
مسجد السلطان المؤيد شيخ: من سجن إلى تحفة معمارية

ساره وائل
يُعد مسجد السلطان المؤيد شيخ، أو ما يُعرف بالمسجد المؤيدي، واحدًا من أبرز المساجد التاريخية في القاهرة وأحد معالم الفخر في عصر المماليك الجراكسة، يعد هذا المسجد شاهدًا على التحولات التاريخية في مصر، حيث بدأ كأحد أسوأ السجون في العصر المملوكي، ثم تحول بفضل نذر السلطان المؤيد شيخ إلى معلم ديني ومعماري هائل.
تاريخ المسجد وبداية بنائه:
بدأ بناء المسجد في عام 1415م بأمر من السلطان المؤيد شيخ، أحد حكام الدولة المملوكية، الذي كان قد قضى فترة في السجن في المكان الذي اختاره لاحقًا لبناء المسجد، كان الموقع الأصلي للمسجد هو "خزانة شمائل"، وهو سجن سيئ السمعة سُجن فيه المؤيد شيخ لمدة من الزمن لأسباب تباينت آراء المؤرخين حولها. وقد ندر السلطان، أثناء وجوده في السجن، أن يبني مسجدًا على هذا المكان إذا نجا من محنته.
وبالفعل، بعد أن خرج المؤيد شيخ من السجن وتولى الحكم في عام 1412م، بدأ في بناء المسجد في عام 1415م. استغرق بناء المسجد حوالي 6 سنوات، وتم افتتاحه لأول مرة في عام 1421م، ليحول واحدًا من أبشع السجون إلى واحد من أبرز مساجد مصر التاريخية.
المعمار وأهم المعالم:
يتميز مسجد المؤيد شيخ بتصميمه المعماري الرائع، ويتكون المسجد من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة، ويعتبر من أبرز الأمثلة على العمارة المملوكية في ذلك الوقت، وواحدة من أبرز معالم المسجد هي المئذنتين اللتين شيدتا فوق باب زويلة، لتضفي على المسجد طابعًا مميزًا.
ومن المعالم البارزة أيضًا الباب الكبير للمسجد، الذي يتميز بتزويقه الرائع والمرصع بالنحاس، والذي نقله السلطان المؤيد شيخ من مدرسة ومسجد السلطان حسن إلى جامع المؤيد.
الضريح داخل المسجد:
داخل المسجد يقع ضريح السلطان المؤيد شيخ، إلى جانب ضريح ابنه إبراهيم الذي توفي صغيرًا، ويُعد الضريحان من أهم الأماكن التي يُزار في المسجد، حيث يجذب الزوار الذين يرغبون في مشاهدة هذا المعلم التاريخي والروحاني في الوقت نفسه.