![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
يا حواء..
دينا توفيق تكتب: فى مثل هذا اليوم ولد ابنك!
![دينا توفيق](/UserFiles/News/2025/01/27/1266668.jpg?250127170211)
استيقظت "حواء" من النوم ثم ابتسمت ابتسامة واسعة، فاليوم هو عيد ميلاد ابنها... مرت السنوات سريعا حتى صار شابا صغيرا يفوقها فى الطول... مر أمامها شريط الذكريات منذ لحظات الطفولة وهو يحبو ثم مرحلة الحضانة ثم المدرسة والمشكلات التي كانت تشتعل بسبب المذاكرة... ثم تنتهى بمجرد سماع الكلمات السحرية "بحبك يا ماما".
أيام طويلة من التعب و"المناهدة" والقلق عندما يتأخر فى الخروج ليلا... والفرحة التي غمرتها عند التخرج من المدرسة... انه يا "حواء" قطعة من قلبك تتحرك أمامك... سيظل فى عينيك مهما كبر طفلا صغيرا... وستظل "الحنية" هى أجمل صفاته التي ورثها عنك... فبالرغم من قسوة الحياة، الا أن ايمانك بمقولة الامام الشافعى: أحيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف... كانت حافزا، مما جعلك تزرعين فيه تلك الصفة... فالحنية لا تنتقص من الرجولة شيئا بل أنها اضافة رائعة للرجل... أما المهم، كان ادراكه أن قوة الشخصية لا تعنى السيطرة على المرأة ليبرز رجولته بل تكون من الاهتمام بها والمحافظة عليها... بالاضافة الى أن الرجولة تكمن فى القدرة على توفير احساس الأمان للمرأة والأسرة..
قامت "حواء" بتعليم ابنها، الحب وألا يكسر خاطر أو قلب انسان... لذا تقوم فى كل صلاة، بالتضرع الى الله حتى يحفظ قلبه ولسانه... فسلامة القلب دائما ما تنجى صاحبها...
كما حرصت على تحذيره من القسوة حتى لا يكون سببا فى جرح أو تعاسة الآخرين... فقتلى المشاعر والكلمات قد يستمرون فى الحياة ولكنهم ليسوا أحياء... فملامح الوجوه ما هى ألا خطوط لجروح ولطمات قاسية من أياد قد تكون من أقرب الأشخاص...
لذا لابد اذا أخطأ، أن يعترف بالخطأ، ويتطلب هذا الأمر قدر من الشجاعة والقوة... هذا ما تتمنى "حواء" أن تراه يوما فى ابنها عندما يصبح رجلا... أن يكون قويا فى الحق، كريما ولا يقتصر الأمر على الكرم المادى فقط بل كريما فى مشاعره وعواطفه لأن الرجل الشهم يجب أن يكون كريما على من يحبهم.. ان يوم ميلاد ابنك يا عزيزتى ليس كأى يوم، انه اليوم الذي أشرقت فيه حياتك بوجوده... احتضنته "حواء" ثم قالت بعينيها دون أن تنطق: كل عام وأنت أقرب الى قلبى وأحن على من الجميع..