

ناهد إمام
همس الكلمات
الاحتفال بالمرأة.. وأم الشهيد ومسيرة الفداء!
على مدى الأيام القليلة الماضية، كان الاحتفال بأيام مهمة في حياتنا لا يمكن نسيانها، فهي محفورة في الأذهان، ودائما لا بد من تذكرها.
جاء في مقدمتها يوم الشهيد الذي سيظل خالدا عبر التاريخ، وهو يوم 9 مارس من كل عام، والذي يوافق ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض عام 1969، وهو وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف، وقام الرئيس جمال عبد الناصر بمنحه نجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.
ونتذكر يوم الشهيد، أولا لأنه حق علينا جميعا، لأنهم قدموا دماءهم وأرواحهم على مدى التاريخ لكي يحفظ الله بلادنا من كل سوء ويسودها الأمن والاستقرار، وتركوا متاع الدنيا وراءهم ليذهبوا لساحة المعركة ليحظوا بشرف التلقب بكلمة الشهيد.
ولا جدال أنه فخر لنا جميعا أن نتذكرهم على الدوام وتخصيص يوم لهم، فالشهداء هم رجال ضحوا بأرواحهم لكي يعيش الوطن بعزة وكرامة ولتتذكر فيه الدولة والقوات المسلحة من ضحوا في سبيلها.
ودائما تشهد ذكرى الاحتفالات بذلك اليوم، العديد من الفعاليات المهمة بـ"يوم الشهيد" في مقدمتها وضع أكاليل الزهور على قبر الجندي المجهول، وتنظيم زيارات لأسر الشهداء للعديد من الأماكن السياحية، وإقامة مهرجان رياضي بجهاز الرياضة للقوات المسلحة، وتقديم عروض للموسيقات العسكرية، ولا يمكن نسيان قدامى قادة القوات المسلحة والعمل على تكريمهم، وأيضا المحاربين القدماء، والعمل على تكريم أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية في جميع المحافظات.. وغيرها من الفعاليات التي تعبر عن الفخر بمن قدموا حياتهم فداءا للوطن.
وثانيا، لماذا يعد فى تلك الآونة أن نتذكر ذلك اليوم الهام وهو عيد الشهيد ، لأن ما أحوجنا تلك الأيام أن نعى جيدا ، كيف ندافع عن بلادنا فى ظل التوترات الراهنة التي تحيط بالدولة ، ليكونوا شهداءنا عظة مهمة وقدوة لا بد أن يقتدي بها أبناء البلد باستمرار الدفاع عنها للحفاظ عليها على الدوام من كل خطر يهدد أمانها.
ومن الاحتفالات أيضا التي لا تنسى في ذلك الشهر، هو اليوم العالمي للمرأة، ويٌحتفل به في 8 مارس في مصر والعالم العربي، وبطبيعة الحال كل التقدير لكل امرأة التي تمثل عماد الأسرة وصلاح أبنائها.
ولكن ما شدني هو تزامن ذكرى يوم الشهيد مع الاحتفالات بالمرأة، وهنا لا بد أن نتذكر "أم الشهيد" التي فقدت فلذات الأكباد من أجل الوطن الغالي، وتحلين بالرضاء والصبر، ويعبرن عن فخرهن باستشهاد أبنائهن لأنهم استشهدوا أبطالا ورفعوا راية النصر عاليا، بخلاف دعم كل أم للأبطال لكي يكونوا في صفوف المحاربين دون خوف لتظل البلاد شامخة فوق الجميع.
وتأتي أيضا الاحتفالات بذكرى العاشر من رمضان، وما حققه خير أجناد الأرض من قواتنا المسلحة من بطولات، والقدوة في البسالة والفداء، والشهداء الأبرار من أجل استرداد العزة الوطنية لمصرنا الغالية.
ألستم تتفقون معي، أننا في حاجة ماسة، أن نتذكر شهداءنا وتضحياتهم، للاستمرار في مسيرة الفداء بكل ما هو غال ونفيس دفاعًا عن تراب الوطن، والتضحية من أجله لتحقيق رفعته واستقراره.