رئيس "كوب 30": انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس سيكون له "تأثير كبير"
وكالات
قال الدبلوماسي البرازيلي أندريه كوريا دو لاجو، الرئيس القادم لمؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /كوب 30/، المقرر عقده في مدينة بيليم البرازيلية، إن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية في عهد الرئيس دونالد ترامب سيكون له "تأثير كبير" على الجهود المبذولة للحد من الاحتباس الحراري العالمي.
وأوضح كوريا دو لاجو- في مقابلة مع صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية- أن خروج الولايات المتحدة قد يسمح أيضا لدول مثل الصين والهند والبرازيل بالاضطلاع بدور أكبر في أهم محادثات المناخ في العالم.
وأشار إلى أن تحول الولايات المتحدة "سيجعل من الصعب للغاية" الحد من الاحتباس الحراري العالمي، وسيكون له "تأثير هائل على الجهود المبذولة للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية". ومع ذلك، يمكن للدول النامية أن تتدخل لسد الفجوة. وأضاف: "لقد بذلت دول الجنوب العالمي جهودا هائلة في دولها لاحتواء تغير المناخ"، واستشهد بالصين التي تتقدم باستمرار لتحقيق أهدافها، فعلى سبيل المثال، ستبيع الصين هذا العام عددا أكبر من السيارات الكهربائية مقارنة بسيارات الاحتراق الداخلي.
وتعليقا على الأنباء التي ترددت بشأن تفكير الرئيس الأرجنتيني الليبرالي خافيير ميلي أيضا في الخروج من اتفاقية باريس، قال كوريا دو لاجو للصحيفة إن الأرجنتين، على الرغم من حريتها في اتخاذ قراراتها الخاصة، قد تعرض مشاركتها في اتفاقية التجارة المتفق عليها حديثا بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركوسور من دول أمريكا الجنوبية للخطر.
وأضاف: "عليك أن تتذكر أنه لكي تتمكن من الاستفادة من اتفاقية الاتحاد الأوروبي وميركوسور، يجب أن تكون عضوا في اتفاقية باريس".
ويواجه الدبلوماسي البرازيلي المخضرم البالغ من العمر 65 عاما، والذي عمل سفيرا لدى اليابان والهند بالإضافة إلى كونه المفاوض الرئيسي للمناخ في البرازيل، مهمة إيجاد طرق لسد فجوة تريليون دولار في تمويل تغير المناخ قبل مؤتمر الأطراف الثلاثين الذي سيعقد في بيليم نوفمبر المقبل.
وقال كوريا دو لاجو: "من المهم للغاية أن نفكر خارج نطاق التفكير التقليدي بشأن تمويل المناخ"، مستشهدا بتقارير وزير الخزانة الأمريكي السابق لاري سامرز والخبير الاقتصادي الهندي إن كيه سينج حول دور البنوك متعددة الأطراف ومجموعة خبراء مجموعة العشرين بشأن "النمو الأخضر". وأكد: "علينا أن نجعل الاستثمار السائد لصالح تمويل المناخ".
وأشار كوريا دو لاجو إلى أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا كان واضحا بشأن الحاجة إلى "انتقال عادل" بعيدا عن الوقود الأحفوري الذي لن يزيد من الفقر أو يضر بمستويات المعيشة في دولة لا يزال كثيرون يعيشون فيها تحت خط الفقر.
وأكد أن "أحد الأشياء التي يمكننا القيام بها استعدادا لمؤتمر الأطراف الثلاثين هو استعادة الثقة في إمكانية مكافحة تغير المناخ بطريقة عقلانية"