عاجل| صقور أمريكا بلا حماية.. بولتون وبومبيو مطالبان لإيران

أكدت مصادر أمريكية أن الدكتور أنتوني فاوتشي، خبير الأمراض المعدية الذي نصح الرئيس دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى أثناء جائحة كوفيد-19، هو أحدث مساعد سابق يفقد الحماية الحكومية.

 

لماذا هذا مهم؟

 

يعكس الإنهاء المفاجئ لوحدة الأمن الفيدرالية لفوشي نمطًا شوهد مع مسؤولين سابقين رفيعي المستوى آخرين، مثل مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ومساعده الرئيسي برايان هوك. 

تأتي هذه القرارات على الرغم من التهديدات المستمرة المرتبطة بأدوارهم في إدارة ترامب.

 

وعندما سُئل عن هذه الخطوة، قال الرئيس ترامب: "لقد حققوا جميعًا الكثير من المال، ويمكنهم أيضًا توظيف أمنهم الخاص".

في السابق، تم تمديد حماية بولتون وهوك وبومبيو من قبل إدارة بايدن بسبب التهديدات ضدهم من إيران. وبالمثل، تم تمديد حماية فاوتشي من قبل الرئيس جو بايدن، بسبب التهديدات المحلية التي تلقاها أثناء الوباء.

وفي أحد أفعاله الأخيرة كرئيس، أصدر بايدن عفواً استباقياً شاملاً عن فاوتشي، مما يحميه من التدقيق القانوني المحتمل.

 

ما الذي يجب أن تعرفه؟

 

بعد أقل من 24 ساعة من عودته إلى منصبه، أمر ترامب بإلغاء التصاريح الأمنية لعشرات المسؤولين الاستخباراتيين السابقين، قائلًا إنهم انحازوا إلى بايدن في انتخابات 2020 أو انقلبوا ضده.

 

وقالت مصادر لشبكة CNN إن فاوتشي، الذي تلقى تهديدات بالقتل أثناء الوباء، أُبلغ بالقرار يوم الخميس الماضي، وقد قام منذ ذلك الحين بترتيب أمن خاص.

وفي حديثه في ولاية كارولينا الشمالية، رفض ترامب المخاوف بشأن المخاطر الأمنية التي قد تشكلها هذه القرارات. وقال: "لا يمكنك أن تحتفظ بفريق أمني لبقية حياتك لأنك عملت في الحكومة".

خلال الأيام الأولى للجائحة، لعب فاوتشي دورًا محوريًا في الخطة الأمريكية لمواجهة الفيروس،  واصطدم كثيرًا مع ترامب بشأن استراتيجيات الصحة العامة غير المثبتة. 

وفي وقت لاحق، أصبح المستشار الطبي الرئيسي لبايدن، وظل في منصبه حتى تقاعده في عام 2022.

وعلى الرغم من تركه الخدمة العامة، لا يزال فاوتشي يواجه عداءً من الجمهوريين والجماعات المحافظة، الذين يلومونه على فرض ارتداء الأقنعة وغيرها من التدابير التي يزعمون أنها تنتهك الحريات الشخصية وثبت عدم فعاليتها.

في حين أن التهديدات ضد فاوتشي محلية إلى حد كبير، فإن بولتون وبومبيو وهوك يواجهون مخاطر مرتبطة بالتوترات الدولية.

جون بولتون

أكد جون بولتون، أحد صقور الأمن القومي المتشددين والذي لعب دورا محوريا في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية خلال فترة ولاية ترامب الأولى، في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الحماية التي توفرها له الخدمة السرية قد ألغيت، على الرغم من التهديدات المستمرة من إيران.

 

وقال بولتون لمجلة نيوزويك يوزويك: "أشعر بخيبة أمل ولكنني لست مندهشا من قرار الرئيس ترامب بإنهاء حمايتي. 

 

وعلى الرغم من أنني انتقدت سياسات الأمن القومي للرئيس بايدن، فقد مدد حمايتي في عام 2021 بسبب التهديدات ضدي الجدية.

 

وقع خلاف لين بولتون وترامب في عام 2019، بعد عامين فقط من تعيين بولتون.

 وبعد إقالته، نشر بولتون مذكرات ينتقد فيها نهج ترامب في السياسة الخارجية، بما في ذلك الإعجاب بزعماء مثل فلاديمير بوتين وكيم جونج أون. وحاول البيت الأبيض دون جدوى منع إصدار الكتاب، لأنه يحتوي على معلومات حساسة.

ومنذ ذلك الحين، سخر ترامب من بولتون، واصفا إياه بأنه "شخص غبي للغاية"، لكنه أقر بأن حضوره في الاجتماعات كان له غرض. 

وقال ترامب مازحا: "اعتقد الناس أنه سيهاجمهم لأنه من دعاة الحرب".

مايك بومبيو وبريان هوك

 

ويعد قرار إزالة التفاصيل الأمنية الخاصة ببومبيو وهوك جديرًا بالملاحظة نظرًا لدعمهما المستمر لترامب.

وكان بومبيو، الذي فكر لفترة وجيزة في الترشح للرئاسة، قد انتقد سياسات بايدن أثناء تأييده لترامب في عام 2024.

 ولعب كل من بومبيو وهوك دورًا محوريًا في صياغة موقف ترامب الصارم تجاه إيران، بما في ذلك الضربة بطائرة بدون طيار في عام 2020 التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وهي الخطوة التي جعلتهما هدفًا للانتقام الإيراني.

في مارس 2022، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن إنفاق أكثر من مليوني دولار شهريًا على أمن بومبيو وهوك بسبب التهديدات المستمرة. 

وأكدت التقارير اللاحقة أن التهديدات لا تزال خطيرة وجدية، مما يستلزم استمرار الحماية.

ماذا يقول الناس

قال جون بولتون في حديثه لشبكة CNN مساء الخميس: "أعتقد أنني أستطيع أن أتحدث نيابة عن جميع المسؤولين السابقين الذين تلقوا أنواعًا مختلفة من الحماية، فنحن لا نريدها لبقية حياتنا، وسنكون سعداء إذا خلص مجتمع الاستخبارات غدًا إلى أن التهديد الإيراني قد اختفى، أو أن النظام قد اختفى".

وقال بارتون جيلمان، المستشار البارز في مركز برينان للعدالة، لوكالة أسوشيتد برس: "قد يكون الرأي العام في الواقع أحد القيود الرئيسية على ترامب، ولا أعتقد أن غالبية الأمريكيين يريدون رؤيته يستغل سلطاته القانونية لمحاولة إيذاء أعدائه السياسيين، وإذا ظهر نمط مثل هذا، فلا أعتقد أنه سيكون شائعًا"

ماذا سيحدث بعد ذلك

واستخدم ترامب أيضًا أمرًا تنفيذيًا لإلغاء "أي تصاريح أمنية سارية أو حالية" يحملها 51 مسؤول استخبارات سابق، بما في ذلك بولتون، الذي وقع على رسالة في عام 2020 تثير الشكوك حول مصدر قصة الكمبيوتر المحمول الخاص بهنتر بايدن.

وجاء في الأمر التنفيذي: "لقد أشار الموقعون على الرسالة زوراً إلى أن القصة الإخبارية كانت جزءاً من حملة تضليل روسية".

وتضم القائمة مدير الاستخبارات الوطنية السابق جيمس كلابر جونيور، ومديري وكالة الاستخبارات المركزية السابقين مايكل هايدن وجون برينان، ووزير الدفاع السابق ليون بانيتا.