عاجل
الأربعاء 12 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

المشاركون بندوة "شرق أوسط متغير": جميع التغيرات في المنطقة تمس المصالح المصرية بشكل أو بآخر

نظم المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على هامش مشاركته في النسخة 56  لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "شرق أوسط متغير.. نحو استراتيجية مصرية جديدة".



 

جاء ذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي  وزير الشباب والرياضة، واللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز، والدكتور محمد مجاهد الزيات عضو الهيئة الاستشارية بالمركز، والدكتور حسن أبو طالب عضو الهيئة الاستشارية بالمركز، والدكتور جمال عبد الجواد مدير برنامج السياسات العامة وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز.

مصر لديها موقف ثابت وواضح إزاء القضية الفلسطينية

وفى كلمته قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ان القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي مصري، وكل من ينتقص من الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية فكأنما ينكر وجود الشمس، فمصر لم تغب عن القضية الفلسطينية منذ عام ١٩٤٨.

وأكد الدويري ، ان مصر محاطة بمناطق مشتعلة تؤثر على الأمن القومي، ورغم ذلك فإن مصر هي أكبر وأهم دولة تفاعلت مع القضية الفلسطينية أكثر من أي دولة في العالم، لافتا ان مصر لديها علاقات قوية مع السلطة الفلسطينية، وكذلك مع جميع الفصائل الفلسطينية، ولم تتعامل مع القضية الفلسطينية من أجل تحقيق أي مصالح شخصية.

 

واشار الى ان مصر تعاملت مع القضية الفلسطينية عبر عدة محطات، فمصر كانت التي قامت بتدريب جميع اجهزة الأمن الفلسطينية عقب اتفاقات أوسلو، كما شاركت في جميع المفاوضات التي تناولت القضية الفلسطينية منذ ذلك الحين، مشيرا الى ان مصر تحركت في جميع الحروب الإسرائيلية على غزة من أجل تحقيق مصالحة فلسطينية إسرائيلية، وأثارت التحركات المصرية إعجاب الغرب كون بعضها كان يأتي بالتزامن مع أحداث سياسية تعيشها مصر منذ ٢٠١١.

ولفت الدويري الى انه  منذ السابع من أكتوبر، تحركت مصر بشكل عاجل تجاه القضية الفلسطينية عبر الاتصالات والمؤتمرات والتأكيد على الثوابت المصرية والتشديد على رفض تصفية القضية الفلسطينية.

أكد نائب مديرالمركز المصري للفكر، ان مصر لديها موقف ثابت وواضح إزاء القضية الفلسطينية وردا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي صرح بنقل أهل القطاع لمصر أو الأردن، وهذا الموقف يصر على رفض التهجير للشعب الفلسطيني ورفض تصفية القضية، مؤكدا ان الهدنة الحالية في غزة هي مقترحات مصرية بالأساس، والرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع تطورات المشهد الفلسطيني على مدار الساعة.

 

واشار الى ان مصر تعيش أصعب مرحلة تمر بها من عقود فيما يتعلق بالإقليم، فالمنطقة من حولنا مشتعلة وعلينا الاستعداد لجميع الأزمات، مشيرا الى ان المفتاح الرئيسي أمام الدولة المصرية للتعامل مع الأزمات هي الجبهة الداخلية، فتماسك هذه الجبهة قادر على مجابهة كافة التحديات.

 

تقوية الجبهة الداخلية البوصلة المحركة لقدرة مصر على مواجهة التحديات

 

فيما أشاد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بالدور التطويري للدولة المصرية الذي ينعكس من الصرح الذي نحن فيه اليوم، فمعرض القاهرة الدولي للكتاب هو أحد المنتجات الإبداعية للجمهورية الجديدة، لافتا الى ان تواجد الشباب لحضور مثل هذه الندوات يعكس تماسك الدولة المصرية ويؤكد على أن شبابها في المقدمة دوماً.

 

وقال وزير الشباب، ان مصر حققت منذ عام 2014 أولويات مع قيادة سياسية واعية ومدركة لحجم التحديات التي تحيط بالدولة المصرية، مشيرا الى ان أولويات الدولة المصرية واضحة جداً، ويأتي في مقدمتها "السلام وعدم الاعتداء"، بجانب التنمية وبناء بنية أساسية تليق بالمواطن المصري.

وأكد صبحي، ان الاهتمام بتقوية الجبهة الداخلية هي البوصلة المحركة لقدرة مصر على مواجهة التحديات والأزمات الراهنة، موضحا ان التطورات الإقليمية فرضت على مصر أن تكون هي حائط الصد الوحيد في مواجهة ما يعصف بالمنطقة.

 

وأكد وزير الشباب، ان موقف الدولة المصرية واضح من القضية الفلسطينية، وهو موقف يحرص على مصلحة الشعب الفلسطيني ويحرص على بقاء القضية وعدم تصفيتها.

 

 

المنطقة تشهد تحولات غير مسبوقة

 

وقال الدكتور صبحي عسيلة رئيس وحدة الرأي العام بالمركز والذي ادار الندوة ، ان الشرق الأوسط يمر ومصر في القلب منه بمرحلة صعبة؛ فالمنطقة تشهد حاليًا تحولات غير مسبوقة في تسارعها واجتماعها في توقيت واحد، فما يلبث أن تنتهي من أزمة حتى تنغرس في أزمة جديدة.

