عاجل
الأحد 2 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
د. هنو وكنز عبدالوهاب

د. هنو وكنز عبدالوهاب

عَدد محدود جدًا من المبدعين يصنعون الزمن ويحمل الزمن أسماءهم، وهكذا موسيقيًا وغنائيًا بعد سيد درويش، نستطيع أن نضع عبدالوهاب فى الصدارة، باعتباره هو العنوان، ظل مسيطرًا على  المشهد حتى آخر نَفَس، كانت  ذائقة عبدالوهاب هى «الترمومتر» الذي يقاس به الإبداع فى عالمنا العربى.



لو حاولنا أن نعثر على فلسفة عبدالوهاب فى الحياة والفن،  نجدها  فى تلك العبارة «فنّى ثم فنّى ثم فنّى ثم أسرتى» .

وضع موسيقار الأجيال الكثير من المحاذير فى علاقته بالسلطة السياسية، منذ أن بدأ المشوار فى عهد الملك فؤاد ثم الملك فاروق مرورًا بعبدالناصر والسادات ومبارك، فهو يحرص دائمًا على رضاء رأس  الدولة.  غنّى للملك وعبدالناصر وكان على علاقة وطيدة بأنور السادات ومبارك ونال فى عهودهم أرفع الأوسمة.

لم تكن دائرة عبدالوهاب  قاصرة فقط على الرجل الأول؛ بل كان حريصًا على علاقات طيبة مع  كل من امتلك سلطة.

وفى مطلع  الستينيات، كان هناك اسم يتردّد بقوة، إنه الفريق شمس بدران الرجل الثانى مباشرة  فى القوات المسلحة بعد المشير عبدالحكيم عامر،  شغل منصب (وزير الحربية)- الدفاع الآن، كانت لدى شمس اهتمامات موسيقية، رحل قبل نحو أربعة أعوام فى عاصمة الضباب لندن تاركًا كنزًا موسيقيًا.

لغز كبير هذا الضابط الكبير، الذي حاول أن يتعلم أيضًا العزف على العود على يد ضابط سابق وهو الملحن المعروف  الراحل خالد الأمير، وهكذا أقام استوديو صغيرًا فى منزله، وسجل نحو 40 لحنًا لعبدالوهاب، وقال عبدالوهاب إنه كان  يتلقى دعوة من شمس بدران للذهاب إلى بيته لتسجيل عدد من ألحانه، ولا يملك حيالها سوى الإذعان.

  ألحان عبدالوهاب أدبيًا هى ذخيرة عربية، لنا فيها جميعًا حق الانتفاع، كل متذوق للفن الجميل عليه المطالبة بعودة أغنيات عبدالوهاب من منفاها فى لندن إلى الوطن العربى؛ ليتم تداولها لجميع عشاقه (وهم كُثر).

هذا الكنز النادر أبدعه الموسيقار الكبير فى النصف الأول من الستينيات، وهى المرحلة التي كان فيها صوته فى ذروة اكتماله وعنفوانه،  وكان أيضًا شمس بدران فى عز جبروته؛ حيث كان عبدالوهاب يذهب إلى منزل شمس؛ ليسجل ألحانًا لقصائد وأغنيات من شعر بشارة الخورى وكامل الشناوى  ومحمود حسن إسماعيل وغيرهم؛ بل إن حلمه باستكمال أوبريت (مجنون ليلى) لأمير الشعراء أحمد شوقى قد حقق جزءًا منه، شمس بدران طوال تلك السنوات لم يتعاقد على صفقات تجارية يبيع بمقتضاها لأى شركة هذه الألحان، وهو ما حرص عليه الورثة، وهكذا تظل هذه الألحان بصوت عبدالوهاب دُرُرًا مكنونة.

لم يُشِر عبدالوهاب أبدًا فى حياته من قريب أو بعيد لتلك الألحان، إلا فقط مرة واحدة  وعلى استحياء، وفى حوار له مع الشاعر فاروق جويدة، طلب منه أن ينشره بعد رحيله، وهو ما التزم به الشاعر الكبير، هل يحاول  وزير الثقافة دكتور هنو، بما يمثله  قوة أدبية أن يتواصل مع ورثة شمس بدران لاستعادة هذا التراث؟!.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز