
عاجل| 106 أعوام على انطلاق المارد المصري ضد الاحتلال.. ثورة 1919

بسنت محمد
انطلقت في مثل هذا اليوم شرارة ثورة 1919 بتنظيم سلسلة من الاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال الانجليزي في مصر عقب الحرب العالمية الأولى.
كانت تلك الاحتجاجات نتيجة لتذمّر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة، بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد المصري.
بدأت أحداث الثورة في صباح يوم الأحد 9 مارس 1919، عندما قام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والإسكندرية والمدن الإقليمية.
وتصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، واستمرت أحداث الثورة واتسعت رقعتها حتى شهر أغسطس، وتجددت مرة أخرى في أكتوبر ونوفمبر.
وعلى الرغم من أن وقائع الثورة السياسية لم تنقطع، فإن نتائجها الحقيقية بدأت تتبلور في عام 1923 بإعلان الدستور المصري والبرلمان.
كان لتأليف الوفد المصري برئاسة سعد زغلول المنوط به السفر إلى مؤتمر باريس للسلام، لمناقشة القضية المصرية بعد انتصار الحلفاء، أثره الكبير كمقدمة اشتعلت من خلالها الثورة.
واعتقلت بريطانيا سعد زغلول وثلاثة من زملائه لتشكيلهم الوفد، ثم نفتهم إلى جزيرة مالطا، مما أدى إلى بداية الاحتجاجات في مارس 1919.
انطلقت تظاهرات في العديد من المدن والأقاليم المصرية، وكانت القاهرة والإسكندرية وطنطا من أكثر تلك المدن اضطرابًا، الأمر الذي دفع السلطات البريطانية إلى الإفراج عن سعد زغلول وزملائه، والسماح لهم بالسفر إلى باريس.
وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر.
أُوفِدت لجنة ملنر، للوقوف على أسباب هذه التظاهرات ووصلت اللجنة في 7 ديسمبر وغادرت في 6 مارس 1920. دعا اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا.
ورفض الوفد المصري المشروع، مما أدى إلى توقف المفاوضات و استؤنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدّمت لجنة ملنر مشروعاً آخر.
انتهى الأمر بعرض الوفد للمشروع على الرأي العام المصري، حيث قابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المعاهدة. فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، دون أن يتم التوصل إلى نتيجة.
دعت بريطانيا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة مرضية مع مصر غير الحماية، فمضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات، ولكنها لم تنجح بعض رفضها لمشروع المعاهدة.
فقام سعد زغلول بنشر نداء إلى المصريين دعاهم فيه إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني، مما أدى إلى اعتقاله هو وزملائه، ونفيهم بعد ذلك إلى جزيرة سيشيل.
وفي نهاية المطاف، حققت الثورة بعض مطالبها، ففي 28 فبراير 1922، ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ عام 1914.
وفي عام 1923، صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات، وتم إلغاء الأحكام العرفية. ورغم هذه الإنجازات، لم تستطع الثورة تحقيق الاستقلال التام، حيث ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر حتى بعد تلك التعديلات السياسية.