عاجل
الخميس 4 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
اعلان we
البنك الاهلي

محمد دياب يكتب: مقاطعة الاحتلال سلاحنا الفعال

محمد دياب
محمد دياب

لم يعد خافياً على أحد أن الانحياز الأمريكي لإسرائيل ليس مجرد موقف سياسي عابر بل هو التزام استراتيجي متجذر منذ 1948 لم يتغير بتغير الإدارات بل يزداد فجاجة كلما زادت العربدة الصهيونية في أرض فلسطين.



ومع ذلك لا يزال الموقف العربي في أغلبه لا يتجاوز حدود البيانات الجوفاء والاحتجاجات الموسمية وكأن الشعوب العربية لا تزال تنتظر "الفرج" من عواصم القرار التي لم تقدم سوى الصمت أو التواطؤ.

لكن السؤال الأهم ليس عن مواقف الحكومات بل عن الشعوب. نحن أكثر من 400 مليون عربي نمتلك قوة اقتصادية هائلة ومع ذلك ما زلنا نضخ أموالنا في أسواق من يدعمون قتلنا. نستهلك بضائعهم ونرفع قيمة عملاتهم ثم نتساءل: لماذا لا يتغير شيء؟ الحقيقة أننا لسنا مجرد متفرجين بل نحن الممولون غير المباشرين لهذه الكارثة المستمرة.

كم مرة رأيت أحدهم يتحدث عن دعم فلسطين وفي يده مشروب من شركة تدعم الاحتلال؟ كم مرة سمعت خطبة حماسية عن الظلم بينما المطاعم والمتاجر تعج بمنتجات العدو؟ هل أصبحنا مجرد "غثاء كغثاء السيل"؟ المقاطعة ليست مجرد شعار بل فعل مقاومة حقيقي. لو توقف 400 مليون عربي عن شراء المنتجات الداعمة للاحتلال لاهتزت كبرى الشركات العالمية. الاقتصاد هو لغة هذا العصر وإن لم نفهمها فسنظل ندفع ثمن جهلنا مذلةً وانكساراً.

البعض يعتقد أن الخيانة تقتصر على السياسات والاتفاقيات لكن الخيانة لها أشكال أخرى منها أن تستمر في تمويل من يقتلك، أن تستسلم لثقافة الاستهلاك دون وعي او أن تساهم في إضعاف نفسك وتقوية عدوك دون أن تدرك. نحن في مفترق طرق تاريخي إما أن نصحو ونبدأ بتغيير عاداتنا واستهلاكنا أو نستعد لقبول مزيد من الإذلال.

ولا يكفي أيضاً أن تكتفي الجامعة العربية بالتنديد والشجب إذ إن كل هذه الإدانات والاعتراضات لن يكون لها أي تأثير يُذكر طالما بقيت المواقف العربية مجرد عبارات مستنكرة وغاضبة دون أي تحرك فعلي.

القضية اليوم ليست مجرد معركة على قطعة أرض بل معركة وجود لأمة بأسرها. إما أن ننتفض ونكون أو نبقى في غفلة لنموت ببطء. فلنقف جميعاً في وجه من يعيثون فساداً في أرضنا ولنحول غضبنا إلى فعل حقيقي.

قاطعوا وعلموا أجيالكم أن يقاطعوا، دعموا المنتج المحلي وارفضوا كل ما يعزز الاحتلال.

كل خطوة نحو الاستقلال الاقتصادي هي خطوة نحو الحرية وكل يوم يمر ونحن صامتون هو يوم آخر في عيون العدو يزداد فيه حكمه علينا. لن نكون شاهدين على مذابحنا بل فاعلين في تغيير مصيرنا.

اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز