عاجل
الأحد 16 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رمضانيات
البنك الاهلي

جامع سادات قريش في بلبيس.. تاريخ طويل ومعالم إسلامية مهمة

أرشيفية
أرشيفية

يعد جامع سادات قريش من أقدم وأهم المعالم الإسلامية في مصر، حيث يقع في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.



 

تأسس المسجد عام 18 هجريًا، ويُعتبر من أقدم الجوامع في مصر، بل يرى بعض المؤرخين أنه أول مسجد بُني في مصر قبل مسجد عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، بل ويُعتقد أنه من أقدم المساجد في أفريقيا بعد مسجد النجاشي في الحبشة.

 

تم بناء هذا المسجد على يد القائد العسكري عمرو بن العاص أثناء الفتح الإسلامي لمصر، وتعد تسميته بـ"سادات قريش" تكريماً لشهداء المسلمين من الصحابة الذين استشهدوا في معركتهم ضد الرومان عند فتحهم مصر، حيث استشهد حوالي 120 جندياً من قبيلة قريش، التي ينتمي إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، ودفنوا في هذا المكان.

 

يرجح بعض المؤرخين أن المسجد هو الأول في مصر أو ثاني أقدم مسجد في قارة أفريقيا، ويستند ذلك إلى تصريحات الباحثة الدكتورة سعاد ماهر والبروفيسور فرانسوا ألبريت المتخصص في التاريخ العربي والإسلامي بجامعة السوربون.

 

فيما يتعلق بالتاريخ الديني، تشير المصادر إلى أن السيدة زينب، ابنة علي بن أبي طالب، قد زارت المسجد بعد حادثة كربلاء، حيث رأت في رؤيا أن رسول الله ﷺ أمرها بنقل آل البيت إلى مصر، فاستقبلها أهل بلبيس بكل احترام، وأقامت في المسجد لمدة شهر كامل.

 

وقد شهد المسجد العديد من أعمال الترميم والصيانة عبر العصور ففي العهد العباسي، أمر الخليفة المأمون بترميم المسجد بعد أن أقام فيه 40 يوماً، وذلك حينما نزل إلى مصر لإعادة النظام بعد الثورة ضد والي العباسي عيسى بن منصور.

 

ومن ثم أطلق على المسجد فترة من الزمن اسم "جامع المأمون" كما شهد المسجد تجديدًا في العهد العثماني على يد أمير مصر أحمد الكاشف الذي أنشأ المئذنة الشهيرة.

 

أما عن التصميم المعماري، فإن المسجد يتميز بمساحة تصل إلى نحو 3000 متر مربع، ويحتوي على ثلاثة صفوف من الأعمدة الرخامية، وهو مقسم إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة.

 

وتوجد تيجان الأعمدة في المسجد بأشكال متنوعة، ما يضفي عليه طابعًا معماريًا فريدًا كما أن المئذنة الخاصة بالمسجد تعد من المعالم المميزة، ورغم تعرضها لعدة تعديات وبناءات حولها، إلا أنها لا تزال تشكل جزءًا من التراث الإسلامي المميز في المنطقة.

 

تجدر الإشارة إلى أن مئذنة جامع سادات قريش مسجلة ضمن الآثار الإسلامية بقرار وزاري رقم 10357 لعام 1951، لكنها تعرضت لأضرار وتدهور، خاصة في السبعينيات، حيث تم فك جزء منها، وقد أُلقي إلى جانب المسجد.

 

يبقى جامع سادات قريش واحدًا من أهم المعالم التاريخية والدينية في مصر، يحمل في جدرانه ذكرى الفتح الإسلامي ويعد شاهداً على تاريخ طويل من الأحداث الإسلامية في مصر والعالم العربي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز