماء والمفكرين من أكثر من 90 دولة، حيث أكد المجتمعون على أهمية تعزيز التآخي والتضامن بين شعوب الأمة المسلمة في مواجهة التحديات الراهنة.



"موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي".. خطوة نحو التقارب

في خطوة غير مسبوقة، تبنّى كبار علماء الأمة "موسوعة المؤتلف الفكري الإسلامي"، التي أعدّها مركز الحماية الفكرية بوزارة الدفاع السعودية، بمشاركة 60 عالماً، وجاءت في نحو 1800 صفحة، لتكون بمثابة خارطة طريق للعلاقات بين المذاهب الإسلامية وفق مفهوم المشترك الإسلامي الجامع. وقد أشادت تقارير التحكيم بهذه الموسوعة باعتبارها إضافة نوعية للمكتبة الإسلامية، تسهم في تعزيز الفهم المشترك والتقارب بين المذاهب.

"وثيقة بناء الجسور".. خريطة طريق للوحدة أعلن المؤتمرون اعتماد "الخطة الاستراتيجية والتنفيذية" لـ"وثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، التي تتكون من 28 بندًا تمثل أساسًا للعمل الإسلامي المشترك. كما تم تعديل مسمى "اللجنة التنسيقية" إلى "المجلس التنسيقي بين المذاهب الإسلامية"، والذي سيشرف على تنفيذ بنود الوثيقة ومتابعة المبادرات المنبثقة عنها لتعزيز الحوار والتفاهم بين مكونات الأمة.

دعم صمود الشعب الفلسطيني.. رفض مشاريع التهجير والتدمير في سياق التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، شدّد المؤتمرون على موقفهم الثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ورفضهم القاطع لمشاريع التهجير والتدمير التي تستهدف حقوقه المشروعة. وطالبوا المجتمع الدولي بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما أُعلن عن تشكيل وفود من علماء الوثيقة لحشد الجهود العالمية الداعمة للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية الأمة الإسلامية المركزية. 

إطلاق جائزة سنوية لتعزيز الوحدة الإسلامية في إطار الجهود الحثيثة لترسيخ مفاهيم التقارب والوحدة، أعلن المؤتمر عن إطلاق جائزة سنوية تُمنح للمؤسسات والأفراد الذين يسهمون في تحقيق أهداف "وثيقة بناء الجسور"، تقديرًا لجهودهم في خدمة التضامن الإسلامي.

الإعلام والمسؤولية في الخطاب الديني حذّر المؤتمرون من خطورة السجالات الإعلامية الحادة التي تؤجج النزاعات المذهبية، داعين إلى ضرورة احترام التنوع الإسلامي والتعامل مع قضايا الخلاف ضمن الأطر الشرعية القائمة على أدب الحوار، بعيدًا عن التكفير والتناحر.

تقدير لجهود المملكة في دعم التضامن الإسلامي في ختام المؤتمر، تقدم المشاركون بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- على دعمهما المستمر للمبادرات التي تعزز وحدة الأمة الإسلامية، مؤكدين أن المملكة العربية السعودية تواصل دورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز التآخي بين شعوب الأمة.

بهذه المخرجات، يُشكّل مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الإسلامية، وإيجاد أرضية مشتركة لحوار بنّاء يرتكز على الاحترام المتبادل والعمل المشترك، بما يخدم قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز