عاجل
الأحد 9 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

مسئولة أوروبية لـ"فاينانشيال تايمز": سنحافظ على أهداف المناخ لكننا سنخفف القواعد المفروضة على الشركات

أرشيفية
أرشيفية

جددت مفوضة شؤون المنافسة في الاتحاد الأوروبي تيريزا ريبيرا تعهد الكتلة بالالتزام بأهداف المناخ الرائدة عالميًا، لكنها أضافت أن بروكسل بصدد التخفيف من بعض السياسات الخضراء في محاولة لتعزيز "الصناعات المتدهورة" ببلدان الاتحاد الأوروبي.



 

وقالت ريبيرا، التي تشغل أيضًا منصب نائب رئيسة المفوضية الأوروبية في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية اليوم الأربعاء:" لقد تطور الواقع العالمي، وقد نحتاج إلى التفكير في ضرورة تحديث هذه الأشياء التي كانت موجودة".

 

وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي أطلق في عام 2019 ما يسمى بـ"الصفقة الخضراء"، وهي مجموعة طموحة من السياسات تهدف إلى إزالة الكربون من الاقتصاد، لكنه تعرض منذ ذلك الحين لانتقادات لاذعة من قبل الشركات الأوروبية التي تشكو من ارتفاع أسعار الطاقة والتنظيم المفرط الخانق، في حين تشعر العواصم بالقلق بشأن النمو الاقتصادي المحتضر، إذ أدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأهداف المناخ الأمريكية إلى زيادة الدعوات للكتلة لإعادة التفكير في نهجها بالكامل.

 

وأضافت ريبيرا المسؤولة عن التحول الأخضر والمنافسة: "نحن بحاجة إلى ضمان وجود قصة نمو وازدهار"، مضيفًة أن هذا "خط رفيع يجب أن نوازن فيه بعناية".

 

وأفادت "فاينانشيال تايمز" أن ريبيرا ستوضح في وقت لاحق من اليوم خطة المفوضية الأوروبية لكيفية تحقيق التوازن بين الالتزام بأهداف المناخ وتحسين القدرة التنافسية المتعثرة للقارة في إطار خطة جديدة تسمى "الصفقة الصناعية النظيفة" والتي سوف تكشف عن كيفية تعزيز الطلب على المنتجات المصنوعة في أوروبا بداية من الصلب إلى المواد الكيميائية والسيارات من خلال تبسيط المشتريات العامة والسماح للمصانع الأكثر كثافة في استهلاك الطاقة بالحصول على دعم من بنك الاستثمار الأوروبي عند شرائها للطاقة. 

 

ومن المنتظر أن تقترح المفوضة الأوروبية أيضًا سياسات "الشراء المشترك والمخزونات الاستراتيجية" لـ 17 مادة خام أساسية. 

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن النهج الموازي للخطة الجديدة سيهدف إلى خفض عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة المتضررة من اللوائح البيئية الحالية بشكل كبير وتقليل متطلبات الإبلاغ الخاصة بها وإعطاء الشركات المزيد من الوقت للامتثال للقواعد المنقحة.

وتابعت "فاينانشيال تايمز" أن بروكسل قدرت تكلفة الامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي بنحو 150 مليار يورو سنويًا، وهو المبلغ الذي تريد خفضه بمقدار 37.5 مليار يورو بحلول عام 2029. وقد قلصت بالفعل آثار بعض التشريعات الخضراء، على سبيل المثال تأجيل قانون مثير للجدل لمكافحة إزالة الغابات لمدة عام.

وأقرت ريبيرا، في حديثها، بوجود مطالب تنظيمية متداخلة أو زائدة عن الحاجة أو متناقضة على شركات الاتحاد الأوروبي. لكنها أصرت على أن الدفع من جانب المفوضية لخفض البيروقراطية ليس تفكيكًا متخفيًا للصفقة الخضراء.. وأضافت:" ما نحتاج إلى تجنبه هو استخدام كلمة التبسيط بمعنى إلغاء القيود التنظيمية. أعتقد أن التبسيط قد يكون عادلا للغاية لنرى كيف يمكننا تسهيل الأمور".

ومع ذلك، أعرب المنتقدون عن قلقهم من أن التغييرات المقترحة "تبدو وكأنها تتجاوز التبسيط الذي من شأنه أن يجعل الإبلاغ أسهل، ويبدو أنها تبتعد عن الشفافية، وهو ما يطلبه المستثمرون"، كما قالت هيذر جرابي، زميلة بارزة في مؤسسة بروجل للأبحاث الاقتصادية للصحيفة البريطانية.

وقالت كارين ماكي، رئيسة قسم حلول المنتجات في شركة إكسون موبيل للنفط والغاز، لل "فاينانشال تايمز" أيضًا إن الاستثمارات المستقبلية في أوروبا ستعتمد على الوضوح التنظيمي من بروكسل. وأضافت:" ما نبحث عنه حقًا الآن هو العمل وأن تتخلى بروكسل عن تنظيمها حسن النية وتسمح للصناعة بالابتكار". وتابعت ماكي:" أن القدرة التنافسية هي محور الاهتمام الآن لأنها ببساطة أزمة. نحن نحقق إزالة الكربون في أوروبا من خلال إزالة الصناعة".

وأبرزت الصحيفة أن الأولويات لدى بروكسل تغيرت بشكل كبير في ضوء سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة؛ حيث هدد ترامب بسحب الضمانات الأمنية الأمريكية لأوروبا، وتعهد بخفض القواعد الخضراء الأمريكية وجعل بلاده أكثر جاذبية للمستثمرين. لذلك، أقرت ريبيرا بالتحول الجذري الذي قامت به الولايات المتحدة، بما في ذلك إلغاء ترامب لمئات المليارات من الحوافز الضريبية للتكنولوجيا الخضراء، لكنها قالت إن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل بغض النظر عن ذلك.. وتابعت:" ما زلنا منفتحين على العمل مع شركائنا الأمريكيين إذا أرادوا العمل معنا. لكننا لن نتوقف عما نفعله".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز