عاجل
الإثنين 24 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المهندس أمجد المناوي يكتب: التعليم عن بُعد: بين التطور التعليمي وتحديات التفاعل البشري

أصبح التعليم عن بُعد واحدًا من أبرز التوجهات الحديثة في مجال التعليم، خاصة بعد جائحة كورونا التي فرضت تبنّيه كبديل للتعليم التقليدي؛ وقد أثار هذا التحول نقاشًا واسعًا بين مؤيد يرى فيه نقلة نوعية تُحسّن من إمكانية الوصول إلى المعرفة، ومعارض يخشى تأثيره السلبي على جودة التفاعل البشري في العملية التعليمية؛ فهل يمثل التعليم عن بُعد مستقبلًا واعدًا للتعليم، أم أنه يهدد ركائزه الأساسية؟



وجهة النظر المؤيدة: مرونة وفرص تعليمية أوسع

يرى أنصار التعليم عن بُعد أنه يمثل تطورًا إيجابيًا يعزز من فرص الوصول إلى التعليم، حيث يتيح للطلاب متابعة دروسهم من أي مكان وفي أي وقت، مما يوفر لهم مرونة في تنظيم وقتهم وفقًا لظروفهم الشخصية؛ كما يسهم في توظيف التكنولوجيا الحديثة لتعزيز تجربة التعلم، من خلال استخدام الفيديوهات التوضيحية، والمحتوى الرقمي، والأدوات التفاعلية التي تسهم في زيادة الاستيعاب والفهم.

إضافةً إلى ذلك، يُعد التعليم عن بُعد حلًا مثاليًا لتوفير التعليم في المناطق النائية، أو لأولئك الذين يواجهون صعوبات صحية أو اجتماعية تمنعهم من الالتحاق بالمدارس التقليدية؛ كما أنه يفتح آفاقًا جديدة أمام التعلم الذاتي، ويُمكّن الأفراد من تطوير مهاراتهم بمعدل يتناسب مع قدراتهم الشخصية.

وجهة النظر المعارضة: غياب التفاعل وضعف التكافؤ التعليمي

على الجانب الآخر، يرى المعارضون أن التعليم عن بُعد يفتقر إلى التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم، وهو عنصر أساسي في بناء علاقات تعليمية قوية وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي؛ كما أن البيئة الرقمية قد تجعل من الصعب على المعلمين مراقبة أداء الطلاب وفهم احتياجاتهم بشكل دقيق.

إلى جانب ذلك، يُخشى أن يزيد التعليم عن بُعد من الفجوة الرقمية بين الطلاب، حيث أن الذين لا يمتلكون اتصالًا جيدًا بالإنترنت أو أجهزة إلكترونية حديثة قد يجدون صعوبة في الاستفادة منه، مما يؤدي إلى تفاقم الفوارق التعليمية بين مختلف الفئات الاجتماعية؛ كما أن التعلم عبر الإنترنت قد يسبب تشتت الانتباه لدى بعض الطلاب، مما قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي مقارنةً ببيئة الصفوف التقليدية.

خلاصة القول.. من الواضح أن التعليم عن بُعد يحمل مزايا وتحديات في آنٍ واحد، مما يجعله خيارًا قابلًا للتطوير وليس بديلًا كاملًا للتعليم التقليدي؛ الحل الأمثل قد يكون في نموذج تعليمي يجمع بين مزايا التعليم الإلكتروني والتعليم الحضوري، بحيث يتم تحقيق التوازن بين المرونة التكنولوجية وأهمية التفاعل البشري؛ ومن هنا، يبقى نجاح هذا التوجه مرهونًا بكيفية تطبيقه وتكييفه مع احتياجات الطلاب والمعلمين على حدٍ سواء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز