
فى ذكرى رحيلها الـ 50 أم كلثوم نجمـة هـذا العـام

زين إبراهيم
شهد معرض الكتاب الـ56 هذا العام حضورًا جماهيريًا واسعًا هو الأكبر فى تاريخه، خاصة بعد أن تحول مع إجازة نصف العام لفسحة محببة للأسر المصرية والشباب أيضًا، وذلك بعيدًا عن ظواهر المعرض الثقافية الكثيرة، وعلى رأسها ثلاث ظواهر لافتة، أولها: ارتفاع أسعار الكتب بشكل كبير رغم العروض والخصومات، وثانيها ظهور جيل قارئ واع من الشباب صغير السن، وثالثها هو الإقبال على كتب وأغانى أم كلثوم التي انتشرت طوال أيام المعرض.
وفى ذكرى وفاتها الخمسين استطاعت أم كلثوم برغم غيابها الجسدى أن تجدد حضورها وألقها، وذلك عبر إسهامات مجموعة من الكتّاب الذين استغلوا توقيت الذكرى والمعرض معًا، ليقدموا ويؤلفوا كتبًا حظيت بالإقبال والحضور الكثيف، ومن أبرز هذه الكتب، كتاب صاحبة الجلالة أم كلثوم للمؤلف والناقد محمد شوقى والذي كما يقول «أقدم كتابى هذا والذي يحمل رؤية مختلفة لقيمة هذه المرأة العظيمة، كيف تخطت أم كلثوم كونها أهم مطربة عربية لتصبح ظاهرة استثنائية ورمز وطني عربي، وتسكن وجدان الشعوب العربية من جيل إلى جيل حتى بعد وفاتها بخمسين عامًا.. معلومات جديدة لم تُقدم من قبل عن أم كلثوم وصور نادرة توثق هذه الرؤية المختلفة لهذه الأسطورة التي لا تزال على قيد الحياة رغم وفاتها منذ خمسين عامًا» وهناك رواية مجانين أم كلثوم لمؤلفها شريف صالح، وهى كما جاء فى مقدمة الناشر عنها: لا تقدم هذه الرواية فقط توثيقًا لروائع “الست” أم كلثوم، وإنما هى محاولة جديَّة لرسم سرديَّة جديدة لأغنياتها التي باتت فى دماء الشعب العربى بأكمله؛ كجزء من الهويَّة المصرية والعربية، كما نرى فى هذه الرواية جمهور “الست” العريض كجزء أصيل من الحكاية والسرديَّة التي يقدمها لنا الكاتب والصحفى شريف صالح.
أما مؤلف الرواية، فقال إن “الكتابة عن أم كلثوم ظلت فكرة تراودنى لسنوات والغريب إنى اتخذت قرار التخلص من إلحاح الفكرة على فى وقت كانت ظروف أبويا الصحية تسوء، وكنت فى لحظات كتيرة اضطر لأتوقف غصبًا عني، والغريب أيضًا أن آخر مراجعة للرواية مع الناشر كانت قبل رحيل أبويا ب 72 ساعة، لذلك أحسست أننى محتاج أهديها لروحه، لأنه كان يحبها، وبفضل الراديو فى بيتنا وسماع أبويا وأمى للأغانى انتقل لى حبها وأحسست أننى ممكن أقول شىء عن حبى لها”.
ومن الكتب المهمة عن أم كلثوم فى معرض الكتاب هذا العام، كتاب تذكارى بعنوان أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة للكاتب الصحفى الزميل حسن عبدالموجود، والذي يقدم فيه خمسين حكاية مدهشة من حياة أم كلثوم، من الطفولة وحتى صارت تلك الأيقونة العالمية التي نعرفها اليوم، مصحوبةً بصور نادرة تُنشر لأول مرة.
ومن الكتب التي ظهرت فى المعرض هذا العام أيضًا كتاب ذكرياتى الشخصية مع أم كلثوم وعنها لمؤلفه د. فكرى صالح، ومن إعداد يحيى زكريا وهو ليس مجرد كتاب يضم بعض الذكريات.. وإنما هو كما يقول ناشره “قارب سحرى ينقلك إلى زمن سيدة الغناء العربي.. تتعرف على عالمها وملحنيها وشعراء أغانيها وحفلاتها.. تطل على زمن اتسم برفعة الفن وعمق الانتماء للوطن.. وتعيش أحداثًا ينقلها لك مباشرة من عاصرها وكان طرفًا فى بعض منها، وهو د. فكرى صالح»، وهو بالمناسبة مصري كندى، وكان يعرف أم كلثوم معرفة شخصية ويتحاور معها فى منزلها قبل هجرته إلى كندا، أو تليفونيًا أو من خلال خطابات يرسلها إليها وترد عليه بعد هجرته.
وهناك كتاب أبيات وألحان.. أم كلثوم ومن معها من تأليف د.إبراهيم شكري، وهو دليلٌ لكل مُحبى الست، وللمهتمين بفنها، وللباحثين عن فهم أعمق لتاريخ الموسيقى العربية وأسرار إبداعها، وهو رحلة فى وجدان مصرَ وأصالتها، يُقدم للقارئ غير المتخصص شرحًا مُبسطًا للموسيقى والمقامات، مع تحليل لأشهر الأغانى التي تغنت بها كوكب الشرق، ودليلٌ لكل مُحبى الست، وللمهتمين بفنها، وللباحثين عن فهم أعمق لتاريخ الموسيقى العربية وأسرار إبداعها.
وفى المعرض أيضًا كانت تتوافر كتب أخرى عن أم كلثوم، منها كتاب أم كلثوم والأتراك للباحث التركى مراد أوزيلدريم، ومن ترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز، وكتاب مثقفات ومتصوفات للكاتب أيمن الحكيم، وفيه فصل خاص عن علاقة أم كلثوم بالتصوف.
هذا بخلاف صوت أم كلثوم الذي كان يصدح فى أروقة المعرض متجليًا بأشهرأغانى الحب.
الله يرحمك يا ست.