 

هناك اتجاه يعد الأخطر يهدد المنطقة

 

وبدروة قال الدكتور جمال عبد الجواد، مدير برنامج السياسات العامة وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز، ان استخدام عنوان الشرق الأوسط قبل 15 عام كان أمر مستهجن، فكانت الصفة المميزة لهذا الإقليم حينها هي "العروبة"، متابعا ان  الشرق الأوسط هو أحد أنماط الاختلاط وتلاشي الحدود بين المنطقة العربية والشرق أوسطية.

 

واضاف عبدالجواد، ان الوضع الراهن فرض ضغوط على الدول الرئيسية بالمنطقة، ومنها مصر، باعتبارها دول تحاول الحفاظ على العروبة في ظل مشاريع شرق أوسطية، مضيفا ان الدولة الوطنية تتعرض إلى مستوى قوي من الضغوط تهدد بقائها واستقرارها، فهناك بعض الدول انهارت أمام هذه الضغوط والبعض دخل في صراعات ممتدة، ولم ينجو من الدول إلا القليل.

 

واوضح عبد الجواد، الى ان الدولة الوطنية تتعرض لنوعين رئيسيين من الضغوط، وهما: ضغوط من الأسفل من خلال مطالب نوعية وعرقية، أو ضغوط فوق مستوى الدولة، موضحا ان المنطقة تعاني من زيادة دور الفاعلين من غير الدولة، فالمنطقة تعاني من تصاعد دور الجماعات والمليشيات وخاصة الفاعلين المسلحين، والتي أصبحت بدورها تهدد استقرار الدولة بل والمنطقة أجمع.

 

واشار الى ان هناك اتجاه يعد الأخطر يهدد المنطقة الآن، من خلال كسر المحرمات والمسلمات كتهديد الحدود بين الدول وإعادة رسم الخرائط السياسية، مشيرا الى ان كل هذه التغيرات العنيفة التي تمر بالمنطقة مدفوعة بقوتي دفع رئيستين وهما: الصراع العربي الإسرائيلي، وضعف الدولة الوطنية.

 

مصر هي الداعم الأول لاستقرار سوريا والمنطقة

 

وقال اللواء محمد مجاهد الزيات، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، انه لا يمكن الحديث عن ما جرى في سوريا بمعزل عن ما حدث في لبنان وقطاع غزة، مشيرا الى ان ما جرى بسوريا ليس نجاح لجماعة مسلحة لكنه سقوط لنظام استعصى على السقوط لأعوام.

 

واشار الى ان، الظروف الراهنة بسقوط وانسحاب الجيش السوري، وانسحاب روسيا، وتصاعد تدخل أطراف فاعلة كانت الأسباب الفاعلة في سقوط النظام السوري، لافتا الى ان يحكم سوريا الآن أحمد الشرع، الذي كانت بدايته مع أبو مصعب الزرقاوي في بلاد الرافدين، ثم انضم إلى داعش، إلا إنه انسحب من التنظيم، لينضم للقاعدة، ثم أعلن تركيزه على الجماعات السورية.

 

ولفت الزيات، الى ان هناك تغير واضح بآراء وتوجهات أحمد الشرع على خلفية التدريب الذي تلقاه، متابعا : الداخل السوري سيواجه أزمة في دمج وتحقيق التحالف بين التنظيمات والفصائل الموجودة الآن، والتي يزيد عددها عن 10 تنظيمات، وذلك نظرًا لاختلاف وتناقض أيديولوجياتها وثوابتها.

 

وأكد الزيات ، ان مصر تعاملت مع متغيرات الشرق الأوسط، بما يتوافق على مقتضيات الأمن الوطني، مؤكدا انومصر آثرت التريث في التعاون مع الحكومة الجديدة، لكن في النهاية مصر هي الداعم الأول لاستقرار سوريا والمنطقة.

 

البحر الأحمر جزء أساسي من الأمن القومي المصري.

 

 

وفى ذات السياق اكد الدكتور حسن أبو طالب، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ان مصر قطب أساسي في الشرق الأوسط، وجميع التغيرات في المنطقة لا شك أنها تمس المصالح المصرية بشكل أو بآخر.

واضاف ابوطالب، ان الأمن في البحر الأحمر من الأمور التي تضغط حالياً على الدولة المصرية، إذ تنظر مصر إلى البحر الأحمر كجزء أساسي من الأمن القومي المصري.

ولفت الى اننا نعيش الآن في مرحلة جديدة تحت عنوان أمن البحر الاحمر، وكان الباعث الأساسي لها هو تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي بالتبعية أثرت على قناة السويس بانخفاض الحصيلة السنوية التي كانت تحصل عليها من عمليات العبور الدولية.

واوضح ابوطالب، ان البحر الأحمر بالنسبة لمصر حاليا يتمحور حول إبعاد كافة التغيرات والتهديدات التي تؤثر سلباً على حركة الملاحة الدولية، وإبعاد أي تهديدات يمكن أن تؤثر على أمن دول المنطقة.

وتابع:  لدينا موقف مصري واضح وصريح بأن أمن البحر الأحمر هو أمن الدول المشاطئة له، ولدينا تنسيق وتعاون إقليمي مع تلك الدول ومع القوى المعنية التي تريد الحفاظ على بعض المصالح في المنطقة.

 

وأكد ابوطالب، ان مصر حريصة أن تتفاعل مع هذا التهديد من خلال عدة مستويات، عسكرياً من خلال تأمين الشواطئ المصرية، وسياساً من خلال التعاون مع الدول المشاطئة، وأخيراً حماية قناة السويس وإتاحة خدماتها بحيث تكون ممرا صالحا ودائما للملاحة الدولية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز