
رئيس "دينية الشيوخ": تعليم الوحي وتبليغه يستلزم تعلم العلوم الخادمة له والمنبثقة عنه

سلوي عثمان
قال الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن التراث الإسلامي هو المنتَجُ البشريُّ الناشئُ لخدمةِ الوحيِ المقدسِ (القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ المطهرةِ) أو المنبثقِ منه.
وأضاف عامر خلال كلمته بالليلة الثامنة بملتقى الفكر الإسلامي بساحة مسجد سيدنا الحسين، عقب صلاة التراويح الجمعة،، أن التراث الإسلامي قسمانِ؛ قسمٌ نشأَ لخدمةِ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، كعِلمِ المنطقِ مثَلًا، وعلومِ اللغةِ العربيةِ مَثَلًا من النحوِ، والصرفِ، وعلومِ البلاغةِ الثلاثةِ المعاني والبيانِ والبديع، وكل علم يخدم في فهم الوحيين الشريفين.
وأشار عامر إلى أن هناك علومٌا انبثقتْ مِن الوحيِ المقدَّسِ ذاتِهِ وهي العلومُ التي تُعرّفُ الناسَ بالعقيدةِ، والأحكامِ، والتزكيّةِ والأخلاقِ، فهذهِ علومٌ انبثقتْ من الوحي.
ولفت رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه لا بدَّ مِن بيانِ حقائقَ أدركَها المسلمون الأوائل: أولها: أنَّ الوحيَ الكريمَ مُقدّسٌ محفوظ، ثانيها: أنَّ الوحيَ الكريمَ وحيٌ لكلِّ البشرِ مهْمَا اختلفتْ أحوالُهُم أو أزمانُهُم أو أماكنُهُم، والثالث أنَّ المسلمين حملوا رسالةَ سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ الذي وصفَه اللهُ تعالى بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وقال عن منهجِهِ وطريقتِهِ الرحيمة {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.
ونوه عامر إلى أن سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ حملنا مسؤوليةَ السيرِ بمنهجِهِ الرحيمِ فقالَ ﷺ: «إنما بُعثتُم مُيسرِينَ، ولم تُبعثُوا مُعسّرينَ»، ومِن هذهِ الحقائقِ انطلقَ المسلمون يَضعونَ العلومَ وفْقَ قواعدَ موثّقةٍ ثابتةٍ لا تميلُ مع أهواءِ الأشخاصِ، وقد تتالتِ الأجيالُ على هذه العلوم درسًا وتمحيصًا وبحثًا بحيث صارت تراثًا أجمعت عليه أجيالٌ متعاقبة.
وقال إن التراثُ انطلقَ من مقدَّس، وسار متناغمًا مع هذه القداسة، مراعيًا لها، محافظًا عليها، دائرًا في فلكِها، وإذا كان المسلمون مأمورون بتَعلُّمِ الوحيِ مأمورون بتبليغِه، كما في قولِ اللهِ سبحانه: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} وقولِ سيدِنا رسولِ الله ﷺ: «بَلّغُوا عني ولو آيَةً».
ولفت رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أنه إذا كان واجبًا على المسلمين تَعلّمُ الوحي وتبليغِهِ، فهذا يستلزمُ تَعلّمَ وتعليمَ العلومِ الخادمةِ له، والمنبثقةِ عنه.