محمد درويش يكتب.. الحديث النبوي ورجاله
الحديث النبوي يعرف اصطلاحا أنه ما روي عن رسول الله ﷺ من قول أو فعل أو تقرير.
وقد عنى علماء المسلمين بأحاديث رسول الله ﷺ أيما عناية باعتباره المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. ويعد القرن الثالث الهجري هو عهد التنقيح والاختيار لما قام به علماء المسلمين من تنقيح الأحاديث واختيار الصحيح منها وقد ظهر فيه أعلام الحديث الستة الذين ألفوا الصحاح الستة، وهي: ١.الجامع الصحيح أو صحيح البخاري لمحمد بن اسماعيل البخاري المتوفى سنة ٢٥٦ هجريا ٢- صحيح مسلم لمسلم بن الحجاج النيسابوري المتوفى سنة ٢٦١ هجريا وقد اشتهر الكتابان السابقان بالصحيحين ويعدان أصح كتب السنة واشتهر مؤلفاهما بالشيخين. ٣- سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث المتوفى سنة ٣٧٥ هجريا. ٤- سنن الترمذي لمحمد بن إسماعيل الترمذي المتوفى سنة ٢٧٩ هجريا. ٥- سنن النسائي لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب المتوفى سنة ٣٣ هجريا. ٦- سنن بن ماجه لأبي عبد الله محمد بن يزيد المعروف بابن ماجه المتوفى سنة ٢٧٥ هجريا. فإذا قيل في حديث رواه الستة فالمقصود أصحاب الصحاح رضوان الله عليهم وإذا قيل رواه الأربعة فالمقصود بهذا أصحاب السنن وإذا قيل رواه الشيخان فالمقصود بذلك أنه مروي في الصحيحين البخاري ومسلم.
وجدير بالذكر وتلك آية من آيات الله أن هؤلاء الأئمة الستة لم يكن واحد فيهم عربي ذلك أن نور الله يصل إلى القلوب المؤمنة والأفئدة الصادقة لا ترده حدود ولا أجناس ولا ألوان أو حسب أو نسب فالله أعلم حيث يضع نوره وأمانته.
ولا شك أن هناك أئمة عظاما قد عنوا بالسنة المطهرة وصنفوا المؤلفات والمصنفات النافعة جليلة الأثر منهم الائمة الأربعة أبو حنيفة، مالك،الشافعي وبن حنبل وسليل ال البيت النبوي الكريم الإمام جعفر الصادق. والائمة الدارقطني، الحاكم النيسابوري، أبو نعيم الأصفهاني والبيهقي هؤلاء الأئمة العظام كان لهم دور في خدمة السنة النبوية المطهرة وفي جمع الأحاديث النبوية وإسنادها.
وكما قال الإمام البوصيري وكله ملتمس من رسول الله غرفا من البحر أو رشفا من الديم وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم يذكر العلامة المناوي مراتب أهل الحديث١ الطالب وهو المبتدئ. المحدث وهو من له بالحديث رواية ودراية وقالوا يحفظ الف حديث الحافظ وهو من يحفظ مئة ألف حديث متنا وإسنادا. الحجة من أحاط بثلثمئة ألف حديث الحاكم من أحاط علمه جميع الأحاديث المروية متنا وإسنادا. أمير المؤمنين في الحديث وهي أعلى هذه المراتب.
ولقد أفرد الامام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه طبقات الحفاظ جمع فيه عدد ١١٨٨ حافظ أولهم زمنيا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وانتهى بشيخه وأستاذه أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى ٨٥٢ هجريا ولم يتحدث عن نفسه واعتبره الأئمة خاتمة حفاظ جيله ثم انقطعت السلسلة المباركة.
ولقد أفاء الله على تلك الفئة المباركة والثلة المصطفاة من أهل الحديث أنوار وفتوحات كانت حديث الناس على مر الدهور ولا غرو في ذلك فهم قوم أخلصوا لله وحفظوا ميراث النبوة حفظ وعاية ودراية. حتى وصل إلينا بسنده المتصل وتلك أفضل الكرامات والهبات الإلهية. ما يروى عن الخطيب البغدادي عن عبد الواحد بن آدم قال.. رأيت النبي ﷺ في المنام وهو واقف ومعه جماعة من أصحابه فسلمت عليه فرد السلام فقلت ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال أنتظر محمد بن إسماعيل البخاري أي جنازته لتشييعها فلما كان بعد أيام بلغني وفاته فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت فيها النبي ﷺ وقالوا فاح من تراب قبره رائحة طيبة كالمسك ودامت أياماً. فسلام على حفاظ السنة المحمدية، سلام على تلك الأرواح الطاهرة في عليين سلام على كل من أحب رسول الله وحفظ أقواله وتحقق بها ظاهراً وباطناً.
جوجل نيوز
