
إيمان ممتاز تكتب: كيف نربي أبناءنا ليكونوا غير متنمرين؟

في ظل انتشار ظاهرة التنمر بين الأطفال والمراهقين، أصبح من الضروري على الأهل والمجتمع التدخل لضمان تنشئة جيل أكثر وعيًا وتعاطفًا.
التنمر ليس مجرد سلوك عدواني، بل هو انعكاس لمشكلات نفسية واجتماعية قد يعاني منها الطفل المتنمر نفسه. فكيف يمكننا تربية أطفال لا يكونون متنمرين؟
القدوة الحسنة تبدأ من المنزل
الأطفال يراقبون تصرفات والديهم أكثر مما يستمعون إلى نصائحهم. إذا رأى الطفل أن والديه يعاملان الآخرين باحترام، ويتجنبان السخرية أو التقليل من شأن الآخرين، فسيتبنى نفس النهج في تعامله مع زملائه. لذلك، يجب أن يكون الوالدان نموذجًا إيجابيًا في التواصل واحترام الآخرين.
تنمية مهارات التعاطف لدى الطفل تساعده على تقدير مشاعر الآخرين وعدم إيذائهم. يمكن تحقيق ذلك من خلال مناقشة مواقف حياتية، أو قراءة قصص تبرز أهمية احترام الاختلافات. كما أن تشجيع الطفل على وضع نفسه مكان الآخرين يجعله أكثر حساسية لمشاعرهم، مما يقلل من احتمالية تحوله إلى متنمر.
أحيانًا، يكون التنمر وسيلة غير صحيحة للتعبير عن الغضب أو الإحباط. لذا، من الضروري تعليم الطفل طرقًا بديلة للتعبير عن مشاعره، مثل التحدث بصراحة عن مشكلاته أو اللجوء إلى الأنشطة الإبداعية كالكتابة والرسم للتعبير عن مشاعره السلبية.
الأطفال الذين يشعرون بعدم الأمان أو يعانون من قلة الثقة بالنفس قد يلجؤون إلى التنمر كوسيلة لإثبات ذاتهم.
من هنا، يأتي دور الأهل في تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تشجيعه على الإنجازات الصغيرة، وإشراكه في أنشطة تزود مهاراته الاجتماعية وتجعله يشعر بقيمته.
من المهم مراقبة تصرفات الطفل وسلوكه مع أصدقائه، ولكن دون تقييد. إذا لاحظ الأهل أي تصرفات عدوانية، يجب مناقشتها مع الطفل بهدوء لفهم الأسباب ومعالجتها قبل أن تتحول إلى مشكلة متكررة.
المدرسة تلعب دورًا أساسيًا في تقليل ظاهرة التنمر. يجب على المعلمين والإدارة المدرسية الاهتمام بثقافة الاحترام والتسامح، وتشجيع الطلاب على الإبلاغ عن أي حالات تنمر تحدث داخل المدرسة دون خوف.
الطفل الذي يتمتع بعلاقات صداقة إيجابية يكون أقل عرضة للدخول في سلوكيات عدوانية. تشجيعه على تكوين صداقات قائمة على الاحترام المتبادل يساعد في بناء شخصيته بطريقة إيجابية.
إلى جانب منعه من ممارسة التنمر، يجب أيضًا تعليم الطفل كيفية التعامل مع المواقف التي يكون فيها هو أو أحد أصدقائه ضحية للتنمر. يمكن تعليمه طرقًا لرفض السلوك العدواني بحزم دون اللجوء إلى العنف، وإبلاغ المسؤولين في المدرسة أو الأهل عند الحاجة.
تنشئة طفل غير متنمر مسؤولية مشتركة بين الأهل، المدرسة، والمجتمع بأسره. التربية المبنية على الحب، الاحترام، وتعزيز القيم الأخلاقية هي الحل الأساسي للحد من هذه الظاهرة.