
عاجل| الذكرى 1393 لخطبة الوداع: دروس دينية وأخلاقية من آخر كلمات النبي محمد ﷺ

ساره وائل
يوافق اليوم الذكرى الـ1393 لخطبة الوداع التي ألقاها النبي محمد ﷺ في يوم عرفة، الموافق 9 مارس 632 ميلادي، على جبل الرحمة. وفي هذا اليوم، نزلت الآية الكريمة: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا" في 9 من ذي الحجة سنة 10 هجرية.
تضمنت خطبة الوداع العديد من القيم الدينية والأخلاقية الهامة، وسُميت بهذا الاسم لأنها كانت آخر مرة يودع فيها النبي ﷺ الصحابة ويبين لهم أمور دينهم، ويوصيهم بتبليغ هذه الرسالة لمن لم يحضرها.
بدأ النبي ﷺ خطبته قائلاً: "الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أوصيكم بتقوى الله وأحثكم على طاعته، وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد، أيها الناس، اسمعوا مني، فإني لا أدري لعلني لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا. أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، حتى تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها."
وفي ختام خطبته، قال ﷺ: "أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب. إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى. ألا هل بلغت؟" فأجاب الصحابة: "نعم." فقال ﷺ: "اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب. والسلام عليكم ورحمة الله."
القيم الدينية والأخلاقية في خطبة الوداع: دعوة للتوحد والتمسك بالشرع:
من خلال هذه الخطبة الشاملة، أشار النبي محمد ﷺ إلى العديد من القضايا الهامة، مثل حرمة دماء المسلمين وأموالهم، مؤكداً أنه لا يجوز الاعتداء على المسلم إلا بالحق، مما يعكس مبدأ أساسياً في الإسلام، وهو حرمة أي اعتداء على المسلم، سواء كان بالقتل أو الطعن أو الشتم أو الإهانة، أو أي فعل يخالف آداب وتعاليم الإسلام.
كما تناولت الخطبة حرمة الربا، محذراً من خطر التعامل به، وبيّن أن اللعن يصيب كل من يتورط فيه، من آكله، وشاهده، وكاتبه، وكل من له علاقة به، لما له من آثار سلبية على الفرد والمجتمع.
وناقش النبي ﷺ إبطال بعض العادات الجاهلية البشعة، مثل الثأر، ودعا إلى احترام النساء وتوفير حقوقهن، مشدداً على ضرورة قيامهن بما عليهن من واجبات تجاه أزواجهن.
كما دعا المسلمين إلى التمسك في كل زمان ومكان بكتاب الله وسنة نبيه، وأكد على أخوة المسلمين ووحدتهم، محذراً من الاختلاف والتناحر بينهم، ومبينًا أن قيمة الإنسان لا تتحدد بعنصره أو أصله، بل بتقواه وقربه من الله، وأن جميع الناس إخوة، أبناء آدم، وآدم خلق من تراب، لذا لا مجال للعجرفة أو الغرور أو التعصب العنصري.