
خبراء طاقة نووية بمعرض الكتاب: محطة الضبعة آمنة 100٪

بوابة روزاليوسف
أكد خبراء الطاقة النووية، أن محطة الضبعة النووية آمنة تماما بنسبة 100 %، وتلتزم بأعلى معايير الأمان والسلامة باعتبارها أحد أهم المشروعات الكبرى لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية، حيث تجمع بين أحدث التقنيات العالمية وأعلى درجات الأمان الذي يأتي على قائمة الأولويات في اختيار التكنولوجيا المستخدمة في المشروع، كما تتميز بأعلى معدلات الأمان وفقا للمعايير التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تضمن عدم التسرب الإشعاعي، بل ستسهم في خفض معدلات تلوث البيئة، عن طريق منع انبعاث ثاني أكسيد الكربون، كما ستكون مصدرا نظيفا لإنتاج الكهرباء دون أي أضرار .
جاء ذلك خلال ندوة "الطاقة النووية بين الاستخدامات السلمية والتقبل المجتمعي، التي عقدت بقاعة المؤسسات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمشاركة عدد من خبراء الطاقة النووية .
وقال الدكتور عبدالحميد عباس الدسوقي نائب رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية للمشروعات والدراسات، خلال الندوة، إن مشروع محطة الضبعة يضم 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور "GEN+ 3 " ، بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، والتي تعد أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا النووية الحديثة، وقد حصلت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على "إذن قبول الموقع" من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في 10 مارس 2019، ويعد هذا الإذن إقرارا بأن الموقع وخصائصه تتوافق مع المتطلبات المصرية، ومتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما ينعكس على ضمان التشغيل الآمن والموثوق للمنشآت النووية، وتقوم حاليا هيئة المحطات النووية باستكمال البنية التحتية وتنفيذ أعمال البناء الشاملة في الموقع .
وأضاف الدسوقي أن مباني محطة الضبعة مؤمنة بنسبة 100 % ضد الزلازل والأعاصير والتسونامي والفيضانات، كما تحتوى المحطة على ما يسمى "مصيدة قلب المفاعل"، أحد العناصر الأساسية في نظام الأمان بمحطة الضبعة النووية، حيث تعكس أعلى معدلات الأمان النووي لضمان التشغيل الآمن والمستمر للمحطة، وهي عبارة عن نظام حماية فريد يتم تركيبه أسفل قاع وعاء المفاعل بهدف تعزيز مستوى الأمان والسلامة في المحطة.
وتابع أن مصر من أوائل الدول في العالم التي تنبهت إلى أهمية استخدام محطات الطاقة النووية في الاستخدامات السلمية وتوليد الكهرباء، خاصة إن الطاقة النووية بدأت في العالم بوجه قبيح عام 1945 خلال الحرب العالمية ولكن مبادرة الطاقة النووية من أجل السلام التي تبناها الرئيس الأمريكي "آيزنهاور" عام 1953 أكدت أنه من الممكن استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية ومنها الصناعة والزراعة والأمراض المستعصية، وهو الطريق الذي سلكته مصر .
وأشار الدسوقي إلى أنه في عام 1955 تم تشكيل "لجنة الطاقة الذرية" برئاسة الرئيس جمال عبد الناصر، لتتولى وضع المحاور الرئيسية للاستخدامات السلمية للطاقة النووية ومنها توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر، وفي يوليو من العام التالى تم توقيع عقد الاتفاق الثنائى بين مصر والاتحاد السوفيتي بشأن التعاون في شؤون الطاقة الذرية وتطبيقاتها، وفي سبتمبر من نفس العام 1956 وقعت مصر عقد المفاعل النووى البحثى الأول مع الاتحاد السوفيتى بقدرة 2 ميجاوات أطلق عليه اسم مفاعل أنشاص .
واستكمل الدسوقي قائلا : إن عام 1957 شهد إنشاء هيئة الطاقة الذرية المصرية، وهي الهيئة الأم وأنشئت للاستخدام السلمي، وأن أول محاولة مصرية في استخدام الطاقة النووية لتحلية مياه البحر كانت خلال عام 1964، حيث تم الشروع في إنشاء مفاعل صغير لتحلية 20 الف متر مكعب يوميا ، ولكن المحاولة لم يكتب لها النجاح، لافتا إلى أن الطاقة النووية لها استخدامات عديدة بخلاف توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر، ففي مجال الطب على سبيل المثال تستخدم بشكل موسع وخاصة في معالجة الأمراض السرطانية بالأشعاعات النووية ، كما تستخدم في الصناعة من خلال المصادر المشعة في شركات البترول والغاز الطبيعي، فيما تستخدم في الزراعة من خلال المصادر المشعة للقضاء على آفات التقاوي .
وأوضح أن مصر بذلت محاولات عديدة لإنشاء المحطات النووية للاستخدامات السلمية ولم يكتب لها النجاح لأسباب خارجة عن إرادتنا ، حتى جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي وأعاد إحياء الحلم النووي المصري من خلال محطة الضبعة النووية ، مضيفا أن تنفيذ مشروع محطة الضبعة يمثل تتويجا لسنوات عديدة من الجهود المصرية لإدخال الطاقة النووية إلى مصر، حيث تعود خطط إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية إلى أواخر السبعينيات، عندما بدأت إجراءات اختيار الموقع.
وأكد أن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية يعد عنصرا مهما في استراتيجية التنمية المستدامة في مصر، وتحقيق رؤية مصر 2030، ويؤدي إلى تحقيق فوائد عديدة لمصر، منها التنوع في مصادر الطاقة للدولة، وإنتاج وتوليد طاقة عالية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء بطريقة موثوقة اعتمادية ومستدامة وبأسعار مخفضة ، ويعتبر أساسا لتنمية اقتصادية مستقرة، والحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة مثل النفط والغاز الطبيعي واستخدامها بشكل رشيد، فضلا عن أنه مصدر طاقة نظيف خالي من انبعاثات الكربون، ويلعب دورا بارزا في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال إن إنشاء المحطات النووية لم يعد رفاهية كما يتصور البعض ، بعدما انتبه العالم إلى مدى خطورة الملوثات البيئية بسبب استخدامات الغاز والبترول والمحروقات في توليد الكهرباء، ولذلك تزايدت المناشدات العالمية بالوصول إلى "زيرو كربون"، وهو ما تسعى مصر للالتزام به ، بحيث لا تعتمد على مصدر وحيد للحرارة لإنتاج الكهرباء، مثل الغاز الطبيعي أو البترول أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، بل لجأت أيضا إلى الطاقة النووية التي يتميز بالاستمرارية وتعمل طوال 24 ساعة دون انقطاع ولذلك تسمى "طاقة حمل أساسي" بخلاف الطاقة الشمسية التي تعمل فقط لمدة ثماني ساعات، أو طاقة الرياح وهي طاقة عشوائية .
من جانبه، قال مراد أصلانوف المدير الإقليمي لشركة "روس أتوم" الروسية بالقاهرة ، وهي الرائدة في التكنولوجيا النووية، إن الشركة تعتز بالشراكة والتعاون مع مصر في مجال التكنولوجيا النووية ، مضيفا أن الشركة تعمل في 60 دولة حول العالم، غير أنها تولي أهمية خاصة للتعاون مصر .
وأكد محطة الضبعة النووية تلتزم بأعلى معدلات الأمان ، وأنها ستضع مصر في مكانة ريادية في مجال التكنولوجيا النووية ، وتابع :" محطة الطاقة النووية في الضبعة يعتبر أكبر مشروع لمحطة طاقة النووية وأكثرها تقدما في القارة الأفريقية".